Feb 18, 2020 3:10 PM
خاص

الزيارة "اللاريجانية" لبيروت استعراض سياسي اعلامي في زمن "الانكفاء"
المسـاعدة الايرانية الوحيدة المطلوبة للبنان: هدم الدويلة لمصلحة الدولة

المركزية- ليست زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى بيروت امس، الاولى لمسؤول ايراني ولن تكون الاخيرة. وليست المواقف الايرانية في شأن الاستعداد لتقديم الدعم والمساعدة للبنان لانقاذه من ازماته جديدة. فلسان حال كل زائر ايراني يحطّ في بيروت هو ان ابواب خزينة طهران الفارسية مشرّعة للبنان خلافاً للخزائن العربية المقفلة، وهي اليوم مستعدة لانقاذه حيث يتقاعس الاخوة والاشقاء العرب ويتركونه لمصيره الاسود.

يدرك الايرانيون جيدا ان اطلالتهم على الساحة اللبنانية بعد تشكيل حكومة الرئيس حسّان دياب محدودة المفاعيل ولا تتعدى كونها مشهدية اعلامية لا تسمن ولا تغني في ظل العقوبات المفروضة عليها دوليا والتي تثقل كاهلها وتقود شعبها الى الانتفاض ضد السلطة احتجاجا على ما اوصلت اليه البلاد بفعل سياساتها الخاطئة كما يؤكد المنتفضون المقموعون الذين لا يتوانون عن رفع الصوت كلما سنحت الفرصة. ويدرك اللبنانيون والعالم معهم ان ابعاد الزيارة "اللاريجانية" مجرد استعراض سياسي اعلامي في زمن الانكفاء الايراني في الدول التي اعتبرها واقعة تحت نفوذه من العراق الى اليمن ومن سوريا الى لبنان، حيث الصوت الرافض لهذا النفوذ والعجز عن انقاذ الاوضاع الاقتصادية المنهارة في هذه العواصم وتحديدا في بيروت التي، صحيح ان قوى السلطة الحاكمة، اليوم تدور في فلك محور الممانعة والمقاومة غير انها تخضع لامتحان عسير، ظروف الفوز فيه شبه مستحيلة بقدرات مناصري ايران، بدليل ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وجه في خطابه الاحد الماضي الدعوة الى تشكيل لجنة من الموالاة والمعارضة تشارك في ورشة انقاذ البلاد، في محاولة تقرأ فيها اوساط سياسية معارضة عبر "المركزية" محاولة لتجنب تجرع كأس تداعيات الفشل المرة التي بدأ يستشعرها على الارجح، ويسعى لتحميل المعارضة التي اقصاها عن الحكم بفعل رفض مطلب تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلة، مسؤولية الانهيار اذا عجزت الحكومة عن اتخاذ خطوات اصلاحية بنيوية سريعا.

اذا لم َالزيارة وما الاهداف؟ تقول الاوساط ان ايران ومن خلال جولة رئيس مجلس الشورى للدول التي لها فيها موطئ قدم توجه رسالتين للعرب والغرب. الاولى فيها ما يكفي من المزايدة على الدول العربية ولا سيما الخليجية التي لم يخصّ اي مسؤول منها حتى الساعة لبنان بزيارة تفقدية لاحواله وهو على شفير الانهيار، ما يفترض تاليا نزع صفة الاخّوة عنها، كونها لم تقف الى جانب الشقيق الاصغر في محنته، في وقت ابدت ايران الاستعداد لكل دعم وعون. والثانية للغرب الذي يشدّ الحبل على عنقها الى درجة الاختناق، بحيث تلفت نظره الى انها قادرة على منع انهيار لبنان من خلال مدّه بما يلزم من مساعدات اذا ما تم تخفيف العقوبات عنها.

هي عرض عضلات لا اكثر، زيارة لاريجاني، ولا يمكن تحميلها اكثر مما تحتمل. حتى ان ما يحاك حولها في شأن تأثيرها على الوضع اللبناني، وتظهير موقعه في محور ايران يبقى من دون جدوى، بحسب الاوساط. فالدول حددت شروطها للمساعدة بالزيارة او من دونها، والخليجيون لن يقدموا مساعدات وهبات بعدما لمسوا مدى الهدر والسرقة والفساد المعشش في الدولة وبعدما أدى السيد نصرالله الواجب في " تطفيشهم" من لبنان استثماريا وسياحياً بفعل الحروب العبثية التي اقحم فيها لبنان ومواقفه الهجومية على الخليج لا سيما المملكة العربية السعودية التي كانت لها اليد الطولى في مساعدة لبنان على النهوض من ازماته. فدور الجمهورية الاسلامية بات عديم الفائدة على مستوى مساعدة لبنان، تؤكد الاوساط، الا اذا قررت الايعاز لذراعها العسكري حزب الله، الانصياع الى الدولة وفكّ بنيان دويلته التي تتحمل الجزء الاكبر من مسؤولية انهيار الدولة. آنذاك يمكن لايران ان تدعم وللبنان ان ينهض... على أمل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o