Mar 22, 2018 3:11 PM
خاص

عناوين خطاب نصرالله الانتخابي... من الدواعي التجميلية الى الايديولوجيات
برنامج اقتصادي اصلاحي يتلاقى مع بناء الدولة وانفتاح على "الاستراتيجية"

المركزية- بمعزل عن بعض الملفات المعروف سلفا موقف الحزب منها لارتباطها بالواقع الاقليمي، قدم امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه امس مقاربة موضوعية، تضمنت للمرة الاولى عناوين اصلاحية غابت عن لغة الحزب المقاوم على مدى 26 عاما، واستحضرها مضطرا لدواع انتخابية، فرضتها موجبات القانون النسبي من جهة،  حيث بات خرق لائحة الثنائي الشيعي في عقر داره، دائرة بعلبك- الهرمل، سهل المنال، وتنامي النقمة الشعبية في بيئته الحاضنة نتيجة تقاعس نواب المنطقة عن تقديم ادنى الخدمات لمن يشكلون خزان الحزب البشري للمهمات القتالية، من جهة ثانية. 

وتضع اوساط سياسية مطّلعة على مشرحة البحث والنقاش خطاب نصرالله، فتجزّئه وفق ما تقول لـ"المركزية" الى اربعة عناوين:

العنوان الاول اصلاحي المضمون تجميلي الهدف، عكسه تأكيد امين عام الحزب على وضع قانون حديث ومتطور وخاص بالمحاسبة العمومية وتعزيز دور مجلس الخدمة المدنية وجعله مدخلاً حصرياً للتوظيف في القطاع العام كما لتفعيل المكننة والربط بين الإدارات، وضرورة التعاطي مع قضية مكافحة الفساد في جميع مؤسسات الدولة باعتبار الموضوع أحد أهم أسباب دفع البلد إلى الكارثة. هذا العنوان المستجد في خطاب الحزب، ولو ان جزءا منه بدأ يبرز في جلسات مجلس الوزراء من خلال مواقف وزرائه ازاء ملفات الفساد، جدير بالتوقف عنده، ولو ان هدف افراد هذا الحيز بالذات في خطاب نصرالله للشق الاصلاحي متعمّد لطمأنة بعض من في بيئته المعترضين على اهمال الانماء وتغييب الخدمات عن مناطقهم، الى ان مطالبهم مدرجة في حساباته بهدف كسب ودهم وتاليا اصواتهم في صندوقة الاقتراع.

العنوان الثاني اداري يتصل بالدعوة الى تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة وهو شأن لا يختلف عليه اثنان من الساعين الى بناء الدولة ومدرج في اولويات اكثر من حزب سياسي. اما الحديث عن قانون انتخاب جديد على اساس لبنان دائرة واحدة فلم يحمل جديدا ما دام هذا طرح الحزب الثابت، الا ان الجديد فيه اعتباره ان القانون الحالي هو لمرة واحدة فقط لا غير. هذه النقطة، يدرك الحزب انها مسألة خلافية بامتياز وقد سقط مطلبه باعتبار لبنان دائرة  انتخابية واحدة خلال مناقشات جلسات لجنة قانون الانتخاب.
اما ثالث العناوين، والاهم، وفق الاوساط، فيتمثل بإبداء انفتاح وليونة ازاء مناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي اكد رئيسا الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري وضعها على بساط البحث بعد الانتخابات النيابية. بيد ان السؤال الذي يطرح نفسه والحال هذه يتمثل في اي استراتيجية يريد حزب الله وهل على طريقة الحشد الشعبي في العراق ام انه جاهز حقا لطرح معضلة سلاحه على الطاولة تمهيدا للانتقال السلس الى العمل السياسي الصرف في المرحلة المقبلة، وهل يقدم للرئيس عون ما رفض تقديمه للرئيس ميشال سليمان؟ الارجح كما تضيف الاوساط ان للحزب رؤية خاصة في هذا الاتجاه ستبقى طي الكتمان الى حين نضوج ظروفها.

وفي العنوان الرابع التقليدي، تناول نصرالله دور المقاومة البطولي الذي حمى ويحمي لبنان بسلاحه، مكرّسا وظيفته الامنية التي انتقلت من المقاومة ضد اسرائيل الى حماية لبنان من الارهاب، الى المهمة المستجدة حماية ثروة لبنان النفطية. وفي هذا المجال تقول الاوساط: هنا بيت القصيد. وتسأل هل يمكن للحزب ان يتخلى عن فكره الايديولوجي وسلاحه ودوره الاقليمي لمصلحة لبنان، فتفتح تاليا معه ابواب التعاون لبناء دولة لبنان القوي  وفق برنامجه الاقتصادي الإصلاحي؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o