Feb 20, 2020 2:55 PM
خاص

تركيا تناقش مع روسيا تسيير دوريات مشتركة في إدلب
هل يشكّل المقترح بديلا من العملية العسكرية الواسعة؟

المركزية- لم تحقّق المشاورات الروسية – التركية التي استضافتها موسكو في اليومين الماضيين، خرقا يعتدّ به، في جدار أزمة "الشمال السوري". وعليه، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن "المناقشات ليست على المستوى المرجو بعد"، مضيفا "هناك قدر من التقارب مع روسيا في المحادثات المتعلقة بمنطقة إدلب في سوريا". وقال جاويش أوغلو لقناة "تي.آر.تي خبر": إن تركيا وروسيا ستكثفان المحادثات الخاصة بإدلب في الأيام المقبلة، مضيفا أن "الرئيسين التركي والروسي قد يناقشان الأمر أيضا".

وفيما تصعّد أنقرة تهديداتها بشنّ هجوم عسكري في شمال غرب سوريا، قال مسؤول تركي اليوم، إن أنقرة تبحث مع روسيا تسيير دوريات مشتركة في ادلب كأحد الخيارات لضمان الأمن هناك. وفي السياق، توضح مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان المقترح التركي بتسيير دوريات مشتركة على الطريقين الدوليين يندرج ضمن اتفاق سوتشي الموقع مع ورسيا في أيلول 2018، إلا أن بعض فصائل المعارضة السورية رفضت حينها دخول القوات الروسية إلى المنطقة. ويعتبر المقترح التركي تطبيقًا لما تشهده منطقة شرق الفرات، إذ تسير روسيا وتركيا دوريات مشتركة، منذ الاتفاق بينهما بعد إطلاق تركيا عملية "نبع السلام" في المنطقة.

فهل توافق موسكو على هذا الخيار، كبديل من العملية العسكرية الواسعة التي يلوّح بها الاتراك لإبعاد قوات النظام السوري عن حدودهم؟ الايام المقبلة ستحمل الجواب، علما ان موسكو بدت في الاسابيع الماضية أقرب الى وجهة نظر دمشق، فدعمت في الموقف و"الغارات"، توسّع جيشها نحو الشمال لتطهيره من الارهابيين، بعد ان أخفقت أنقرة، على مدى أشهر، في تنفيذ هذه المهمّة.

على اي حال، ذكر المسؤول التركي نفسه، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن إيران وتركيا وروسيا تعتزم الاجتماع في طهران مطلع الشهر المقبل، لمواصلة بحث التطورات في سوريا بما في ذلك إدلب. وأضاف أن وفداً روسياً قد يأتي إلى أنقرة قبل ذلك لإجراء المزيد من المحادثات. وليس بعيدا، اشار مصدر في الخارجية الإيرانية الى عدم وجود تاريخ نهائي لـ"القمة الثلاثية" حول سوريا، مشيرا الى سعي ايران مع روسيا وتركيا لعقدها في القريب العاجل. وقال لوكالة سبوتنيك ردا على سؤال عما اذا كانت تركيا وافقت على المشاركة "نحن نعمل على الموضوع لعقد هذه القمة لكن حتى الآن لم يحدد تاريخ نهائي لعقد القمة". وتابع المصدر "ايران تجري حاليا مشاورات وتسعى مع الاصدقاء الاتراك والروس لعقد هذه القمة في القريب العاجل".

وفي انتظار ما ستفرزه المحادثات التي ستستكمل بين الروس والاتراك ومن ثم بين رعاة استانة الثلاثة، الميدان السوري الشمالي يشتعل. فقد دارت معارك بين الجيش السوري والقوات التركية في ريف ادلب، وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن دخول رتل عسكري تركي من معبر كفرلوسين شمال المدينة، يتألف من 80 شاحنة وعربة مصفحة ودبابات. كما أنشأت القوات التركية نقطة عسكرية جديدة في قرية بزابور بجبل الزاوية. وكان المرصد لفت قبل ساعات الى تمركز للقوات التركية في أعلى قمة النبي أيوب الاستراتيجية التي تشرف على مناطق جبل الزاوية وسهل الغاب، إضافة إلى أجزاء من طريق حلب-اللاذقية الدولي. وأضاف أن تركيا أنشأت أيضا نقطة عسكرية بالقرب من بلدة بسنقول الواقعة على ذات الطريق المعروف بـ "M4". وبذلك، يرتفع عدد النقاط التركية في منطقة "خفض التصعيد" إلى 39... وفي حال فشل الحل السياسي، سيشهد الشمال السوري معارك من الاشرس، ستترك وراءها قتلى وجرحى ونازحين ودمارا، من الاسوأ في الحرب السورية، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o