Mar 23, 2018 1:23 PM
خاص

"الاستراتيجية" و"النأي" الى الواجهة بعد غياب: مفتاح اي دعم دولي!
كيف سيقارب حزب الله الملفين.. وهل يهدي عون ما رفض تقديمه لسليمان؟

المركزية- عادت "الاستراتيجية الدفاعية" من الباب العريض، الى الساحة المحلية، عشية انطلاق عجلة مؤتمرات الدعم الدولي للبنان، وذلك بدفع مباشر من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أبلغ المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيل داهلر كارديل قبل ايام من انعقاد مؤتمر روما 2، بوضوح تام، أن "البحث في الاستراتيجية سينطلق بعيد الانتخابات النيابية". أما رئيس الحكومة سعد الحريري، فكرّر الموقف عينه من العاصمة الايطالية متعهدا امام ممثلي 41 دولة مشاركة، ان الملف سيبحث في أعقاب استحقاق أيار المقبل.

غير ان الاستراتيجية الدفاعية لم تعد الى الواجهة يتيمةً، بل رافقتها "سياسة النأي بالنفس"، التي شدد المجتمع الدولي منذ تراجع الرئيس الحريري عن استقالته في تشرين الثاني الماضي، وخلال مؤتمر "دعم الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية" أيضا، على ضرورة تقيّد جميع المكونات السياسية اللبنانية بها، ووقف تدخلاتهم في شؤون الدول الاخرى. 

عودة الروح الى هذين العنوانين، لم تمر مرور الكرام لدى اوساط وزارية كانت في موقع المسؤولية في عهد الرئيس ميشال سليمان. فهي أوضحت عبر "المركزية" أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي كانت أول من اعتمد سياسة النأي بعد اندلاع الحرب في سوريا، فيما هيئة الحوار الوطني التي انعقدت في بعبدا في تلك الحقبة، هي التي بحثت في ورقة الاستراتيجية الدفاعية، قبل ان تضع "إعلان بعبدا" وحجرُ زاويته "النأي بالنفس"، والذي تحوّل لاحقا وثيقة اممية ودولية. وقد دفع هذا الواقع آنذاك، قوى 8 آذار وعلى رأسها "حزب الله" الى الانتفاض على الرئيس سليمان وشن حملة شعواء ضده، والى مقاطعة جلسات الحوار لمنع بحث الاستراتيجية، في حين تنصّلوا أيضا من "اعلان بعبدا" وقالوا فيه "بلّوا واشربوا ميّتو".

وفي وقت تبدي استغرابها لعودة العهد الجديد اليوم الى هذه الملفات دفعة واحدة، بعدما كانت مرفوضة ومحط انتقادات لاذعة من حلفاء العهد ومنه مباشرة في أحيان كثيرة في الفترة السابقة، تسأل الاوساط كيف سيقارب "حزب الله" اليوم الاستراتيجية والنأي بالنفس؟

حتى اللحظة، يبدو من مواقف مسؤوليه وأبرزهم الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان لا مانع من البحث في "السلاح" مجددا. فقد أعلن الاول منذ يومين ان "لا يوجد أي تحسس لدينا من الدعوة لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية خاصة وان الدعوة جاءت من الرئيس ميشال عون"، والموقف نفسه كرره رعد من المصيلح أمس.

فما الذي تبدّل حتى يرضى "الحزب" اليوم بما رفضه بالامس؟ تتابع الاوساط، وهل فعلا سيتجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية، المرتقبة لعدم "إحراجه" دوليا؟ وهل يقبل بتقديم هذه "الهدية" الى حليفه عون بعد ان رفض إعطاءها للرئيس سليمان؟ والى اي حدّ يمكن ان يتنازل في مسألة سلاحه ووضعه في تصرّف الدولة اللبنانية وتحت إمرتها؟

الأوساط تقول ان من المبكر الاجابة على هذه الاسئلة كلّها، التي تتداخل فيها الاعتبارات المحلية والاقليمية والدولية، غير ان ما يجدر التوقف عنده هو ان مهما كثرت الاستحقاقات المحلية والاهتمامات الاقتصادية والانمائية والسياسية، سيبقى على لبنان الرسمي الانضباط تحت سقفي "النأي" و"وضع السلاح المتفلت كلّه في يد القوى الشرعية"، اذا ما رغب بدعم دولي فعلي له، وهذا ما أدركناه نحن منذ 5 سنوات، تختم الاوساط.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o