Feb 10, 2020 4:19 PM
تحليل سياسي

بين عظة عبد الساتر واستشــهاد العســـكريين الثلاثة... المطلوب دولة!
جلســـة الثقة... القومي" وافرام يقاطعــان والمســتقبل: لن نعطّــل
الحريري: "شو عمل التيار يعطيني انجاز واحد"..وديب: "خلصناك من الفرّامة"

المركزية- كلمة حق تقال، لا كلام يعلو فوق كلام الراعي الصالح. فعلها المطران بولس عبد الساتر، راعي ابرشية بيروت للموارنة. جمع في حضرة الروح القدس الرؤساء والمسؤولين عن البلاد ليتوجه اليهم بجرأة الاب الروحي مباشرة بما يجب ان يسمعوا ويفعلوا والا... فليرحلوا. عظته في قداس مار مارون شكلت الحدث. فهم اذ كانوا ينتظرونه من الثّوار خارج جدران الكنيسة حيث تحسّبوا له بنشر ارتال من القوى الامنية والعسكرية لحمايتهم، جاءهم من داخلها ب"هزة" لم يدرجوها في حساباتهم، فتفاوتت ردات الفعل ازاءها بين من اعتبر نفسه، للمفارقة، غير معني فصفق، ومن "بلع الموسى" وصمت ومن تجاهل باعتباره لا يتحمل المسؤولية.

في السياسة، ومثل "مكتوب سلمى"، حاول كل فريق قراءة رسائل مطران بيروت للموارنة على طريقته وبما يناسبه. لكن في الحقيقة الرسالة واحدة جسدت الترجمة العملية لصوت الله الذي لا يتحمل التفسيرات والتأويلات.

على امتداد يومي الاحد والاثنين وحتى بزوغ فجر الثلثاء، موعد جلسة الثقة، ستبقى عظة "مار مارون" محور الحدث، نسبة لما تضمنت من مواقف نارية نقلت الموقف المسيحي الماروني من مرتبة دعوة المسؤولين السياسيين الى معالجة مطالب الثوار، الى فتح باب "الاستقالة" لمن هو غير قادر او عاجز عن الحل. فهل ان كلام عبد الساتر محلي الطابع بيروتي النطاق ام ثمة ما هو أبعد، عابر للبحار، حيث البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي التقى قداسة البابا فرنسيس يوم الجمعة الماضي؟

في انتظار الجواب، وعلى وقع المواقف التي خلّفتها العظة، انشغل اللبنانيون على خطين. الاول استشهاد ثلاثةعسكريين في منطقة المشرفة – الهرمل، إثر تعرض آليتهم لكمين مسلح وإطلاق نار أثناء ملاحقة سيارة مسروقة، هم الرقيب الأول علي اسماعيل والرقيب الأول أحمد حيدر أحمد والجندي حسن عز الدين، في بقعة جغرافية يعتبر بعض من فيها انها عصيّة على الدولة ما دام يسود فيها حكم الدويلة، فيوجهون رسائلهم الدموية الى من يحاول فرض هيبة الدولة. وللمفارقة فإن العسكريين الشهداء الثلاثة دفعوا ضريبة الدم في المنطقة التي ينتمون اليها وهم يتوزعون بين الهرمل نفسها وبريتال وعرسال وقد شيعوا اليوم تباعاً.

أما بعد، فعيون اللبنانيين تشخص في اتجاه وسط بيروت الذي سيشهد غدا على منازلة "الثقة" بين السلطة الحاكمة والشعب الثائر. فمن يربح؟ هل يمنع الثوار الذين يحشدون لمنع الجلسة من الانعقاد، ام الدولة التي جندّت كل اجهزتها الامنية والعسكرية لتأمين وصول من  يفترض انهم يمثلون الشعب الى ساحة النجمة لمنح حكومة الرئيس حسّان دياب ثقة لا بدّ ستكون هزيلة استنادا الى العمليات الحسابية لخريطة تصويت الكتل البرلمانية المشاركة؟

 موقف المستقبل: عشية جلسة الثقة غدا، حُسمت في شكل شبه نهائي، الصورة التي سترتسم تحت قبة البرلمان. فكتلة المستقبل اعلنت بعد اجتماعها برئاسة سعد الحريري انها ستشارك وستحجب الثقة، تماما كما سيفعل اللقاء الديموقراطي و"الجمهورية" القوية". وفي دردشة مع الصحافيين في اعقاب اجتماع كتلة "الازرق"، اطلق الحريري سلسلة مواقف بارزة. فأعلن انه لم يقرر بعد ما اذا كان سيشارك في جلسة الثقة غدا مع كتلة المستقبل، وقال:"لدينا توجه سترونه غدا والكل عارف انو رايحين الى اللاثقة"، وسأل:"اذا مش بالمجلس قلنا كلمتنا وين منقولها"؟ وعن المشاركة في الجلسة غدا على الرغم من الشارع المعارض قال الحريري "نحن خلال ١٥ سنة كان اعتراضنا على التعطيل ولا يمكن ان تكون سياستي التعطيل ابدا، كل ما وصلنا اليه هو التعطيل والجمعة بقول مين بيتحمل مسؤوليتو". وردا على سؤال عن الرسالة الى التيار الوطني الحر سأل الحريري "شو عملوا؟ يعطوني انجاز واحد عملوا للبلد وللاقتصاد". وقال "في ناس بتعطي one way ticket وهني مش قدها". وأشار الحريري الى أنه قرر نقل الاحتفال في ذكرى ١٤ شباط الى بيت الوسط لتكون الرسالة الى من يحاول تسكير بيت الوسط و"هم نفسهم الذين حاولوا انهاء رفيق الحريري"، وقررت هيدا الامر لأن في ناس عم تلعب بالشارع". وعن ذهابه الى المعارضة قال الحريري: "انا دستوري هو الطائف وما يقول لي الطائف سأقوم به".

ديب يرد: في المقابل، رد عضو لبنان القوي النائب حكمت ديب ردا على الحريري قائلا "سأعطيك إنجازا واحدا: التيار خلصك من الفرامة وإنجازات الإقتصاد خليهم إلك".

القومي يقاطع: وفي ما خصّ جلسة الثقة ايضا، عقدت قيادة "الحزب السوري القومي الاجتماعي" و"الكتلة القومية الاجتماعية"، اجتماعا في مركز الحزب، اعتبرت في نهايته أن "المسار الذي اعتمد لتشكيل الحكومة الحالية لم يراع قاعدة تشكيل الحكومات المعمول بها حسب الدستور، حيث الحاجة ملحة إلى حكومة تتمثل فيها كل القوى الراغبة في انقاذ البلد من آتون أزماته المالية والاقتصادية والاجتماعية". واشارت قيادة الحزب والكتلة القومية الاجتماعية، الى انهما ستتغيبان عن جلسة منح الثقة، وبالتالي لن تعطيا الحكومة الثقة".

وافرام ايضا: من جهته، أعلن النائب نعمة افرام امتناعه عن المشاركة في جلسة الثقة "استناداً إلى التزامه موجب انجاز مسارات استثنائيّة إنقاذيّة واضحة وتأكيداً على قناعته بأنّ ما ورد في البيان الوزاري لا يتناسب مع حجم التحدّيات وكيفيّة مواجهتها". وقال في بيان: "كنت عقدت العزم وأنا خارج البلاد العودة للمشاركة في جلسة الثقة. وكنت قد عوّلت على بيان وزاري تستطيع من خلاله الحكومة إعادة بناء ثقة صعبة من خلال رؤية علميّة واضحة، ومنهجيّة عمل معياريّةّ". وتابع "على الرغم من محاولات حثيثة بذلت في سبيل أن تتمايز الحكومة باستقلاليّة وتخصّص أعضاء منها، إلاّ أنّ البيان الوزاري بالنتيجة تحاشى التطرّق إلى كثير من المواضيع المطلوبة والملّحة، ومنها ما يتعلّق بإعادة هيكلة الديون والعودة إلى البنك الدولي وتثمير أصول الدولة بطريقة فعّالة وخلاّقة، ومنها ما يتعلّق بمبادرات إصلاحيّة فوريّة تطال مؤسّسات ومجالس وصناديق رسميّة، وغيرها من الإجراءات الواضحة في توقيتها، بما يكفل تدعيم المسار الإنقاذي المؤلم والموجع بشرعيّة شعبيّة، وبثقة المؤسّسات المانحة والعالميّة والمجتمعين العربي والدولي كما اللبنانيين المنتشرين".

تسديد الديون: وسط هذه الاجواء، رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "الدولة بكل مؤسساتها أمام استحقاقات مالية لها علاقة بالديون التي تراكمت على لبنان، وجاء وقت دفعها في مواعيد خلال الأشهر المقبلة في آذار وما بعده، وهذه الديون لم تقترضها الحكومة الحالية، بعضها منذ عشر سنوات، وبعضها الآخر منذ عشرين سنة، وهناك نقاش في البلد حول دفع هذه الأموال أو عدم دفعها، فإذا دفعنا ما هو المسار، وإذا لم ندفع ما هو المسار، ولأن المال محدود لدى الدولة اللبنانية، والجميع يقول بأن هذه أموال المودعين، فمن سيأخذ القرار في الدولة اللبنانية؟ صحيح أن الحكومة اللبنانية معنية، ولكن هذا قرار وطني، لأنه على أساس ما ستقرره الدولة، هناك مسارات جديدة في نظامنا المالي والاقتصادي، ستحدد الى أين سيتجه البلد". أضاف: "لم نترك سبيلا قانونيا لمعرفة مصير أموال المودعين في المصارف إلا ولجأنا إليه، بدءا من القضاء، ولجنة الرقابة على المصارف، وصولا إلى هيئة التحقيق الخاصة الموجودة في لبنان، والمصرف المركزي، ووزارة المال، وكنا نقول لهم جميعا، أين ذهبت الأموال، وطالبنا بتحقيقات، لأن هناك أمرين خطيرين حصلا، فأصحاب المصارف هربوا أموالهم إلى الخارج، ومعهم بعض من في السلطة وكبار المتعهدين، ولكن إذا كان القضاء ولجنة الرقابة على المصارف ومصرف لبنان غير قادرين على إجراء التحقيقات لمعرفة الأسماء والأحجام، فمن الذي يقوم بهذا الدور؟

استشهاد عسكريين: على صعيد آخر، نعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، العسكريين الثلاثة الذين استشهدوا قبل ظهر أمس في منطقة المشرفة – الهرمل، إثر تعرض آلية عسكرية لكمين مسلح وإطلاق نار أثناء ملاحقة سيارة مسروقة، وهم: الرقيب الأول علي اسماعيل والرقيب الأول أحمد حيدر أحمد والجندي حسن عز الدين. وقد شيعوا اليوم. وتوالت اليوم، المواقف المنددة بالتعرض للمؤسسة العسكرية على لسان المرجعيات السياسية والروحية.

الحزب واليونيفيل: في غضون ذلك، ذكرت معلومات صحافية من القطاع الاوسط في جنوب لبنان ان إشكالا وقع بين دورية لليونيفيل الفرنسية وهي وحدة التدخل السريع في القوات الدولية وعناصر من حزب الله في بلدة برعشيت شمال بنت جبيل على خلفية اتهام عناصر للدورية بالدخول الى الاحياء الداخلية والتصوير من دون مواكبة الجيش اللبناني . وقد تمكّن عناصر الحزب من نزع الكاميرات والدروع  ما اضطر قائد الدورية لطلب المؤازرة من قيادته ولدى تفاقم الوضع خرجت نسوة واطفال وقاموا برشق الجنود بالحجارة. وعلى الفور حضرت مخابرات الجيش وعُقِد اجتماع في البلدية لحل الاشكال وإعادة ما اخذ من جنود الدورية فيما لم تعقب القوات الدولية على الحادث . يذكر ان إشكالات متكررة وقعت بين دوريات القوات الدولية وعناصر حزبية كان آخرها في احدى بلدات النبطية حيث تمّ تحطيم آلية للوحدة الاندونيسية كانت تقوم بايصال احد العاملين اللبنانيين الى منزله بحجة تجاوزها مجرى الليطاني شمالا.

ادلب: اقليميا، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن قنبلة انفجرت في شاحنة محملة ببراميل مملوءة بالديزل مما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة سبعة آخرين بينهم أطفال في منطقة إدلب شمال غرب سوريا . وأضافت الوزارة على حسابها على تويتر أن وحدات حماية الشعب الكردية السورية مسؤولة عن الهجوم الذي وقع في مدينة عفرين. وتقع المنطقة تحت سيطرة مقاتلين في المعارضة السورية تدعمهم تركيا. ونزح نحو 700 ألف شخص منذ بداية كانون الأول جراء التصعيد العسكري لقوات النظام وحليفتها روسيا في شمال غرب سوريا. وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون إن التصعيد في محافظتي إدلب وحلب المحاذية دفع بـ689 ألف شخص للفرار نحو مناطق أكثر أمناً.

روحاني: على صعيد آخر، قال الرئيس الايراني حسن روحاني ان العقوبات الأميركية تهدف إلى دفع شعب إيران وقادتها للاستسلام لكنها لن تنجح والشعب الإيراني يتحمّل الكثير من المشاكل بسبب العقوبات. واشار الى ان "سليماني كان بإمكانه أن يقتل قادة أميركيين في العراق وأفغانستان وغيرهما، لكنه لم يفعل".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o