Feb 19, 2020 7:43 AM
صحف

حجم الفاجعة بالارقام: 300 ألف عاطل عن العمل واكثر من 70 الفاً هاجروا

من يقرأ الارقام يدرك حجم الفاجعة: البطالة 40 في المئة وقد تصل الى 50 في المئة في أوساط الشباب. مليون الى ‏مليوني لبناني سيعيشون تحت خط الفقر. 785 مطعماً ومقهى أقفلت ما بين أيلول 2019 وشباط 2020، 25 ألف ‏موظف صرفوا من المطاعم والفنادق. 120 مؤسسة تقفل في صيدا. محال المجوهرات رفعت بضاعتها من ‏المجمعات التجارية الى محال أكثر أماناً، وبعضها اعادها الى شركاتها الام في الخارج. عشرات المؤسسات ‏المتعثرة تدفع نصف راتب أو أقل من ذلك. "كابيتال كونترول" على الاموال، مع امكان اقتطاع اجزاء من الودائع ‏‏"هيركات‎".‎
‎ ‎أمام هذه الوقائع، لا تقدم زيارة وفد صندوق النقد الدولي أملاً كبيراً في امكان توفير حلول لمشكلات لبنان المزمنة، ‏والتي تفجرت أخيراً، ولا تزال تداعيات هذا الانفجار تتظهر يوماً بعد يوم، وتؤكدها الارقام الكارثية المرشحة ‏للانكشاف يوماً بعد يوم، منذرة بكارثة اجتماعية لم يعرفها لبنان من قبل، على رغم كل الحروب والاجتياحات ‏والوصايات التي انهكت بنيانه واقتصاده‎.‎‎ ‎
آخر الارقام كشفها امس نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي وفيها ان ‏عدد الإقفالات الذي وصلت إليه المؤسسات التي تتعاطى الطعام والشراب ناهز الـ 785 مؤسسة في الفترة بين ‏أيلول 2019 و1 شباط 2020، وشهد كانون الثاني وحده إقفال 240 مؤسسة في لبنان، توزعت على محافظة جبل ‏لبنان بنسبة 54.6% وهي الأعلى، تليها بيروت حيث بلغت النسبة 29.4%، ثم محافظة الشمال بنسبة 6.7%، ‏فمحافظة الجنوب 6.6%، وأخيرًا البقاع بنسبة 2.5%.. وفاق عدد الموظفين المصروفين من العمل الـ25 ألفًا، ‏وقسم كبير من سائر العمال يعمل بدوام جزئي وبنصف راتب، نتيجة تدني أرقام المبيعات بنسبة 75‏‎%".‎‎ ‎
وبلغ عدد العاطلين عن العمل منذ بدء الأزمة 160 ألف شخص، استناداً الى دراسة لشركة‎ Infopro. ‎ويتوقع ان ‏يبلغ في السنة الجارية نحو 250 ألفاً الى 300 ألف. واللافت، بناء على دراسة لادارة الاحصاء المركزي ارتفاع ‏معدّل البطالة لدى الشباب مع ارتفاع المستوى التعليمي، إذ يتخطى الـ35% عند الشباب من حملة الشهادة الجامعية‎.‎‎
وأوضح الباحث الاقتصادي البروفسور جاسم عجاقة، أن "اعداد العاطلين عن العمل هذه تضمّ الموظفين ‏المصروفين بالإضافة إلى البطالة المُقنّعة والتي تتمثل في هذه الحالة بخفض أجر الموظّف إلى ما دون المستويات ‏التي تسمح له بالعيش الكريم". وأضاف: "هناك خلاف على نسبة البطالة في لبنان، فالأرقام الرسمية مُتضاربة في ‏ما بينها. وزارة العمل تُعطي رقم 25%، في حين أن الإحصاء المركزي يُعطي رقم 11.8%، والبنك الدولي 6%! ‏أما أرقامنا فتُشير إلى أن البطالة في لبنان بلغت 35% قبل الثورة، لترتفع إلى حدود الـ 40% حاليًا! وهذا الأمر ‏أدّى إلى زيادة نسبة الفقر من 31.52% قبل الثورة إلى ما يزيد على 34% حالياً‎".‎‎ ‎
وفي هذا الاطار أكد وزير الشؤون الإجتماعية السابق ريشار قيومجيان، أنّ " مليوني لبناني سيعيشون تحت خط ‏الفقر في العام 2020، إذا لم تول الحكومة الجديدة الشأن الإجتماعي أهميّة. فالوضع الإجتماعي في لبنان وصل إلى ‏مرحلة هي الأكثر خطورة، إذ لم يشهد هذا المستوى من الفقر من قبل". وتخوّف من "الوصول إلى نسبة 50%، ‏علمًا أنّ بيانات الإحصاء المركزي لعام 2018 وكذلك بيانات البنك الدولي كانت قد حدّدت نسبة الفقر ?ـ32% ‏ونسبة البطالة ?ـ35% إلى 38% من العام نفسه‎".‎
‎ ‎امام هذا الواقع، تصبح الهجرة الملاذ للشباب اللبنانيين. وأفادت "الدولية للمعلومات" أنه منذ منتصف كانون الثاني ‏وحتى منتصف تشرين الثاني 2019 وصل عدد الذين سافروا ولم يعودوا إلى 61,924 لبنانياً مقابل 41,766 ‏لبنانياً خلال الفترة المماثلة من العام 2018 أي بزيادة 20,158 لبنانياً، ما نسبته 42 في المئة. وأكد الباحث محمد ‏شمس الدين لـ "النهار" أنّ "82 في المئة منهم أعمارهم 40 سنة وما دون‎".‎
‎ ‎وعلى محرك "غوغل"، بلغ معدل البحث عن كلمة "هجرة" في لبنان بين شهري تشرين الثاني وكانون الأول حده ‏الأقصى خلال خمس سنوات‎.‎‎ 
وفي سياق غير بعيد، أعد قسم الدروس الاقتصادية في مصلحة الأبحاث والدراسات في مديرية الطيران المدني في ‏مطار رفيق الحريري الدولي، دراسة مفصلة لحركة الطيران خلال عام 2019 في المطار، تناولت نقاطا عدة ‏للمؤشر السنوي لحركة الطيران لعام 2019. ففي مقارنة نسبية بين عامي 2018 و2019 من حيث حركة ‏الركاب، حركة الطائرات، الشحن والبريد، أظهرت الدراسة تراجعا لحركة الركاب عام 2019 بلغ 1.72% عن ‏عام 2018. أما بالنسبة الى حركة الطائرات لعام 2019، فسجلت تراجعا نسبته 1.83% عن عام 2018‏‎.‎

"النهار"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o