Mar 23, 2018 2:55 PM
خاص

بوتين يفاوض الأميركيين من موقع القوي ويشترط "انسحابهم" من سوريا
موسكو لن تقدم تنازلات مجانية لواشنطن.. وتوجّه روسي لتعزيز "أستانة"

المركزية- تستمر عملّية إخراج أهالي الغوطة الشرقية ومسلّحيها من المدينة الى إدلب، في "ترانسفير" ديموغرافي يهدف على ما يبدو، الى حصر وجود القوى المعارضة للنظام السوري في بقعة جغرافية واحدة، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

فعلى الارض، وصلت الحافلات التي تقلّ مقاتلين ومدنيين تم إجلاؤهم أمس الخميس من حرستا في الغوطة المحاصرة قرب دمشق، إلى محافظة إدلب في شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، وفق ما اشار المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت تجمّعت باصات في المنطقة نفسها اليوم لمواصلة عملية الاجلاء الى إدلب.

من جهته، أعلن متحدث باسم جماعة فيلق الرحمن السورية المعارضة أن عناصر من الجماعة سيلتقون بمفاوضين روس اليوم لبحث إنهاء "المعاناة الإنسانية" في جيب بالغوطة الشرقية واقع تحت سيطرة الجماعة. وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت المفاوضات ستشمل انسحاب المقاتلين من الجيب، قال المتحدث باسم الجماعة وائل علوان الذي يقيم في اسطنبول إنه لا يستطيع التعليق على ما سيجري بحثه لكنه قال انها ستكون جلسة "لإيجاد حل ومخرج يضمن... عدم استمرار هذه المعاناة بأي ثمن".

وسط هذه الاجواء، تتجه الانظار الى دور اميركي – روسي يفترض ان يتظهّر بعيد انتهاء فصول الانتخابات الروسية، لانعاش الحل السياسي ووقف التدهور في الميدان. وفي وقت نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله اليوم "إن موسكو مستعدة للعمل بشكل بناء لحل الخلافات مع واشنطن"، وذلك تعليقا على تعيين جون بولتون في منصب مستشار الأمن القومي الأميركي، لا يبدو، وفق المصادر ان التعاون بين الجبارين الدوليين "سوريّا" سيكون سهلا، ولا التنسيق بينهما سينطلق مجددا بين ليلة وضحاها.

فصحيح ان تم تكليف كبار الدبلوماسيين في الدولتين بمهمّة الترتيب للقاء مباشر يجمع الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، الا ان الاخير، بحسب المصادر، ليس في وارد تقديم تنازلات مجانية للاميركيين في سوريا.

فبعد ان فاز بولاية رئاسية رابعة نال فيها 76.69% من الاصوات، يتّجه "القيصر" نحو مفاوضة الولايات المتحدة من موقع القوي، خصوصا ان الفريق الذي يدعمه في سوريا يحقق انتصارات واسعة في الميدان، على خلاف المعارضة التي تتقهقر تدريجيا. وعليه، سيتمسّك الروس، وفق قراءة المصادر، بأولوية تقليص الوجود العسكري الاميركي في سوريا، وبتحقيق هذا الانسحاب قبل الانتقال الى اي مباحثات تعنى بصيغة التسوية وطبيعتها والطريق المثلى اليها. وحتى تنفيذ الولايات المتحدة هذا الشرط، تشير المصادر الى ان بوتين لن يقف مكتوف اليدين، بل سيعمل على تعزيز مسار "أستانة" الذي يلتقي فيه مع الأتراك والايرانيين.

وفي السياق، سيجتمع الرؤساء الثلاثة بوتين والتركي رجب طيب اردوغان والايراني حسن روحاني في الاسابيع المقبلة، حيث سيكون الملف السوري رابعهم، وسيشكل اللقاء مناسبة سيحدد فيها "سيّد" الكرملين خريطة طريق فريقه للمرحلة المقبلة "سوريّا" وسيطلب في هذا الاطار من نظيريه ضرورة وقف العمليات العسكرية في سوريا عموما، وفي  مناطق خفص التصعيد التي تم الاتفاق عليها في الاشهر الماضية في أستانة، خصوصا، واعادة الاعتبار الى أسسها وأصولها. ويبقى السؤال "هل يلقى نداؤه آذانا صاغية، خاصة من ايران"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o