Mar 23, 2018 2:20 PM
خاص

من النهج الاميركي المتشدد الى النصائح الفرنسية...ايران الــى اين؟
باريس قدمت اقتراحات حلول لثلاثة ملفات قد تبعد "الانفجار" عن المنطقة

المركزية- يوحي المناخ العام الذي يغلّف البيت الابيض وتقلباته على مستوى فريق عمل الرئيس دونالد ترامب ان شيئا ما يُعد في المطبخ الاميركي بالتنسيق مع الدول الحليفة لتغيير الستاتيكو القائم في المنطقة والجانح لمصلحة روسيا وايران ومن يدور في فلكهما. فبعد استبعاد وزير الخارجية المعتدل ريكس تيلرسون عن الدبلوماسية الاميركية واستبداله برئيس المخابرات المركزية CIA مايك بامبيو، عمد ترامب منذ ساعات الى تعيين جون بولتون الذي يناصب ايران العداء ويتشارك وفريق ترامب النظرة نفسها الى وجوب وضع حد لخطرها المتمادي، مستشارا للامن القومي بدل اتش ار ماكماستر الذي يشغل المنصب. واللافت، ان حفنة التعيينات الاميركية اعقبت سبحة اللقاءات بين كبار المسؤولين في الادارة وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الموجود في واشنطن والتي شكل التصدي للدور الإيراني في المنطقة ركيزة البيان الصادر عن لقاء ترامب- بن سلمان.

مجمل هذه التطورات، معطوفة على التصعيد الاميركي الممنهج والمتدرج ازاء طهران وبرنامجها النووي،

يحمل المراقبين الدوليين على الاعتقاد ان المنطقة قد تكون مقبلة على ربيع او صيف ساخن، غير محدد بعد موقع المنازلة فيها، الا ان الاكثر ترجيحا ان تقع على الساحة السورية باعتبارها ارضا امنية خصبة للمواجهات الدولية. في هذا المجال، تكشف مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" عن مساع دولية لاحتواء اي تفجير وتقليص حظوظ المواجهة الاميركية – الايرانية الوشيكة فيما لو لم يتم سحب فتيلها، ابرزها فرنسي يقوده الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يزور واشنطن في 24 و25 نيسان المقبل، حيث سيحضر الملف بكل تشعباته على طاولة البحث مع الرئيس ترامب، بعدما اوفد وزير خارجيته جان ايف لودريان الى طهران مطلع الجاري فعقد لقاءات مع كل من الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي تلفت المصادر الى انه استقبله بالبزّة العسكرية محاطا بجنرالات الجيش وخاطبه بلغة "الاستعلاء" مستهترا بالتهديدات الاميركية، ومدافعا عن سياسة بلاده في مواجهة تهديدات اسرائيل والسعودية، وعن حزب الله المكلف مهمة الدفاع عن الارض في مواجهة اسرائيل، والرئيس حسن روحاني الذي اكد التمسك بالاتفاق النووي فيما اعتبر ان البرنامج  الباليستي، الذي يشكل مصدر قلق بالنسبة الى فرنسا، مسألة سيادية غير قابلة للتفاوض. اما وزير الخارجية محمد جواد ظريف فأكد التزام بلاده ببنود الاتفاق النووي بشهادة المنظمة الدولية للطاقة الذرية.

وازاء التصعيد الاميركي والتشدد الايراني، تكشف المصادر عن جملة اقتراحات فرنسية قدمتها لطهران لتفادي المواجهة العسكرية المباشرة من ضمنها تشكيل فرق عمل مشتركة تنظر في الملفات الاساسية الداهمة الواجب ارساء حلول ناجعة لها ابرزها ثلاثة : الاتفاق النووي حيث يتولى هذا الفريق البحث في ثغرات تعتريه لاعادة صياغة بعض البنود بما يؤمن ضمانات افعل، على ان تشارك فيه فرنسا والمانيا وبريطانيا. البرنامج الباليستي للفصل بين الضروري منه للامن القومي الايراني والفائض كالصواريخ البعيدة المدى. سياسة ايران الاقليمية ودورها في دول المنطقة على ان تنضم الى هذا الفريق دول غير معادية لايران من بينها مثلا ايطاليا او الصين او حتى روسيا.

 واذ تشير الى ان ايران لم تعط جوابا سلبا او ايجابا ازاء الاقتراحات الفرنسية، اعربت عن اعتقادها ان ابواب الحل غير موصدة وبلوغ النتائج الايجابية  قبل 15 ايار المقبل، يبقى رهن تغليب ايران لغة العقل والمنطق على ما عداها .

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o