Feb 23, 2020 11:07 AM
أخبار محلية

الراعي: لنتعاطى مع الحكومة بموقف المؤازر والمسؤول على الدولة ايجاد السبل للخروج من الأزمة

المركزية- ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، قداس افتتاح حملة الصوم لكاريتاس لبنان، عاونه فيه المشرف على كاريتاس المطران ميشال عون، النائب البطريركي على صربا المطران بولس روحانا، رئيس كاريتاس الأب ميشال عبود، في حضور الوزير السابق سليم الصايغ، قائمقام كسروان - الفتوح جوزيف منصور، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، القنصل ايلي نصار، رئيس رابطات الأخويات المحامي جوزيف عازار وأعضاء مكتب ومجلس إدارة وهيئات الأقاليم وشبيبة كاريتاس.

وألقى الراعي عظة بعنوان "حول يسوع الماء الى خمر فائق الجودة"، قال فيها: "مع هذا الأحد يبدأ زمن الصوم الكبير، وهو الزمن المسيحاني الذي يجدد فيه الرب يسوع كل شيء من أجل سعادة الإنسان وفرح الجماعة. هذا ما جرى في عرس قانا الجليل، حيث "حول يسوع الماء إلى خمر فائق الجودة" (يو10:2)، فكانت فرحة العروسين، وسعادة المدعوين. وكان إظهار ألوهيته، وإيمان تلاميذه. والكل بوساطة إيمانية راجية من مريم أمه".

أضاف: "وضعت الكنيسة زمن الصوم الكبير لغايات ثلاث: ترميم العلاقة مع الله بالصلاة والتأمل في كلامه الحي، وترميم العلاقة مع الذات بالصيام والتقشف والتوبة، وترميم العلاقة مع الإخوة بالصدقة وأعمال الرحمة تجاه الفقراء، والمصالحة وإزالة النزاعات. من أجل هذه الغايات تقام أسابيع الرياضة الروحية في الرعايا، وممارسة سر التوبة والاعتراف، وتقوم مبادرات فردية وجماعية لجمع المساعدات وتوزيعها على الإخوة والأخوات المحتاجين. وفي مقدمتها رابطة كاريتاس لبنان الحاضرة معنا في هذه الليتورجيا الإلهية، والتي نفتتح معها حملة التبرعات طيلة زمن الصوم الكبير بدءا من اليوم وحتى الأحد الذي يلي أحد القيامة، بموجب قرار من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، لكونها جهاز الكنائس الكاثوليكية الراعوي - الاجتماعي على كل الأراضي اللبنانية".

وتابع: "وجهت رسالة الصوم الكبير عن هذه المواضيع، وهي بعنوان "الصوم جسر بين الدنح والفصح". وتم توزيعها منذ أسبوعين على الأبرشيات والرهبانيات، وفيها بالإضافة إلى المفهوم اللاهوتي والروحي، توجيهات راعوية بشأن ممارسة الصيام والقطاعة".

وقال: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، مفتتحين زمن الصوم الكبير، الزمن المسيحاني المقبول، وزمن التجدد الروحي بنعمة المسيح الفادي وعمل الروح القدس. ويطيب لي أن أرحب بكم جميعا، وأحييكم بعد عودتي من روما حيث ذكرناكم بالصلاة من قرب ضريحي القديسين الرسولين بطرس وبولس، وأحمل إليكم بركة قداسة البابا فرنسيس، الذي التقيناه مرتين: الأولى في اجتماع خاص مع أصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك، والثانية مع أعضاء مجمع التربية الكاثوليكية لمناسبة جمعيتها العمومية. وأود أن أوجه تحية خاصة إلى رابطة كاريتاس لبنان، إلى سيادة أخينا المطران ميشال عون، المشرف عليها من مجلس البطاركة والأساقفة، ورئيسها الذي ينهي عهده عزيزنا الأب بول كرم الذي نشكر له الست سنوات من الخدمة والتفاني، والى رئيسها الجديد عزيزنا الأب ميشال عبود الكرملي ابن كاريتاس لبنان الذي خدمها 16 سنة وتولى رئاسة اقليم عكار بمحبة وتفان. وأحيي أعضاء المكتب والمجلس والإدارة وهيئات الأقاليم وشبيبة كاريتاس وسائر المتطوعين الذين سيضحون بوقتهم وراحتهم للقيام بحملة جمع التبرعات على أبواب الكنائس وفي المدارس والجامعات والمؤسسات الخاصة والعامة وفي الساحات وعلى الطرقات، وأخص شبيبة كاريتاس التي تضحي بالكثير. وندعو إلى تسهيلها والمساهمة فيها ولو بفلس الأرملة، تعبيرا عن التضامن مع الإخوة الفقراء والمعوزين. ونحيي أيضا مجموعة الحجاج، كهنة وعلمانيين، الآتين من بولندا، وطن القديس البابا يوحنا بولس الثاني الذي آمن بلبنان ورسالته وهو يشفع به من سمائه. نرحب بهم في ما يقومون بزيارة تقوية إلى أرض القديس شربل والمزارات الدينية في لبنان ونتمنى لهم طيب الإقامة".

أضاف: "إن حال الفقر المتزايد، والأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، تقتضي منا جميعا أن نتضامن في خدمة المحبة لئلا يخور أحد في الطريق ويموت جوعا أو لانعدام إمكان شراء دواء. فبمقدار ما نساهم في حملة كاريتاس ولو بالقليل، تأتي البركة مضاعفة من جودة الله، متذكرين كيف أن الرب يسوع أشبع بخمسة أرغفة وسمكتين خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال. ورفعوا من الفضلات إثنتي عشرة قفة مملوءة (متى 14: 20-21)".

وتابع: "لا بد من التذكير بالبرامج التي تحققها كاريتاس - لبنان، ونختصرها بتأمين مساعدات مادية فورية وغذائية للعائلات، الرعاية الصحية الأولية في مراكزها العشرة والعديد من عياداتها الجوالة، تعليم الأولاد ذوي الحاجات الخاصة في مراكزها الأربعة، دعم المدارس الرسمية من خلال توزيع مواد غذائية على الطلاب وتأمين الأدوات التعليمية والنقل والبرامج الصحية، دورات تدريبية على المعلوماتية لجميع أفراد المجتمع وإعطاء شهادة رسمية، استكشاف حاجات الأفراد والعائلات بواسطة مساعدات اجتماعيات والعمل على توفيرها بالإضافة إلى تأمين وجبات طعام ساخنة وتنظيم نشاطات ترفيهية للأطفال في أقاليم كاريتاس الستة والثلاثين، القيام بمشاريع تنموية في المناطق وتوفير فرص عمل بالتعاون مع البلديات، إن خدمة المحبة التي تؤديها كاريتاس - لبنان ومثيلاتها من المؤسسات الاجتماعية غير الحكومية والمبادرات الفردية والجماعية المتنوعة، لا تحل بحد ذاتها الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية، التي توجب على الدولة إيجاد السبل للخروج منها، ووضع البلاد على طريق الحل. الأنظار موجهة إلى الحكومة الجديدة التي تسلمت كرة النار بشجاعة، آملة بمؤازرة الجميع الوصول إلى خلاص مركب الوطن من الغرق. لذلك لا ينظر إلى الحكومة بموقف المتفرج والمشكك، بل بموقف المؤازر والمسؤول. كلنا مسؤولون عن كلنا".

وختم الراعي: "أما مبادرات المحبة والتضامن والتكاتف، فتبقى ذات قيمة مادية ومعنوية وروحية. نسأل الله أن يباركها، من أجل مزيد من العطاء الذي به تتمجد محبة الله الواحد والثالوث".

كرم
وألقى الرئيس السابق لرابطة كاريتاس - لبنان كلمة قال فيها: "إذا فعلتم جميع كل ما أمرتم به فقولوا: نحن خدم لا نفع منا، فقد فعلنا ما كان يجب علينا ان نفعل. بادرتم مشكورا يا صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الى تسليط الضوء على رسالة رابطة كاريتاس - لبنان بشكل مسهب وواقعي ووعملي في الفقرة الخامسة من رسالتكم، الصوم جسر بين الدنح والفصح. ومن هذا الصرح الكريم نؤكد لكم مواصلة كاريتاس مسيرتها الطويلة، التي ومنذ أكثر من 46 سنة تقف بجانب الانسان لأنها الذراع الاجتماعية والانسانية للكنيسة، التابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. فإطلاق حملة المشاركة والتضامن السنوية لصوم 2020، تظللها اليوم تحديات إنسان مجروح اقتصاديا فقد الثقة بدولة مفترض فيها صون شخصه واحترام كرامته البشرية وتأمين أدنى حقوقه المشروعة".

أضاف: "أردنا من خلال شعار كاريتاس زيد رصيدك بالمحبة، أن نطلق شرارة أمل ونرسل وميض رجاء ينتظره بشكل خاص الفقراء والمعوزون وجميع ذوي الإرادات الطيبة المؤمنين بأن القليل القليل من مساهمات الأحبة، سيصنع حتما الفرق الكبير الكبير في مجتمع تواق الى العدالة وفق التعليم الاجتماعي للكنيسة".

وتابع: "في هذه المناسبة المميزة، أستذكر معكم تاريخ 16 آذار 2014، حيث قدمتموني علنا الى الجماعة الكنسية في قداس الأحد لأحمل شعلة الخدمة في كاريتاس حيث عملت جاهدا لست سنوات بمنتهى الشفافية والصدق باذلا الذات مع فريق عمل كبير، إذ واجهنا العديد من الصعوبات لترسيخ مفهوم العمل المؤسساتي والمهني الشريف وللمحافظة على إرث الكنيسة الخادمة تجاه إخوتنا هؤلاء الصغار، فكانت المبادرات والتضحيات تصبان في خانة تأمين ما يلزم ضمن إمكانات متواضعة لمساندة اللبنانيين بشكل خاص مع مشاريع موجهة لإخوة لهم، خبروا مرارة الهجرة القصرية قدموا من بلدان مجاورة. وفي يوم الرب لأحد مدخل الصوم 23 شباط 2020، أساند أخي المنتخب الأب ميشال عبود الراهب الكرملي في حمل مشعل المحبة ليباشر خدمته رسميا في الأول من نيسان 2020، راجيا له الشجاعة والتأني والرؤية الصائبة مستحقا عن جدارة تسمية الخادم الأمين".

وقال: "اسمحوا لي يا صاحب الغبطة أن أشكر أولا عبركم مجلس الرئاسة وأعضاء مجلس البطاركة والأساقفة على الثقة الغالية التي وضعتموها في على الرغم من ضعفي، وأن أثمن ثانيا التعاون الوثيق لسيادة المطران المشرف ميشال عون السامي الاحترام ممثلكم الشخصي في كاريتاس، وان أفتخر ثالثا بعائلة كاريتاس من عاملين ومتطوعين في مجلس ومكتب وأقاليم وأصدقاء ومرشدين وكهنة وعلمانيين، وضعت يدي بأيديهم خلال مسيرة فيها الكثير من المغامرة، وأن أنحني رابعا أمام كل المحسنين الغيورين والأسخياء كما والمستفيدين الذين اعتبروا كاريتاس خشبة خلاصهم وسندهم في يوم البؤس، لأننا كنا بجانبهم، وأن أشجع خامسا شبيبة كاريتاس الأحبة لأنهم حاضر كنيستنا ووطننا ومستقبلهما، وأن أتمنى سادسا لهذه المؤسسة الشريفة العريقة الازدهار لأنها بعد ثلاث سنوات بإذنه تعالى، ستحتفل بيوبيلها الذهبي، حاملة صليبا، صحيح أنه اليوم ثقيل ولكنه خفيف بثقة الكنيسة ورؤسائها الروحيين والمدنيين. وأن أحلم سابعا بكاريتاس رؤيوية واستراتيجية تستطيع أن تجيب على أسئلة التحدي للالف الثالث للتجسد، بدءا بالرعية فالأبرشية فالوطن فالمنطقة".

وختم كرم: "ليبارك الرب رابطة كاريتاس لبنان، ويعطها الخمرة الجيدة كما في عرس قانا الجليل، لتبقى نكهة خدمتها ومحبتها ترجمة واقعية حقيقية لتعاليم السيد المسيح الذي أخذ صورة من لا صورة له، ليعيد له كرامته وحقه ومعنى وجوده".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o