Jan 24, 2020 3:57 PM
خاص

تظاهرات حاشدة ضد الوجود الأميركي..الصدر يحاول جمــع الشارعَين العراقيين
المرجعيات الروحية ترفض التدخلات الايرانية والاميركية..هل تحقيق السيادة ممكن؟

المركزية- شهدت بغداد صباح الجمعة مظاهرات شعبية حاشدة دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق. وتجمعت حشود كبيرة من المتظاهرين، وجميعهم من أتباع الصدر والأحزاب والفصائل الشيعية المسلحة، في شوارع حي الجادرية في منطقة الكرادة وسط بغداد، حاملين أعلام العراق ويهتفون بشعارات للمطالبة بإخراج القوات الأميركية والأجنبية من العراق وضرب جميع الفاسدين. وفي كلمة تليت نيابة عنه خلال المظاهرات، دعا الصدر إلى العمل من أجل إغلاق كافة القواعد العسكرية الأميركية والأجواء أمام الطيران الحربي الأميركي وإلغاء كافة الاتفاقيات الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، لغياب التوازن فيها ولأنها أقرت بوجود ما وصفه بالاحتلال الأميركي للبلد. وقال "إذا جرى تنفيذ هذا فسيكون "تعاملنا معها على أساس أنها دولة غير محتلة"، ولكن سيكون التعامل معها كدولة معادية للعراق في حال مخالفتها للشروط. كما دعا دول الجوار العراقي إلى عدم التدخل في طريقة تعامل العراق مع ما وصفه بالمحتل في حال بقائه ورفضه إخراج قواته. وحث على أن تكون الأمم المتحدة أو منظمة التعاون الإسلامي أو الاتحاد الأوروبي وسيطا يشرف على تطبيق هذه البنود. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، يسعى الصدر الى التوفيق بين الخطين المتنازعين الان في العراق، الاول يطالب بمحاربة الفساد وبكف يد ايران عن البلاد ويرى انها لها باع طويلة في نهب ثرواته وخرق سيادته من خلال التدخل في ادارة البلاد عبر حلفاء محليين لها، والثاني ينادي بخروج الاميركيين من بلاد الرافدين وبسحب الولايات المتحدة قواتها من العراق، وهو مدعوم من الجمهورية الاسلامية.

واذ تلفت الى ان التظاهرة اليوم ستساعد الصدر على تعويم نفسه لدى المحور الايراني من جديد، بعد ان باتت طهران تنظر اليه بعين الريبة نظرا الى مواقف كثيرة مناهضة لدورها في العراق اتخذها في المرحلة الماضية، تقول المصادر ان تظاهرة اليوم ستظهر أن الصدر ما زال قادراً على تعبئة مجموعات كبيرة من الناس في الشوارع، ومن المحتمل ان يكون يريد استثمارها لتوجيه رسالة الى المجموعات الأخرى يدعوها فيها الى اعطائه مساحة أكبر لاختيار رئيس الوزراء". لكن وبعيدا من هذه الاعتبارات الضيقة، تقول المصادر ان موقف الصدر الجامع للشارعين العراقيين ومطالبهما لا يمكن الا ان يكون محط ترحيب. والحال انه يشبه الى حد بعيد موقف المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني من التطورات في البلاد. فالاخير اكد اليوم في خطبة صلاة الجمعة ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضا وشعبا، ورفضه القاطع لما يمس هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة.  وحث السيستاني في خطبته -التي ألقاها ممثله الشيخ أحمد الصافي نيابة عنه- جميع الأحزاب السياسية في البلاد على تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن، وطالب السلطات باحترام حق المحتجين في التعبير بالطرق السلمية. وأكد ضرورة تنفيذ الإصلاحات الحقيقية التي طالما طالب بها الشعب وقدم في سبيل تحقيقها الكثير من التضحيات، وعدم المماطلة والتسويف في هذا الأمر، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى مزيد من معاناة المواطنين وإطالة أمد الاضطراب الأمني والسياسي في البلد، وفق قوله. واعتبر أن تشكيل الحكومة الجديدة قد تأخر طويلا عن المدة المحددة لها دستوريا، ودعا إلى تعاون مختلف الأطراف المعنية لإنهاء هذا الملف، لأنه خطوة مهمة في طريق حل الأزمة الراهنة.

فهل يُمكن ان يكون للعراق الاستقلال الناجز الذي يطمح اليه؟ الامر صعب حتى الساعة، خاصة في ظل رفض ايران وقف دعم الحشد الشعبي، واصرار واشنطن على عدم الخروج منه حاليا، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o