Jan 26, 2020 1:10 PM
أخبار محلية

علي فضل الله: الحكم قادر على استعادة ثقة الناس

اعتبر العلامة السيد علي فضل الله في مقابلة مع جريدة "الراي" الكويتية أن "الحراك الشعبي في لبنان لم يصل إلى حد الثورة بمعنى الثورة، التي تحتاج إلى مقومات أكثر مما توافر، لكن إذا استمر تفاقم الوضع يمكن ان نصل إلى الثورة".

وأكد أن "هناك شريحة واسعة من الشباب الشيعي شاركت في الحراك الشعبي، فالمسلمون الشيعة شأنهم شأن غيرهم من الطوائف والفئات اللبنانية التي عانت مرارات كبيرة من السياسات المالية والاقتصادية والاجتماعية للحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ التسعينيات".

واعتبر ان "حالة العنف التي بدأنا نشهدها قد تعود إلى شعور من شارك في الحراك أنه لا بد من استخدام العنف حتى يتم إرغام الدولة على القيام بمسؤولياتها، ومن المؤكد أن القوى الأمنية ردت على هذا العنف، ونحن نأمل من القوى الأمنية أن تكون أكثر حكمة وألا تستفز الشارع بشكل أكبر، حتى لا يحدث انفلات عن الإطار الموجود حاليا" .

وأكد أن "الحل في لبنان ليس سهلا، لأن الوضع وصل إلى مرحلة من التدني على المستويات الاقتصادية والمعيشية والسياسية، وفي الوقت الحالي نجح الأفرقاء في تشكيل حكومة، لكننا نشعر أن مثل هذه الحكومة غير قادرة على تقديم حل جذري لمشكلة البلد، دائما نؤكد أن حل المشكلة في لبنان لا يتم إلا من خلال توافق الجميع، وهنا نقصد بالجميع الداخل اللبناني والقوى الخارجية المؤثرة".

ورأى أن "فريق الحكم قادر على استعادة ثقة الشارع إذا شعر الآخر أن هناك تغييرا جديا، ويبدو أن ثمة نفسا جديدا في التعامل مع الأزمة، نريد له أن يستمر ويشتد".

وأشاد بالدور المميز الذي تقوم به الكويت، سواء في ما يخص علاقتها بلبنان أو على صعيد علاقتها بدول المنطقة، "فالكويت حريصة من خلال قياداتها ورموزها على ايجاد سبل التفاهم بين الأطراف التي دخلت في إطار الصراع أو النزاع الموجود حاليا في المنطقة سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الاسلامي، ونحن نتوقع دائما ان يكون للكويت دور أساسي في هذا المجال، رغم التعقيدات الكبيرة جدا التي يصعب ايجاد حلول لها في بعض الأحيان".

وأمل ان يكون للكويت "دور في لبنان لحاجة هذا البلد إلى من يعمل على ردم الهوة بين مكوناته، ولاسيما ان الكويت موضع احترام الجميع، فنحن دائما نشعر من خلال لقاءاتنا في الكويت، والتي كان أخرها مع سمو الأمير أن هناك محبة خاصة للبنان واهتماما كويتيا بما يجري على ساحته. وأنها على استعداد لتقديم أي شيء إلى لبنان".

وفي رد على سؤال عن توسع النفوذ الإيراني في المنطقة، قال: "إن إيران تمسكت بالقضية الفلسطينية بعدما تخلت أكثر من دول العالم عنها لحساب الكيان الصهيوني الذي شرعن سيطرته على القدس والجولان والذي يبدو أن لا حدود لأطماعه"، معتبرا أن "توسع الدور الإيراني ناجم عن غياب الدور العربي والذي يتحمل مسؤولية ملء الفراغ القائم. ونحن نرى أنه لا بد من الابتعاد عن أسلوب الاتهامات المتبادلة، وبصرف النظر عن صحة بعضها وخطأ البعض الآخر، نحن نتمنى ان يتعاون الجميع لمواجهة أطماع إسرائيل، وخصوصا أن القضية الفلسطينية لا يختلف عليها أحد، وربما يكون الاختلاف الحاصل يتعلق بالآليات والوسائل في كيفية التعامل معها".

وأشار إلى أن "كل طرف يسعى إلى التفكير في المستقبل وكيف يعزز موقعه أكثر ويستفيد مما حصل لتحسين موقعه الراهن، أميركا تريد ان تستفيد مما حصل من أجل إضعاف نفوذ إيران في المنطقة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إيران التي تريد ان تستفيد من الأمر لإضعاف النفوذ الأمريكي في المنطقة، وفي النهاية لا أتصور ان تدخل المنطقة في إطار حرب".

ورأى ان "المرجعية الدينية في العراق حريصة على ألا يكون العراق ساحة حرب، ولا أتصور أن أحدا يريد ان يسيء إلى علاقته بالعراق، الكل يسعى لتحسين موقعه في هذه المرحلة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o