Jan 29, 2020 3:45 PM
خاص

صفقة القرن... تأثيرها محلّياً وقدرتها على إرساء الحلّ
طبّارة: لا حرب في الأفق وليست نهاية المفاوضات

المركزية – في ظلّ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ‏ترامب وإلى جانبه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاصيل خطة السلام للشرق الاوسط أو "صفقة القرن" ليل أمس، أكّد الأوّل أنها "تقدم حل الدولتين، وفلسطين المقبلة ستكون متصلة الأراضي وفق شروط عدّة، ويمكن أن تكون عاصمتها القدس الشرقية مع بقاء القدس العاصمة الموحدة لاسرائيل". وتشمل الخطة اعتراف الولايات المتحدة بالمستوطنات في الضفة الغربية، وموافقة إسرائيل على تجميد النشاط الاستيطاني لأربع سنوات.

وفي سياق تداعيات الصفقة على لبنان، رأى السفير السابق في واشنطن رياض طبّارة عبر "المركزية"، أنها "ستخلق جواً من التوتر في المنطقة لفترة معيّنة مع إمكانية انطلاق انتفاضة جديدة في فلسطين أو أعمال مقاومة. ولا بد من تأثُّر لبنان وهذا ما سيزيد من الانكماش خصوصاً مع انحراف انظار المجتمع الدولي عنه في حين أننا بحاجة إليه"، مستبعداً إمكانية "نشوب حرب مفتوحة بين اسرائيل ولبنان أو حزب الله مثلاً، لأن الأولى تعرف أن ثمنها مرتفع حالياً وكذلك لن تساهم في تحصين موقف حكومتها".

واعتبر أن "هذه الصفقة لن يعترف بها المجتمع الدولي، رغم إعلان اسرائيل ضم الأراضي من دون موافقته، كما سبق لها وفعلت في ما يتعلّق بالجولان وإعلان القدس عاصمة لها. لكن المشكلة أن في حال العودة إلى المفاوضات من الصعب على القيادة العبرية التخلي عن الأراضي التي ضمّتها"، مضيفاً "الوضع الفلسطيني لن يتغيّر، فإذا وافقت أميركا على التوطين والمجتمع الدولي لم يساندها يبقى الفلسطينيون في لبنان ولم نر أن الصفقة  ذكرت النازحين. كذلك، لا أعتقد أنها تنص على حق العودة، وبغض النظر عن ذلك فلن يحلّ تصريح أميركي وصفقة بين نتنياهو وترامب الموضوع، فالوقائع على الأرض تبقى على ما هي عليه".

ولفت إلى أن "الصفقة ستشجّع اسرائيل على ضم المزيد من الاراضي. لكن، استبعد إمكانية أن تكون ركيزة الحل النهائي، الذي يمكن الوصول اليه عبر مفاوضات مستقبلية بين الجانبين لكن حدوثها بعيد على الأرجح".

وأوضح أن "نتانياهو كبّر حجم التنازلات الأميركية، وفسّرها بما يتناسب مع مصالحه ولا يمكن الإنكار أن شعبيته ازدادت نتيجة الصفقة التي ستشجّعه على ضم المزيد من الأراضي وستساعده للنجاح في الانتخابات ومن جهة أخرى تستغل لتعويم ترامب في الانتخابات".

هل حضور عمان والإمارات والبحرين مؤتمر الإعلان عن "صفقة القرن" يعني الاعتراف بها؟ علّق طبّارة قائلاً "علينا الانتظار بضعة ايام لمعرفة الموقف الرسمي العربي الذي يصدر عن جامعة الدول العربية بناءً على الموقف الفلسطيني. ولا أعتقد أن أي دولة عربية تتجرّأ على اتخاذ موقف معاد للفلسطينيين. أما حضور الدول العربية الثلاث، فلا يعني بالضرورة تأييدها خطة السلام، بل قد يأتي في سياق علاقات التجارة والعمل وغيرها مع اسرائيل، وفي حال دعمها الصفقة فستدخل حتماً في مواجهة مع الدول العربية الأخرى".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o