Feb 01, 2020 4:15 PM
تحليل سياسي

العرب المشتتون فعلياً يرفضون نظريــــاً "صفقة القرن"
البيان الوزاري الى الاثنين وحزب الله يرفض المسّ بالثلاثية
مسيرات الثوار تابع.. "لن ندفع الثمن"...والكورونا 259 حالة وفاة

المركزية- ما بين المسارين الحكومي و"الثورجي" في بيروت، مسار عربي "اعرج" في القاهرة من صفقة قرن اميركية- اسرائيلية ومسار "كوروني" عالمي يقض مضاجع الدول. في لبنان، البيان الوزاري الذي وُعد اللبنانيون بأن الاسبوع الجاري لن يقفل الا على انهائه لتعقد جلسة مجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل، يبدو يحتاج وقتا اضافيا، ذلك ان الجلسة الثامنة لم تكن الاخيرة، وعلى الارجح تحتاج الصياغة مزيدا من البحث والتمحيص. وفي بيروت ايضا، مسار الثورة يستكمل طريقه نحو بناء "الجمهورية الثالثة" بمسيرات انطلقت في مختلف المناطق تحت عنوان "لن ندفع الثمن".

اما في القاهرة، وعلى وقع الاجراءات الفلسطينية الاممية، اذ تقدمت فلسطين بمشروع قرار لرفض خطة السلام الأميركية وعدم التعاطي معها، متوقعة من الدول العربية كافة أن تتبنى وتوافق على مسودة القرار ليصبح بالإجماع فيما اعلن الرئيس محمود عباس قطع كل العلاقات بما فيها "الأمنية" مع واشنطن، فالتأم وزراء الخارجية العرب ليكرروا مواقفهم المعهودة التي لم ترتق منذ نكبة الـ 1948 الى مستوى الفاعلية، فكيف بالاحرى اليوم وهي مخروقة بمشاركة عربية في اعلان الصفقة من الامارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان، فيما تدعو مصر نفسها الى الحوار وهي الوسيط بين السلطة الفلسطينية وحماس وتل ابيب. 

البيان الاثنين: داخليا، عقدت لجنة البيان الوزاري اجتماعها الثامن اليوم برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب. وفي حين كان متوقعا ان تنجز مهمتها، اعلن وزير المال غازي وزني أن "البيان الوزاري سيكون جاهزاً الإثنين المقبل"، واشارت المعلومات الى ان الاجتماع سيكون مفتوحاً حتى الانتهاء من صياغة البيان اليوم على أن تكون هناك مراجعة أخيرة للصيغة الإثنين. وفي السياق، اكدت مصادر سياسة لـ"المركزية ان الشق السياسي من البيان يكاد يوازي اهمية الاقتصادي على رغم ان طبيعة المرحلة اقتصادية بامتياز، ذلك ان دول الدعم المفترض انها ستمد يد الانقاذ للبنان بالمساعدات والقروض المفترض انها ستشكل خشبة الخلاص للخروج من المستنقع تتطلع الى هذا الشق تحديدا لجهة التزام الحياد وسياسة النأي بالنفس عن صراعات الخارج لا سيما بعيد اعلان صفقة القرن التي توجب تموضعا لبنانيا بعيدا من المحاور.

مقدمة للاسوأ: وفي هذا المجال، نقل بعض زوار واشنطن لـ"المركزية" ما مفاده ان على لبنان ان يواجه الاستحقاق المتوقع، صفقة القرن، بكثير من الابتعاد عن لعبة المحاور الكبرى التي لا دخل له بما يستخدم خلالها من قدرات واسلحة اقتصادية ومالية ودبلوماسية، والا سيصبح واحدا من ضحاياها. فالأزمة الإقتصادية والمالية والنقدية تحديدا التي يعيش فصولا منها قد تكون مقدمة لما هو أسوأ، إن لم يعد اللبنانيون من الخارج ويوقفوا كل اشكال التدخل في الأنظمة والدول المجاورة، وهو ما لم يدركه البعض من المسؤولين حتى اليوم.

حزب الله والثلاثية: لكن امنيات الادارة الاميركية قد لا تتطابق وحسابات اهل السلطة، لا سيما حزب الله الذي اكدت مصادر قريبة منه لـ"المركزية" انه يرفض "اي مسّ بالثلاثية الذهبية: الشعب والجيش والمقاومة:تحت اي حجّة"، كما يرفض اي إخراج انشائي في شأنها". وقالت "لا تغيير في صيغة الثلاثية انطلاقاً من ان لا يجوز المسّ بسيادة لبنان تحت الحجج والذرائع. هذه السيادة خط احمر ولا نقبل التفاوض عليها ولا اجراء عملية تبادل في شأنها مع مساعدات ووعود واهية". واوضحت "ان لا تفريط بحماية لبنان التي تؤمّنها ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، ولن نترك امن لبنان لقمة سائغة في فم العدو الاسرائيلي، ولن نسمح للسفارة الاميركية في بيروت الراعية لمصالح اسرائيل، بان تفرض على لبنان ما تريد عبر ممارسة الضغط الاقتصادي علينا والترويج لمسألة ان فتح "حنفية" المساعدات الدولية للبنان مرهون ببيان وزاري لا يتضمّن الثلاثية الذهبية"، مشيرةً الى "ان كل الدول تتآمر علينا بحجّة المساعدات المالية".    

لن ندفع الثمن: في المقلب الآخر، وفي اطار التحرّكات اليومية للانتفاضة الشعبية، انطلقت مسيرات شعبية من نقاط تجمّع مختلفة تحت عنوان "لن ندفع الثمن". ففي الاشرفية، انطلقت مسيرة من ساحة ساسين واخرى من  امام مقر الاتحاد العمالي العام في كورنيش النهر في اتّجاه ساحة رياض الصلح مروراً من امام شركة كهرباء لبنان بمرافقة القوى الأمنية. وفي الحمرا، تجمّع عدد من المتظاهرين امام مصرف لبنان وتوجّهوا في مسيرة إلى وسط بيروت. اما في طرابلس، فسُجّلت حركة ناشطة في المدينة. وانطلقت باصات من الزوق وجل الديب ومناطق مختلفة في البقاع في اتجاه ساحة النور للمشاركة في التجمّع الذي سيقام في الساحة عصراً.

مسودّة "المركزي" أما على الصعيد المالي والمصرفي، فبرزت إلى واجهة الاهتمامات مسودّة التعميم التي أبلغها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى جمعية المصارف خلال لقائهما الشهري الأخير، والهادف بحسب سلامة، إلى "إيجاد معاملة متساوية وعادلة بين جميع الزبائن"، ضمن سلسلة التدابير "التي اتخذتها الجمعية لحماية الاقتصاد، وللمحافظة على الليرة اللبنانية، ولإدارة السيولة" كما ورد في نَص التقرير الصادر عقب الاجتماع.هذا التعميم - المسودّة أصبح في عهدة رئيس الحكومة حسان دياب ووزير المال عازي وزني الذي أكد اليوم أنه يقوم بدرسه حالياَ، على أن يبتّ به "في غضون أيام". أما الرئيس دياب فتفيد مصادر وزاريّة "المركزية"، أن "حكومته تعكف على درس تعميم "البنك المركزي" في ضوء المستجدات الراهنة، وتالياً سيتم حسم الموقف حياله في الأيام القليلة المقبلة، قبل الانطلاق في الحلول المأمولة". وشددت المصادر على أن "الرئيس دياب متمسّك بالمحافظة على سعر الصرف الرسمي في المعاملات المصرفية، وتالياً لا مَس به إطلاقاً".

كذلك أكدت المصادر أن "لن يكون هناك ما يُعرف بـ"كابيتال كونترول" ولا حتى "Haircut"، بل ستكون أموال المودعين محفوظة وستبقى كذلك كما سبق وأكد كل من سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير".

رفض عربي لصفقة القرن: عربياً، انطلقت جلسة طارئة لمجلس جامعة الدول العربية، اليوم لبحث سبل مواجهة صفقة القرن التي اعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. واجمعت كلمات المشاركين على رفض الصفقة ودعوة المجتمع الدولي الى دعم حق الشعب الفلسطيني. واكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس "اننا لا نزال نؤمن بالسلام على أساس المبادرة العربية وقرارات مجلس الأمن"، معلناً "قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، وان الفلسطينيين "جاهزون" للدخول في مفاوضات برعاية الرباعية الدولية". واعتبر امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط "ان إسرائيل تفهم خطة السلام الأميركية "بمعنى الهبة"، وان اليمين الإسرائيلي يعتبرها فرصة لتنفيذ اهدافه"، لافتاً الى "ان الوضع الحالي يُمهّد "لمئة عام اخرى من الصراع في المنطقة". اضاف "ان توقيت وملابسات طرح المبادرة الأميركية "تثير الكثير من التساؤلات". واكد ابو الغيط "ان الطرح الأميركي الأخير كشف عن تحول حاد في سياسة واشنطن تجاه القضية الفلسطينية، ويجب ان يبدأ التفاوض على أساس متكافئ يأخذ في الاعتبار تطلعات الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي".من جهته، اكد وزير الخارجية ناصيف حتّي في مداخلته "ان المطلوب في البيت العربي توفير أنواع الدعم كافة للموقف الفلسطيني والتحرك دولياً". وقال "ملتزمون بمبادرة السلام العربية التي تستند إلى مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

كورونا يتمدد: دولياً، لا يزال فيروس كورونا القاتل يؤرق الدول ويفرض عليها اجراءات استثنائية لمنع انتقاله.

واليوم، اعلنت السلطات الصينية، ان عدد الوفيات المؤكدة بالفيروس المستجد ارتفع إلى 259 حالة في البلاد، في حين ناهز عدد المصابين 12 ألف شخص وقد طلبت الصين من الاتحاد الاوروبي مدها بالمساعدات الطبية. وعزّزت دول العالم قيود السفر على الواصلين من الصين، بعدما اعلنت منظمة الصحة العالميّة "حال طوارئ" على الصعيد الدولي على خلفية الفيروس. واتّخذت الإدارة الأميركية إجراءات استثنائية للتصدّي للفيروس. بدورها، أعلنت وزارة الصحة الإسبانية تسجيل اول حالة إصابة بفيروس كورونا في جزيرة نائية تابعة لجزر الكناري.من جهتها، أعلنت قبرص الاشتباه بأول حالة إصابة بالفيروس بعد ظهور أعراض المرض على شخص عائد من الصين.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o