Jan 28, 2020 2:53 PM
خاص

"التيار" بعـد الخـروج مـن "الجنـّة الوزاريـة":
نتعامل مع الحكومة على "القطعة" والأولوية مالية

المركزية- على حين غرة، وجد التيار الوطني الحر، الرافعة الأساسية للعهد، نفسه خارج الصورة الحكومية على وقع ضغط الثورة، الذي طوى صفحة حضور رئيس التيار الوطني الحر جبران باسل وسواه من المحسوبين على التيار في الصفوف الحكومية الأمامية. غير أن هذا "الوضع الجديد"، لا يعني أن العونيين باتوا خارج الحلبة السياسية، بدليل أن باسيل نفسه سارع إلى محاولة احتواء الغضب الشعبي، عبر إعلان استعداد التيار للانتقال إلى المعسكر المعارض، في حال كان ذلك يساهم في تخفيف النقمة الشعبية، وتسريع تشكيل الحكومة، التي لم تخل من بعض بصماته. تموضع بدا غير مقنع لكثيرين، حيث أن مؤسس التيار العماد ميشال عون هو الذي يقود سفينة البلاد في خلال هذا العهد.

متيقنا من هذه المعادلة الدقيقة التي ما كان يحسب لها حسابا بعد انهيار التسوية الرئاسية مع تيار المستقبل، يبدو التيار متريثاً في حسم تموضعه السياسي في المرحلة المقبلة، في انتظار جلاء الصورة على الضفة الحكومية.

وفي السياق، أكدت مصادر تكتل لبنان القوي لـ"المركزية" أن "التيار الوطني الحر ينتظر انتهاء الحكومة من إعداد بيانها الوزاري ليبني على الشيء مقتضاه، من حيث منح الثقة أو عدمها". وإذا كان المراقبون يذكرون بأن العونيين كانوا أحد عرابي وصول الرئيس حسان دياب إلى السراي الحكومي، ومسهلي وضع التشكيلة الحكومية على السكة، بعد أكثر من شهر على التكليف، فإن المصادر "البرتقالية" تبدو حريصة على الاشارة إلى ما تسميه "الشرط الأساسي" لينال الفريق الوزاري الجديد جرعة الثقة المطلوبة .

وتشدد المصادر على ضرورة أن تبادر الحكومة إلى إقناعنا بخطتها المالية والاقتصادية، خصوصا في ما يتعلق بعزمها وقدرتها على إحداث التغيير المطلوب، لأن تلك التي اتبعت منذ ثلاثة عقود وحتى اليوم قادت البلاد إلى الانهيار".

غير أن المصادر تلفت، في الوقت عينه، إلى أن "تكتل لبنان القوي مستعد لمساعدة الفريق الوزاري الجديد في الملفات الاقتصادية والمالية، كما في موضوع مكافحة الفساد لأنه سيكون أولويتنا في المرحلة المقبلة، وقد بدأنا نعطي الاشارات الواضحة إلى هذا التوجه". 

أما في ما خص الحسابات السياسية التي من المفترض أن ينبري بعض القوى إلى تصفيتها في المرحلة المقبلة، تؤكد مصادر "لبنان القوي" "أننا سنتعامل مع الحكومة على القطعة، أي أننا سنرحب بالانجازات، إذا وجدت وسندل إلى الأخطاء، متى ارتكبت"، مشددة على "أن مرحلة انهيار التسوية أصبحت وراءنا".

غير أنها لا تفوّت على نفسها فرصة إطلاق سهم في اتجاه بيت الوسط، معتبرة أن أسهل الأمور في زمن الأزمات، أن يقرر فريق سياسي الانتقال إلى المعارضة، وفي ذلك تهرب من المسؤولية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o