Feb 24, 2020 12:37 PM
أخبار محلية

يونان في رسالة الصوم: نسأل الله وقف الحروب وازالة المعاناة

المركزية - وجّه بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رسالة الصوم الكبير، معلناً "أن الصوم الكبير مسيرة روحية تدوم أربعين يوما وتقودنا إلى فرح الفصح أي العبور نحو القيامة، غلبة المسيح المخلص على الموت. وهو الزمن الملائم لنتجدد من خلال تأمل أعمق بكلام الله في الأسفار المقدسة، فنلتقي مع الرب ومع القريب بفعل مصالحة صادقة تعلو بنا على شروط إنسانيتنا الضعيفة، بتقربنا من سر التوبة وتناولنا القربان المقدس".

ولفت إلى "ان مسيرة الصوم الكبير دعوة فريدة إلى التوبة، أي عودة المؤمن بقلبه وعقله إلى الله. وعلى هذه التوبة أن تشمل الإقرار بضعفنا البشري وخطيئتنا، وبتصميمنا على المغفرة والمسامحة والمصالحة. فالتوبة تقتضي أن نغير وجهة حياتنا من ماض مثقل بالأخطاء نحو تجديد روحي في مسيرة حياتنا، وذلك بالسعي لتغيير كامل لمسيرتنا السابقة، فنجدد السير نحو الله ومعه".

وأضاف: "في الصوم نمتنع عن تناول بعض الأطعمة، كالإنقطاع عن الطعام واللحوم وسواها، إلا أننا فيه نعيش الشبع الروحي ممتلئين من حضور الله ونعمه وتعزياته. وفيه نعود إلى الرب، فنفحص ضميرنا لنقوم علاقتنا به وبالقريب وبالذات، ونحيا الإيمان العامل بالمحبة. في الصوم نسير إلى العمق في علاقتنا مع الرب ونسعى لاكتشاف جوهر دعوتنا للتلمذة له. وهو الزمن المناسب لتكثيف حياة الروح عبر الارشادات والوسائل التقوية المقدسة التي تقدمها لنا الكنيسة: الامتناع عن بعض ما يلذ لنا بروح التجرد عن الماديات، الصلوات والابتهالات الحارة، ممارسة الصدقة بروح متواضعة، والتكثيف من أعمال المحبة والرحمة التي نقوم بها دون غرور واعتداد بالنفس. هو زمن توبة وصلاة ومسامحة وتكفير، كما أنه عربون غفران ومصالحة مع ذواتنا والقريب والعالم ومع الله".

وتابع: "في خضم تأملنا بسر المصالحة، ونحن ننطلق في زمن الصوم المقدس، تتوجه أنظارنا وأفكارنا وقلوبنا إلى أبنائنا وبناتنا حيث أرادتهم العناية الإلهية، في بلاد الشرق وعالم الانتشار، وخاصة أولئك الذين عانوا ولا يزالون يعانون بسبب الحروب والأزمات والاضطهادات وأعمال العنف والخطف والقتل، والذين قاسوا آلام الهجرة والتهجير القسري عن أرضهم ووطنهم إلى بلاد أخرى. نذكرهم جميعا في صلواتنا، ونسأل الله أن يخفف آلامهم ومعاناتهم، وأن يبسط أمنه وسلامه ومصالحته في العالم كله، فتنتهي الحروب وتزول الخصومات، ويسود السلام ويعم الوئام وتملك المحبة".

وصلّى البطريرك يونان "من أجل أن يجنب الله العالم بأسره أخطار الأمراض والأوبئة، ولا سيما فيروس كورونا الذي تفشى في هذه الأيام في أماكن عدة في العالم، مهددا الأمن الصحي والسلم العالمي، داعين بالشفاء العاجل والتام للمصابين به. حمى الله العالم من كل خطر ومكروه"، سائلاً الله "أن يتقبل صومكم وصلاتكم وصدقتكم، ويؤهلنا جميعا لنحتفل بفرح قيامته من بين الأموات. ونمنحكم، أيها الإخوة والأبناء والبنات الأعزاء، بركتنا الرسولية عربون محبتنا الأبوية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o