Jan 27, 2020 11:22 AM
أخبار محلية

حتي تسلم من باسيل الخارجية:
ضروري توفير الدعم العربي والدولي

المركزية- اعتبر وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي ان علينا القيام بتحرك ناشط نحو عواصم القوى الكبرى والدول العربية الشقيقة والدول الصديقة وكذلك مع المنظمات والهيئات الدولية والاقليمية المعنية بغية العمل على توفير  كافة اوجه الدعم  للبنان.

كلام الوزير حتي جاء خلال مراسم التسليم والتسلم مع وزير الخارجية السابق جبران باسيل، في حضور الأمين العام للخارجية السفير هاني الشميطللي ومديرة المراسم في الوزارة نجلا رياشي عساكر وكبار الموظفين والسفراء في الوزارة. وقد استهل كلمته متوجها الى سلفه بالقول:  اود ان اعبر عن تقديري لما قمتم به على رأس  وزارة الخارجية والمغتربين.

اضاف: أتشرف اليوم بتولي مسؤوليتها في مرحلة  مليئة بالتحديات الجديدة والمتجددة على الصعيد الوطني مرحلة تتسم ايضا بالحروب المختلفة بمصادرها والمتداخلة  بتطورها  والمترابطة بمسارها على الصعيد الاقليمي: حروب باردة وحروب بالوكالة وحروب اهلية تطبع المشهد الشرق اوسطي اليوم. قدر لبنان بسبب جغرافيته السياسية بشكل خاص انه كان دائما الاكثر تأثرا بصراعات المنطقة، وعلينا ان ننجح يوما في الاسهام الى جانب آخرين بدور الاطفائي للحرائق المشتعلة والمنتشرة وذلك حماية للامن الوطني وتعزيزا له.

ان القوة اللينة التي يملكها لبنان والتي علينا العمل على استنهاضها وتعزيزها: قوة الفن الثقافي والتنوع  الفكري  والتعليم النوعي ومناخ الحريات وروح المبادرة ، كلها عناصر جعلت من لبنان جسر تواصل وحوار وتفاعل بين اسرته  العربية من جهة والعالم من جهة اخرى، ونريد ان نعمل على استنهاض هذا الدور وتعزيزه. وقد يقول البعض انه ليس من الامر السهل تحقيق ذلك، ولكنه ليش قطعا امرا مستحيلا بل ممكنا وضروريا.
واعتبر حتي ان الدول الصغيرة تحتاج دوما لسياسة خارجية ناشطة ولأن تكون موجودة بقوة في كافة المحافل الاقليمية والدولية اذ يوفر هذا الوجود الفاعل شبكة امان وضمان على الصعيدين الاقليمي والدولي نظرا لأهمية الدور الناشط  والبناء والمنخرط في القضايا التي تهم العالم أجمع بحيث يصبح دور لبنان ضرورة اقليمية ودولية.

اضاف: امام المخاطر والتحديات التي نعيشها اليوم علينا القيام بتحرك ناشط نحو عواصم القوى الكبرى والدول العربية الشقيقة والدول الصديقة وكذلك مع المنظمات والهيئات الدولية والاقليمية المعنية بغية العمل على توفير  كافة اوجه الدعم للبنان للبنان فاستقرار لبنان ضرورة اقليمية ودولية ايضا، كما ان علينا التأكيد من خلال عملنا على الدور الاساسي للثروة الاغترابية  اللبنانية كجسر تواصل بين لبنان والمجتمعات المعنية وكمصدر اساسي للاستثمار في القطاعات الاقتصادية المنتجة، وايضا كمصدر لتوفير كافة اوجه الدعم النوعي في المجالات الاقتصادية  والاجتماعية المختلفة من قبل ابناء الجاليات اللبنانية، كل في اختصاصه.

ان تفعيل الديبلوماسية العامة بأوجهها المتعددة التي تتجه الى صناع الرؤى والقرار في المجتمعات المختلفة لبناء  وتعزيز جسور تواصل وتعاون بين لبنان وهذه المجتمعات سيبقى في طليعة مهامنا  بالتعاون مع اهل الاختصاص  والخيرة في لبنان  وفي الاغتراب ان هذه  الديبلوماسية، بصيغ واشكال مختلفة تساهم في دعم وتعزيز دور الديبلوماسية الرسمية للبنان لا بل تكمل دور ديبلوماسيتنا الرسمية.

كلمة باسيل: والقى الوزير باسيل كلمة قال فيها: إخترت دوماً الوحدة الوطنية، فهي الأهم في بلد تعددي ومتنوع كلبنان، وحين  نخسر الوحدة الوطنيةوالتعايش وسبب وجوده والصيغة التي قام عليها لبنان، فلن نجد ما ندافع عنه. ومنذ تسلمي لمهامي في الوزارة ناديت بسياسة مستقلة تقوم على مصلحة لبنان وعلى القانون الدولي وتصون الوحدة الوطنية.

ان سياسة الوزارة  تعكس صورة الدولة وتوصل صوتها الى الخارج وهي الحارس لحدود السيادة واستقلالية القرار وقد أردنا عبر المنتشرين ان تكون حدودها العالم.

ان خط السير الذي سلكته مواقفي طيلة ست سنوات ارتكز على قيمة الانتشار التي تمثل الثروة الكبيرة للوزارة. هذا المبنى العريق يختزن ايضا  ثروات واغلاها ٦٣ الف ملف وجدناها في الطابق السفلي عن اسر لبنانية منحت الجنسية في ١٩٥٨ ولم تنفذ لهم. واليوم فإن ابناء واحفاد الاسر هذه هم مستحقون لهذه الجنسية  لكن ما ينقصهم هو التنفيذ، وقد بدأنا العمل مع المدير العام جوزف نصير  واتمنى ان تتوفر له الامكانيات لكي تستعيد هذه الاسر الجنسية اللبنانية.

 واضاف: في وجه اسرائيل رفعت الصوت مندّداً باحتلالها وعنصريتها، مقاوماً لعدوانها، ولي ملء الثقة بأن هذا الخط سيكمل مع الوزير حتّي. ورفعت الصوت في وجه العالم لاعادة النازحين السوريين رفضاً لكل السياسات الهادفة لتوطينهم او استمرار مسلسل توطين اللاجئين الفلسطينيين وآمل ان تتمكن الحكومة الجديدة من وضع سياسية وطنية  جديدةلاعادة النازحين، وهو ما لم نتمكن من القيام به.

ان وزارة الخارجية اردناها على مدى طموح اللبنانيين المنتشرين فناضلنا حتى تحققت لهم استعادة الجنسية وحصلوا على حق المشاركة في الانتخابات النيابية انتخاباً وترشيحاً. وقدمنا مرةعلى قانون تعديل الآلية بغية تسهيل المشاركة. كذلك اردنا ان تكون وزارة الخارجية  داعماً للاقتصاد الوطني مروّجاً للانتاج اللبناني معرّفاً عن منتوجاتنا الزراعية والصناعية تعيين عشرين ملحقا  اقتصاديا

ولفت الوزير باسيل الى انه اراد  ان تكون سياسة لبنان الخارجية  سياسة التوازن والاتزان: لكنني رسمتها بالموقف الواضح الذي لا يعرف الرمّادية ولا الميوعة

كما التزمت الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل محفل وموقف وحفّزت العرب في كل مؤتمر ليرفعوا الصوت رفضاً لتهويد القدس وضمّ الجولان وبناء المستوطنات. وكنت وما ازال مع السلام العادل والشامل والدائم على اساس المبادرة العربية التي اقرتها قمة بيروت تحت عنوان الارض مقابل السلام.

وتابع: ان توازن السياسة الخارجية يشبه موقع لبنان الجغرافي المرتبط بالمشرق ارضاً والمنفتح على الغرب بحراً، وارى ان شعار "قوّة لبنان في ضعفه" كان تبريرا لتبعية لبنان للخارج  حيث كان يرسم سياسة لبنان الخارجية يصنعها السفراء الاجانب المعتمدون في لبنان، واتمنى ان يكون هذا الزمن قد ولّى الى غير رجعة فلبنان القوي بارادة ابنائه هو الذي يرسم سياسته الخارجية مهما بلغ ثمن استقلالية القرار. وكما ان التنوع في وطننا يعتبر غنى للبنان فإنه في المقابل، مصدر خلاف بين اللبنايين، لذلك كانت فكرة "اللبنانية، lebanity" التي أطلقتها في مؤتمرات الطاقة الإغترابية التي بلغت ستة عشر مؤتمرا عقد في لبنان والخارج، وهذا المفهوم يوحدنا في عز تنوعنا، ويجمعنا على رغم تعدديتنا وهو مفهوم وطنيّ سامٍ، أعلى من كل إنتماءٍ آخر، يعلو فوق المذهبية والطائفية والمناطقية والعائلية والقبلية وكل شيء آخر، مفهومٍ يجمع المقيم والمغتربين. ومن هنا شددت على إحلال كلمة "منتشر" بدل "مغترب" لإبقاء العلاقة بين من غادر وبين وطنه. من هذا المنطلق، زرت 148 عاصمة ومدينة في العالم من كندا حتى تشيلي ومن النروج حتى جنوب افريقيا ومن روسيا حتى نيوزيلاندا لنلتقي بالمنتشرين لأننا قدرنا قيمتهم الكبيرة، ولم تسمح الظروف بزيارة دول في افريقيا واعتذر لالغاء رحلات الى عدد من دول افريقيا واميركا الوسطى وبعض ولايات في الولايات المتحدة الاميركية.

وفي هذه الجولات قابلت المنتشرين، تعرّفت الى مطالبهم وطاقاتهم وجاهدت لإعادة حقوقهم بالجنسية والإنتخاب والمشاركة في صنع القرار الوطني، فكتبوا قصص نجاح بالالاف، وحملوا حب لبنان في قلوبهم وحفروه في وجدان أولادهم، فكانوا سفراء لبنان في العالم، فتحية إحترام ومحبة وتقدير الى كل منتشر لبناني في العالم.

واذ شكر الوزير باسيل العاملين في ودارة الخارجية قال: أترككم لكني سأتابعكم من اي موقع مسؤولية اكون فيه وأنا واثق أنني سلمت الأمانة الى الشخص المناسب لإكمال المسيرة، وإعلاء مصلحة لبنان واللبنانيين فوق أية مصلحة أخرى.

وختم باسيل: حققنا مشاريع عدة واهمها الديبلوماسية المستقلة و آسف لعدم تمكني من تحقيق بعض الامور في

الوزارة.
 وكان المستشار الاعلامي للوزير باسيل انطوان قسطنطين القى كلمة عدد فيها الانجازات التي قام بها باسيل الوزارة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o