عنصر من حزب الله يعتدي على الزميلة شبارو في المطار
الكعكي يستنكر: الصحافيون ليسوا مكسر العصا

المركزية- لم تخل تغطية الاعلام لوصول وباء الكورونا إلى بيروت من الاعتداءات على الاعلاميين الذين يقومون بواجبهم في نقل الحدث، من أرض مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث حطت الطائرة الثانية الآتية من ايران، بعدما حملت رحلة أخرى أول إصابة بالمرض الى لبنان.

وفي السياق، تعرضت الزميلة في "النهار" أسرار شبارو لاعتداء من جانب شخص افادت انه إدعى أنه من حزب الله راغضا تصوير "عوائل الشهداء" العائدين على متن طائرة ايرانية، وذلك ضمن سلسلة زيارات دينية ينظمها "الحزب" منذ فترة إلى مدينتي قم ومشهد الايرانيتين، علما أن الحزب عمم، كما نقلت مصادر مقربة لـ "المركزية" وقف الرحلات الدينية إلى قم بفعل انتشار الفيروس، في إجراء لا يشمل مدينة مشهد.

وتعليقا على الحادثة، أوضحت الزميلة شبارو في تصريح أن "فيما كانت تصور، بواسطة هاتفها الخلوي، أحدى ركاب الطائرة الايرانية لاستيضاحها عن الاجراءات المتخذة أثناء وصولها إلى المطار، اقترب منها شخص إدعى أنه من حزب الله لمنعها من تصوير "أمهات الشهداء"، مستنكرا التركيز الاعلامي على الطائرات الآتية من ايران، دون سواها من الدول التي ينتشر فيها الوباء. وأخذ هاتفها ومحا الفيديوهات التي سجلتها. وبعد تلاسن بين الطرفين، تدخل أحد عناصر أمن المطار لفض الاشكال. فاقتنصت الفرصة لاسترجاع هاتفها.

الكعكي: واستنكارا للحادثة، اعتبر نقيب الصحافة عوني الكعكي في بيان أن "ما تعرّضت له الزميلة اسرار شبارو من اسرة جريدة "النهار" يأتي في سياق متمادٍ في استهداف الصحافة والاعلام عموماً باعتداءات باتت، للأسف الشديد، شبه يومية. وكأنه لا يكفي "النهار" ما دفعته من اثمان غالية خصوصا استشهاد الزميل الكبير المرحوم جبران تويني، الذي دفع الضريبة الاغلى صوناً للحرية ودفاعاً عن وطن اردناه واياه موئلاً للحريات كافة على قاعدة السيادة المصانة والاستقلال الناجز.

واعتبر ان "ذنب الزميلة اسرار شبارو انها كانت تقوم بواجبها المهني خلال وصول الطائرة الآتية من ايران، فتعرّضت الى الاعتداء الذي لا نكتفي بأن ندينه بقوة بل نطالب السلطات القضائية والامنية بأن تقوم بواجبها كاملا في إنزال اشدّ العقوبات بالمعتدين، كائناً من يكونون والى اي جهة ينتمون. ولم يعد الشجب والاستنكار يكفيان ازاء هذا التمادي على الصحافيين والاعلاميين عموما، فالصحافة ليست مكسر عصا ولا هي "الحيط الواطي.. انما هي ابرز معالم الرفعة والصمود في هذا الوطن. ونؤكد: هذه التجاوزات لن تمر من دون عقاب.

"إعلاميون ضد العنف": بدورها، استنكرت جمعية "إعلاميون ضد العنف" في بيان الحادثة وجاء في البيان: 

تستنكر جمعية "إعلاميون ضد العنف" أشد الاستنكار الصمت الرسمي حيال الاعتداء الفاضح لعنصر من حزب الله على المراسلة في صحيفة "النهار" أسرار شبارو والذي عرّف عن نفسه بكل وقاحة وصراحة في تحد سافر للقوانين والسلطات الرسمية وكأنه غير عابئ بفعلته، وتدعو الجمعية الأجهزة المعنية إلى توقيف هذا العنصر وإنزال أشد العقوبات في حقه وحق من أرسله لتنفيذ مهمته. وتعلن الجمعية تضامنها التام مع جميع النشطاء دفاعا عن الحرية، وتخص بالذكر جاد غريب وديما صادق وشربل خوري وجينو رعيدي وغيرهم الكثير، وتأسف لهذا الاعتداء المفرط والمتمادي على كل من يعبِّر عن رأيه على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعبِّر الجمعية عن بالغ قلقها حيال المؤشرات التي تؤكد العودة الى النزعة البوليسية الأمنية التي كنا اعتقدنا أنها ولّت إلى غير رجعة مع سقوط النظام الأمني اللبناني-السوري المشترك، وتشدد على ضرورة احترام حرية الرأي والحريات على أنواعها، وترى بانه على السلطة ان تعي جيدا ان المزيد من قمع الحريات سيزيد لبنان عزلا، وان هذا الأسلوب المرفوض دوليا سيرتد سلبا على الواقع السلبي أساسا في لبنان" .

https://www.annahar.com/article/1129829-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D9%86%D8%B2%D9%86%D8%B2%D8%B9-%D9%87%D8%A7%D8%AA%D9%81%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D8%B0%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B9-%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%A8