Jan 29, 2020 2:42 PM
خاص

صفقة القرن: هدايا انتخابية بين ترامب ونتنياهو... وتشتت عربي!

المركزية- يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تبادل الهدايا الانتخابية، والامعان في تصعيد منسوب التوتر في الشرق الأوسط.

فبعد الاعلان عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو ما شكل اعترافا ضمنيا بسيادة اسرائيل على المدينة التي يعتبرها العرب عاصمة فلسطين، والاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري (المحتل)، أكمل الرئيس الأميركي الأكثر إثارة للجدل مسلسل دعمه لنتنياهو بكشف النقاب عن كل بنود صفقة القرن، التي تعتبرها الادارة الأميركية أول غيث السلام في الشرق الأوسط.

وفي السياق، تلفت أوساط ديبلوماسية عبر "المركزية" إلى أن أهم ما في بنود الصفقة يكمن في ذهاب البيت الأبيض بعيدا في التماهي مع السياسة الاسرائيلية، إلى حد الاعلان أن مدينة القدس "ستكون عاصمة غير منقسمة لاسرائيل"، وإن كان حاول تخفيف وطأة هذا الموقف "الناري" من القضية، بالاشارة إلى أن "القدس الشرقية يمكن أن تكون عاصمة لفلسطين".

وإذا كان انفجار الغضب العربي والفلسطيني في الأراضي المحتلة كما في دول الشتات متوقعاً، فإن الموقف العربي الموحد من المفترض أن يتظهر بوضوح عقب الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت المقبل. وفي الانتظار، تنبه الأوساط إلى ما يمكن اعتباره موقفا عربيا مشتتا إزاء خطوة ترامب هذه، حيث أن بعض دول الخليج قد تبدو موافقة على الصفقة كالبحرين والامارات وعُمان مع بعض التعديلات (التي لعبت أخيرا دور الوسيط على خط واشنطن-طهران)، التي شارك ممثلون عنها في حفل الاعلان عن الصفقة، ولقوا تصفيقا حارا وترحيبا من نتنياهو. صورة لا تفصلها المصادر عن موقف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي دعا بعيد الحفل الأميركي الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات في محاولة لوضع النقاط على حروف الصراع المزمن. في المقابل، تعتبر المصادر أن القيّمين على الصفقة حاولوا إرضاء الاردن وانتزاع تأييده للمشروع، من خلال إعلان العرش الهاشمي الاردني وصيا على جبل الهيكل الذي يقصده أتباع الديانات السماوية الثلاث (المسيحية والاسلام واليهودية)، غير أنها تستبعد أن تقدم عمّان على خطوة من هذا النوع راهنا.

وفي وقت حملت المواقف العربية والحضور الخليجي في الحفل كثيرا من الدلالات والرسائل السياسية المشفّرة، تبدو المصادر حريصة على التوقف عند توقيت إقدام ترامب على "تفجير" هذه القنبلة السياسية في وجه الحلفاء والخصوم في العالم العربي.  وتذكر في السياق بأن كلا من ترامب ونتنياهو على موعد مع استحقاقات انتخابية مهمة، تبدأ أولا في تل أبيب، حيث يواجه نتنياهو في آذار المقبل خصمه الأول زعيم تحالف أزرق- أبيض المعارض بيني غانتس الذي رفض المشاركة في حكومة وحدة وطنية، وفشل، كما نتنياهو نفسه في تأليف فريق وزاري جديد بعد الانتخابات الأخيرة في البلاد، ما دفع الدولة العبرية إلى استحقاق شعبي مبكر هو الثالث من نوعه في أقل من عام واحد"، لافتة إلى أن من شأن خطوة ترامب هذه أن ترفع حظوظ رئيس الحكومة الاسرائيلية، فيما هو يواجه وزوجته اتهامات فساد لا تزال التحقيقات القضائية في شأنها جارية، ما يؤثر بطبيعة الحال في مسار الانتخابات.

أما على الضفة الأميركية، فالخطوة تأتي في توقيت حساس جدا، على ما تشير المصادر، حيث أن ترامب الذي يستعد لخوض المنازلة الانتخابية الرئاسية للعودة إلى البيت الأبيض، يواجه محاولة من الديموقراطيين لعزله (في سابقة نادرة في التاريخ السياسي الأميركي الحديث)، تبدو رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي رأس حربتها بعد اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني، ما يعني أن خطوة كهذه من شأنها أن ترفع حظوظه الرئاسية، خصوصا في أوساط اللوبي اليهودي المؤثر في الأروقة الأميركية، علما أنه يحاول الايحاء بأن عهده سيكون عهد إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، وانتهاء الوجود العسكري الأميركي فيه.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o