Jan 24, 2020 3:37 PM
خاص

"التقارب السعودي الايراني يريح المنطقة ولبنان
طبارة: في مراحله الاولى... في انتظار "الخرق"

المركزية - غرّد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أخيراً عبر "تويتر" "تبقی ايران منفتحة للحوار مع جاراتها ونعلن عن استعدادنا للمشارکة في أي عمل تکاملي يصبّ في مصلحة المنطقة ونرحّب بأي خطوة تعيد الأمل إلی شعوبها وتأتي لها بالإستقرار والإزدهار".

ويأتي موقف ظريف بعد تصريح لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لـ"رويترز" اكد فيه "ان المملكة منفتحة على إجراء محادثات مع طهران"، مشدداً على "ان الأمر يرجع في الحقيقة إلى إيران"، وقال "يتعين على إيران أن تقر بأن لا يمكنها دفع أجندتها الإقليمية من خلال العنف كشرط لأي محادثات". وخلال أسبوع واحد، خرج مسؤول حكومي إيراني جديد، للتعبير عن سعي بلاده إلى التقرب من السعودية، لتجاوز ما اعتبره "مشكلات" بين البلدين. فما هي نتائج هذا التقارب على المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة أوضح لـ"المركزية" "أن هذه المحاولات بدأت منذ فترة أولاً في اليمن، بدفع من الاميركيين الذين يريدون إنهاء الازمة هناك، حيث جرى دفع للتفاهم بين السعودية والحوثيين، لم يعطِ ثماره بعد ولكنه على النار، وثانياً، يعتبر السعوديون والايرانيون ان المواجهة والعداوة أصبحت خطرة لكليهما، حتى ان احد الرسميين الايرانيين صرّح "اننا لا نريد ان تصل الامور بيننا وبين السعوديين كما هي بيننا وبين الولايات المتحدة"، اي انهم لا يريدون مواجهة مع السعودية، كما أن ليس من مصلحة السعودية حصول مواجهات، خاصة وان بعد ضربة مصافي البترول في السعودية "ارامكو" لم تتحرك الولايات المتحدة بالشكل الذي كانت تتوقعه السعودية، اي بحزم، صحيح أنها أدانت العمل لكن لم يكن هناك ضربة مقابلة، لذلك أصبح من مصلحة السعودية حصول تقارب بينها وبين ايران"، لافتاً إلى "ان التقارب ما زال في مراحله الاولى، ولم يحصل اي تطور يدل الى "اختراق" في هذا المجال".

وعن تأثيرها على المنطقة قال: "التأثير المباشر لن يحصل غداً، لكن التقارب يريح المنطقة دون شك، ومن شأنه أن يخفف من حدة الصراع في المنطقة بين الفريقين، ولا شك ان هناك تنازلات ستحصل من الجهتين، إذ على ايران ان تتنازل قليلا من استخدامها للميليشيات المتحالفة معها في المنطقة، كما أن السعودية ستخفف من مواجهة ايران في العراق وسوريا ولبنان. حتى الحكومة في لبنان، التي يقولون انها حكومة اللون الواحد وحكومة حزب الله، لم يصدر اي كلام أميركي في هذا الخصوص، وكلام وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو كان ايجابيا ولم يذكر حزب الله او قوات الممانعة في كلامه، اكتفى بالقول ان الولايات المتحدة الاميركية مستعدة لمساعدة لبنان وانقاذه في حال حصول اصلاحات. وأعربت كل من فرنسا والمانيا والاتحاد الاوروبي وروسيا عن استعدادهم للمساعدة، وبالتالي رحبت كل مكونات المجتمع الدولي بالحكومة الجديدة ولم يكن من حديث عن ان هذه الحكومة هي حكومة حزب الله". هذا دليل الى أن التقارب السعودي الايراني بدأ يؤتي ثماره في المنطقة.

وأضاف طبارة: "كما ان لقاء الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والعراقي برهم صالح خلال مشاركتهما في منتدى دافوس له دلالاته أيضاً. فمطالبات العراقيين بخروج اميركا من العراق، خفت حدّتها، ولم نشهد في المقابل اعتراضاً اميركيأً على الامر، حتى ايرانياً خف الحديث عن الامر".

وختم: "هناك توجّه لتبريد الامور في المنطقة لا لتسخينها. التغيير بدأ، لكننا لا نعلم اين ينتهي، بدأ في اليمن ومستمر وظهرت نتائجه في لبنان. بالطبع لا يمكن ان نبني عليه مستقبلاً، لكنه في المقابل يريح المنطقة ولبنان من ضمنها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o