Feb 22, 2020 1:07 PM
خاص

صراع المعسكـــرين الاميركي والايـــــراني: لــمَن الغلبة؟
استراتيجية واشنطن "خنق" الاذرع العسكرية بالعقوبات لاضعاف طهران

المركزية- تشهد منطقة الشرق الاوسط صراعا بين معسكرين: معسكر يريد اخراج القوات العسكرية الاميركية من المنطقة واخر يسعى لاخراج اذرع ايران العسكرية من المنطقة. الاول تقوده ايران وحلفاؤها والثاني تقوده الولايات المتحدة الاميركية مدعومة من اوروبا والدول العربية، خصوصا الخليجية منها. وتسعى واشنطن عبر هذا المعسكر الى إعادة طهران الى داخل حدودها ووقف تصديرها للثورة الايرانية في دول الاقليم.

وتحقيقاً لهذا الهدف، قررت ادارة الرئيس دونالد ترامب الانتقال الى مرحلة الضغط وتشديد الخناق على الاذرع العسكرية كمقدّمة لعودة ايران الى داخل حدودها. ويبدو ان حزب الله على رأس قائمة الضغط عبر تجفيف مصادر تمويله عسكرياً ومالياً، لانه يُعدّ احد ابرز الاذرع الايرانية  في المنطقة وذا نفوذ سياسي وعسكري في لبنان وخارجه.

وتتولى واشنطن "حصراً" مهمة قطع شريان الاوكسيجين الايراني عنه من خلال العقوبات الاقتصادية بعدما تولّت اسرائيل مهمة ضربه عسكرياً عبر اطلاق صواريخ مسيّرة على مواقع تابعة لايران وللحزب في سوريا والعراق في اطار استهداف نشاطات ايران في المنطقة.

وقد فعلت العقوبات الاقتصادية فعلها في إضعاف الاقتصاد الايراني باعتراف المسؤولين اخرهم منذ ايام الرئيس حسن روحاني، ما يؤكد فاعلية هذا السلاح كبديل عن الحرب العسكرية.

وفي السياق، توقّعت اوساط دبلوماسية عبر "المركزية" ان تصدر في المستقبل القريب عقوبات على شخصيات لبنانية من خارج حزب الله وبيئته بتهمة تقديم الدعم للحزب، وبين هذه الشخصيات مسيحيون من حلفاء الحزب وذلك بهدف إضعافه سياسياً كخطوة اساسية لاضعافه عسكرياً، لان ادارة ترامب وحلفاءها الدوليين والاقليميين يرفضون اعطاء اي غطاء شرعي لسلاحه-وهو ما يُوفّره له حلفاؤه".

وإستباقاً لهذه الخطوة، تتخوف الاوساط "من ان يحذو حزب الله حذو الحشد الشعبي في العراق فيطلب من حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون وضع استراتيجية دفاعية تُتيح له لشرعنة سلاحه وحصوله على الغطاء الرسمي في استنساخ لتجربة حليفه الحشد الشعبي".

اما عن استخدام حزب الله للساحة اللبنانية من اجل استهداف المصالح الاميركية وفتح جبهة الجنوب ضد اسرائيل، اعتبرت الاوساط "ان الحزب غير قادر في الوقت الحاضرعلى تحمّل اي عمل عسكري اسرائيلي في لبنان في وقت تنوء بيئته تحت الضغط الاقتصادي وتشهد بعض المناطق المحسوبة عليه انتفاضة شعبية تُحمّله مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية في البلد".

وفي الاطار، كشفت الاوساط الدبلوماسية نقلا عن مسؤولين اسرائيليين تحذيرهم انهم سيردون على اي عمل ضدهم من حزب الله بشكل تدميري، وقد تم ابلاغ المسؤولين اللبنانيين بهذا الموقف، لذلك تقول الاوساط "ان المحور الايراني حصر بنك اهدافه بالساحة العراقية من اجل استهداف المصالح الاميركية ردّاً على مقتل قاسم سليماني، كما ان بعض المقاتلين التابعين لحزب الله الذين كانوا في سوريا انتقلوا الى العراق في الفترة الاخيرة استعداداً لعمليات عسكرية ضد المصالح الاميركية بعدما اُبلغت قيادة الحزب من مسؤولين في النظام السوري انهم يرفضون التعرّض للمصالح الاميركية او الغربية على الاراضي السورية".

 

وختمت الاوساط الدبلوماسية الغربية بالتساؤل "اي من المحورين سينتصر؟ الاميركي ام الايراني؟ واي من المعسكرين سيصرخ اولا؟ وهل سيقبل الرئيس ترامب بعد الانجازات التي حققها في الداخل والخارج ان يفاوض ايران بشروطها؟ ام ان ترامب متمسّك بشروطه للتفاوض بعد انتخابه لولاية رئاسية جديدة العام المقبل"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o