Feb 17, 2020 3:13 PM
خاص

حزب الله يرفض الجلوس على رأس التلّة لمراقبة "انهيار" البلد
الانقاذ الاقتصادي بطاولة حوار تناقش قـــرارات استراتيجية

المركزية- بين قول رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال جلسة الثقة "ان هذه الحكومة لا تشبه فريقنا السياسي، إلا انه لتسهيل مهمة التأليف ارتضينا ‏بها، ونحن واثقون ان هناك مساحة من الرؤى القابلة للتفاهم، بين مكوناتها، يمكن ان تتوسع لاحقا، وفقاً لجهودنا ‏وتعاوننا جميعاً"، ودعوة امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في اطلالته امس الى تشكيل لجنة من الموالاة والمعارضة لبحث الازمة الاقتصادية في البلد، معترفاً بحجم الأذى الذي يلحق بلبنان اذا ارتبط اسم الحكومة بالحزب، اسئلة مشروعة عن خلفية هذا التدرّج على إبداء مواقف متتالية من حكومة يُعتبر حزب الله احد ابرز الداعمين لها؟

فالحزب الذي وضع بين فكّي كمّاشة الضغط الدولي جرّاء ارتباطه بإيران ومشاريعها في المنطقة، واعتبرت التحليلات والقراءات ان "ضغطه" على فريق تكليف الرئيس حسان دياب لوقف الدلع وتشكيل حكومة تواجه التحديات، بدا في اطلالاته الاخيرة كَمَن يسحب البساط تدريجياً من تحت حكومة الرئيس دياب تمهيداً لغسل يديه منها، لادراكه سلفاً عدم قدرتها على مواجهة الازمات. 

وفي حين حرصت المصادر المقرّبة من حزب الله على التأكيد "ان الحكومة هي حكومة كل لبنان وهناك من يريد الصاقها بـ"حزب الله" لغاية في نفسه فقط، وهذه نغمة اعتدنا عليها وباتت وراءنا"، شددت عبر "المركزية" على "ان تحمّل المسؤولية من خلال الجلوس معاً على طاولة مستديرة من اجل وضع حلول مشتركة للازمة تماماً كطاولات الحوار التي اُقيمت من اجل مناقشة المسائل الخلافية، لان الخروج من الازمة الحالية يتطلّب قرارات استراتيجية كبرى لا يجوز اتّخاذها الا بالاجماع". 

واعتبرت "ان تشكيل طاولة حوار كهذه من شأنه "مساعدة" الحكومة على تسيير عملها، وعند الامتحان يُكرم المرء او يُهان. فتلبية الدعوة للمشاركة في طاولة حوار كهذه معناه ان القوى السياسية تتمتّع بحس وطني، اما العكس فسمعناه انها لا تُعير اهتماماً لمصير البلد والازمة التي يتخبّط بها".

وتضيف "الحزب وخلافاً للاخرين لا يجلس على التلّة ويراقب تطورات الامور بل يتحمّل المسؤولية انطلاقاً من انه جزء من البلد، وهو وبكل "اسف" الاحرص على مصير لبنان وهو يفديه باولاده على عكس الاخرين".

وتتابع "البلد يمرّ في ازمة مالية واقتصادية صعبة حيث يواصل سعر صرف الدولار ارتفاعه مقابل الليرة والقدرة الشرائية تتراجع، في حين ان البعض اختار الجلوس على رأس التلّة يراقب ليس لسبب الا لانه بات خارج السلطة التنفيذية وهذا خطأ"، وشددت على "ضرورة عدم الانصياع للاجندات الخارجية التي تخرب البلد".

وتعتبر المصادر المقرّبة من الحزب "ان هناك من يريد تدفيع البلد ثمناً غالياً وانهياره اقتصادياً ومالياً، لانه الوحيد الذي وقف بوجه اسرائيل وقاومها".

ولعل اهم القرارات الداهمة التي يجب حسمها وبإجماع وطني مسألة سندات اليوروبوندز التي تستحق في 9 اذار المقبل. ورجّحت المصادر المقرّبة من الحزب "ان يكون الاتّجاه العام نحو عدم الدفع والتفاوض مع الدائنين من اجل إعادة الجدولة، وعكس ذلك معناه التوقيع رسمياً على افلاس البلد"، معتبرةً ان التعامل مع هذا الاستحقاق يجب ان يكون من مُنطلق "لا يموت الديب ولا يفنى الغنم".

واسفت "لان هناك من يهوّل علينا بعواقب عدم الدفع لانهم جنوا ارباحاً طائلة من عملية شراء السندات"، واصفةً هؤلاء بـ"مصاصي الدماء" هدفهم فقط "تحصيل اموالهم على حساب البلد واللبنانيين". وتوقّعت ان تُفضي المفاوضات مع صندوق النقد الدولي الى تقديم مساعدة تقنية للبنان"، مع انها حذّرت "من ان تدخّله سيُسرّع من انهيار البلد وهناك امثلة كثيرة حصلت مع دول اخرى عندما تدخّل بحجّة مساعدتها".

وفي الاطار، اعتبرت المصادر المقرّبة من حزب الله "ان تدخّل البنك الدولي يخفي وراءه اهدافا سياسية "مشبوهة" تريد الولايات المتحدة الاميركية تحقيقها، منها التوطين". 

الى ذلك، رفضت المصادر "ردود الفعل المستنكرة لرفع نصب تذكاري لقائد فيلق القدس قاسم سليماني في بلدة مارون الراس"، لافتةً الى "ان هذا اقل ما يجب فعله لشخص لم يتردد في حماية البلد والدفاع عنه في وقت الجميع هرب الى خارج لبنان".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o