Feb 19, 2020 5:16 PM
أخبار محلية

"المستقبل": تشكيل لجنة لإعداد اقتراح قانون انتخابات نيابية..الحريري: قمنا بأخطاء ونتحمل مسؤوليتنا

المركزية- عقد المجلس المركزي لتيار "المستقبل" اجتماعا برئاسة الرئيس سعد الحريري، في "بيت الوسط"، بحضور كتلة "المستقبل" النيابية واعضاء المكتبين السياسي والتنفيذي للتيار وفريق العمل في مكتب الرئيس الحريري.

استهل الاجتماع بالنشيد الوطني، فالوقوف دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء.

وخصص الاجتماع "للتداول في التحولات السياسية التي استجدت بعد الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين، والتحديات الاقتصادية التي تواجه اللبنانيين وتحاصرهم في مدخراتهم ولقمة عيشهم اليومية"، وفي نهايته أصدر المجتمعون بيانا تلاه النائب محمد الحجار وأشار فيه الى أن "الرئيس الحريري قدم في مستهل الاجتماع مداخلة تطرقت إلى القضايا الآتية:
1- في الشأن السياسي: جدد الرئيس الحريري تأكيده على أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي من ثوابت التيار الذي يواكب مع كل اللبنانيين التطورات المتصلة بعملها، احقاقا للحق وللعدالة المنتظرة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والقضايا المرتبطة بها.

وشدد الرئيس الحريري على وجوب الاستعداد للتعامل مع استحقاقات المرحلة المقبلة ومتغيراتها الشعبية معتبرا ان ما كان يصح قبل 17 تشرين لم يعد ممكنا بعد هذا التاريخ، وان الانتفاضة التي خرقت جدران الطوائف والاصطفافات السياسية، باتت شريكا حقيقيا وقوة ضغط مؤثرة في صناعة القرار الوطني وعمل المؤسسات الدستورية، وهو الأمر الذي نراه في تيار المستقبل قيمة مضافة للحياة الديموقراطية ومدخلا لتصحيح الخلل المزمن في النظام السياسي ومرتكزاته الطائفية.

ودعا الرئيس الحريري الى الفصل التام بين تطورات الانتفاضة وبين المصير الذي انتهت اليه التسوية الرئاسية وقال: ان عوامل انتهاء التسوية بدأت تتكون قبل أشهر طويلة تراكمت خلالها التصدعات في العلاقات الرئاسية والحكومية الى أن جاءت الانتفاضة وأدت الى الاستقالة وطي صفحة استمرت مفاعيلها ثلاث سنوات فيها من الانجازات الأمنية والوطنية ما يبررها وفيها من المرارات السياسية والخروقات الدستورية ما يحيلها الى ذمة التاريخ.

ويجب ان يكون واضحا في هذا المجال ان تيار المستقبل لا يستدرج العروض لأي نوع من الاشتباكات السياسية، وسيبقى عند التزامه المبدئي مقتضيات الوفاق الوطني والعيش المشترك، ولن ينساق لأي شكل من المزايدات الطائفية من موقع حرصه الدائم على السلم الأهلي الذي سيبقى في اولويات اهتماماتنا مهما تبدلت الظروف.

وشدد الرئيس الحريري على ضرورة إطلاق الدعوة إلى طاولة الحوار لبحث الاستراتيجية الدفاعية وإعادة قرار الحرب والسلم إلى الدولة اللبنانية، مؤكدا على ثوابت تيار المستقبل في الحفاظ على اتفاق الطائف والسلم الأهلي وعروبة لبنان والمحكمة الدولية.

وقال: إن السنوات الثلاث المقبلة لن تكون على صورة السنوات الثلاث التي انقضت، وأيدينا ستكون ممدودة للتعاون والحوار مع كل المكونات التي نلتقي معها على ثوابتنا الوطنية، ونحن نتطلع في هذا الشأن الى التعاون مع اوسع الشرائح السياسية لإعداد قانون جديد للانتخابات على أساس اتفاق الطائف، يمهد لانتخابات نيابية مبكرة.

2- في الشأن الاقتصادي والمالي: نبه الرئيس الحريري مجددا الى عمق الازمة التي وصلت اليها البلاد ووجوب الخروج من النفق المسدود، والتأكيد على اعتبار المؤسسات الدستورية المرجع الصالح لإيجاد المخارج المطلوبة وفي مقدمها وضع حد نهائي وسريع للهدر المتنامي منذ سنوات في قطاع الكهرباء.

وأكد انه سيكون من الصعوبة في مكان وربما من المستحيل التوصل الى حلول إنقاذية جديدة بمعزل عن التعاون مع المجتمعين العربي والدولي، لافتا الى ان الثقة المفقودة مع معظم الدول المؤثرة باتت تشكل حاجزا لا يمكن تجاهله امام الوضع الاقتصادي.

واعتبر الرئيس الحريري ان أكثر ما يؤذي مصلحة لبنان في هذه المرحلة هو الإصرار على التصرف كما لو ان الوقت متاح لجولات جديدة من التذاكي على المجتمعين الدولي والعربي واتخاذ لبنان ساحة لتوجيه الرسائل الإقليمية وان كافة التصرفات التي تعمل على تظهير لبنان منصة للسياسات الإيرانية في المنطقة، باتت تشكل عبئا كبيرا على البلاد خصوصا عندما تترافق مع الخروقات المتواصلة لقرار النأي بالنفس.

3- في الشأن الاجتماعي والمعيشي قال: إن معاناة اللبنانيين نتيجة تطور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتي انعكست سلبا على مستويات المعيشة يجب ان تكون محل متابعة يومية من التيار والكتلة النيابية في كل المناطق والمنسقيات، مع التأكيد على أهمية تفعيل الجهود لصون الامن الاجتماعي للبنانيين.

4 - في الشأن التنظيمي: جدد الرئيس على ضرورة المباشرة في الاعداد للمؤتمر العام للتيار وانبثاق قيادة جديدة تأخذ على عاتقها مسؤولية تطوير العمل وتصحيح مكامن الخلل والمشاركة في القرار السياسي ومحاكاة التحولات السياسية والشعبية في البلاد".

وخلص الى أنه "بعد النقاش حول المعطيات التي تقدم بها الرئيس الحريري تقرر الآتي:

- تكليف الرئيس الحريري تشكيل لجنة من اصحاب الاختصاص والخبرة في الكتلة النيابية والتيار لإعداد اقتراح قانون انتخابات نيابية وفقا للقواعد التي حددها اتفاق الطائف.

- بناء للمادة 34 من النظام الداخلي، تكليف المكتب السياسي للتيار بالتنسيق مع الامانة العامة تحديد موعد انعقاد المؤتمر العام واتخاذ كافة الاجراءات التنظيمية في هذا الشأن واعداد الاوراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تناقش في المؤتمر".

الحريري في دردشة مع الصحافيين:

في غضون ذلك أكد الرئيس الحريري "أنه وتيار المستقبل لا يتنصلان مطلقا من المسؤولية عما آل إليه الوضع في البلاد، لكن المشكلة الأساسية هي أنه، وعلى مدى ثلاثين سنة الماضية، وخاصة في السنوات الـ15 الأخيرة، فإن نصف الدين العام نتج بسبب قطاع الكهرباء، وقال: " إذا أردنا أن نحل المشكلة الاقتصادية في البلد، فإن أول ما يجب أن نقوم به هو أن نكون واضحين في توصيف المشكلة وإيجاد الحلول. أما إذا كان هناك فريق يريد أن يحمل المسؤولية كلها لفريق واحد، فهذا ليس صحيحا".

كلام الرئيس الحريري جاء في دردشة مع الصحافيين عقب ترؤسه عصر اليوم في بيت الوسط اجتماع المجلس المركزي لـ"تيار المستقبل"، وقال: "كما قلت في خطابي، نحن لا نتنصل من المسؤوليات، وربما كنا أول فريق سياسي خرج وقال نحن كنا موجودين في هذه الحكومات ونتحمل المسؤولية. لكن المشكلة الحاصلة في البلد وما تشهده المصارف والهجوم الحاصل على حاكم مصرف لبنان، كل ذلك يدل على وجع الناس. ولكن بالمقابل، هناك أفرقاء سياسيون يحاولون استخدام هذا الهجوم للتعمية على ما أوصلنا فعلا إلى هنا. فإذا كانت فاتورة الكهرباء تشكل نصف خدمة الدين العام، فهذا يعني أن المشكلة هي هنا وليس في مكان آخر. فلماذا اضطررنا على أن نستدين 45 أو 50 مليار دولار من أجل الكهرباء؟ وهنا تكمن المسؤولية.

دائما يقال أن اقتصادنا ريعي، صحيح؟ لكن المصارف تديّن القطاع الخاص في البلد بقيمة 55 مليار دولار، فكيف يقال أنه ريعي؟ أليست الشركات والمؤسسات هي التي استدانت هذه المبالغ؟ وغير ذلك الكثير.

حين لم يكن للدولة رئيس، من قدم الأموال للإسكان؟ أليس البنك المركزي؟ حصل مشكل صغير في الإسكان بأن البعض استفاد والأسماء معروفة، لكن من هم معظم المستفيدين؟ أليس المواطن اللبناني؟ أنا لا أدافع عن المصارف، لكن بالمقابل يجب أن نعرف حقيقة الأمور لكي نشخص المشكلة ونحلها.

بعض الأفرقاء السياسيين يعتقدون أنه إذا حملنا المسؤولية للمصارف والبنك المركزي تنتهي القصة. كلا. هم يتحملون جزءا من المسؤولية، وأنا أقر بذلك، لكن المشكلة الأساسية أين؟ هي أننا وعلى مدى ثلاثين سنة الماضية، وخاصة في السنوات الـ15 الأخيرة، نصف الدين العام أتى من قطاع الكهرباء.

سئل: هل يمكن أن تدعو إلى التظاهر أمام شركة الكهرباء؟

أجاب: للجميع الحق السياسي بالتظاهر حيث يريد، أما أنا فلا ألعب هذه اللعبة. نحن كسياسيين اليوم، تقع علينا مسؤولية أن نكون صريحين مع الناس. ألم نرتكب أخطاء كتيار؟ نعم ارتكبنا أخطاء، وقلنا منذ البداية أننا نرفع الغطاء عن أي مرتكب.

سئل: هل تعتبر الهجمة على حاكم مصرف لبنان والقطاع المصرفي سياسية؟

أجاب: أنا أرى أن وجع الناس من المصارف يجعلك لا تستطيع إلا أن تقف مع الناس. لكن بالمقابل، علينا أن نشرح للناس لماذا وصلنا إلى هنا.

هل تذكرون قبل عام أو عامين أو ثلاثة حين كنت أقول دائما أننا إن لم نجر إصلاحات فإن سلسلة الرتب والرواتب ستطير؟ ماذا حصل.

سئل: لكنك كنت رئيس حكومة ورئيس كتلة نيابية وأنتم أقررتم السلسلة ووضعتم الهندسات المالية وأنتم من قبل بهذه الديون وأنتم أوقفتم خطة الكهرباء، جميعكم معا؟

أجاب: هذا صحيح وأنا لم أتنصل مرة من المسؤولية ولن أتنصل كغيري، وأنهم هم الأبطال فيما الحق كله على سعد الحريري والحريرية السياسية. أنا لا أتعاطى بالكذب مع الناس، بل بصدق ومصداقية. نحن أقررنا سلسلة الرتب، ولكن هناك العديد من القوانين التي كان يفترض أن تقر مع سلسلة الرتب ولم تمر.

إذا أردنا أن نحل المشكلة الاقتصادية في البلد، فإن أول ما يجب أن نقوم به هو أن نكون واضحين في توصيف المشكلة وإيجاد الحلول. أما إذا كان هناك فريق يريد أن يحمل المسؤولية كلها لفريق واحد، فهذا ليس صحيحا.

سئل: هل تقصد التيار الوطني الحر؟

أجاب: نعم.

سئل: ولكنكما كنتما معا في عقد كل الاتفاقات وكنتما معا بذات الحكومة، فلماذا تحملهم اليوم المسؤولية؟

أجاب: لأننا نحن كنا نطالب بإصلاحات منذ اليوم الأول.

سئل: لكن الدين العام يتراكم منذ التسعينات؟

أجاب: مشكلتنا أننا في كل مرة كنا نذهب فيها إلى مؤتمرات اقتصادية، كنا نعد بالإصلاحات وحين نعود إلى البلد نزايد على بعضنا البعض.

سئل: قيل أن الرئيس حسان دياب سيزور الدول العربية المؤثرة بلبنان، ثم سمعنا تسريبات سلبية تنفي هذه الزيارة، في حين يجري الحديث عن زيارة ستقوم بها أنت إلى السعودية والإمارات. وبالأمس كانت أول زيارة دولية للبنان من رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني. فهل ستكون الدول العربية على خصومة مع الحكومة الجديدة؟

أجاب: أترك لكم الاستنتاج إن كان ذلك يفيد لبنان أم لا.

سئل: إذا حصل وزرت السعودية والإمارات، هل ستكون هذه الزيارة لسعد الحريري شخصيا وتيار المستقبل أم ستتناول فيها الملف اللبناني؟

أجاب: أنا لم أتحدث يوما في حياتي إلا بموضوع لبنان.

سئل: كيف يمكن لكتلة المستقبل أن تساعد في ظل الأجواء القائمة بدلا عن الكيدية السياسية؟

أجاب: أنا لم أقل أنني سأصوت ضد الإصلاحات الحقيقية إذا حصلت. أنا مع أي أمر إصلاحي يفيد البلد ولن أكون بالتأكيد ضده.

سئل: لكن الوزير جبران باسيل يقول أن طريق عودتك سيكون طويلا هذه المرة، فما ردك؟

أجاب: هذا الكلام يؤكد كلامي عن الرئيس الظل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o