Jan 22, 2020 4:36 PM
تحليل سياسي

الحكومة "الانقاذية" تقلع عمليا بترحيب دولي ولجنة البيان الوزاري الجمعة
عون للوزراء: اكسبوا ثقة اللبنانيين.. دياب: نمثل الحراك..وبري: متفائل
السندات ترتفع والمصارف غير معنية بتثبيت الدولار على الـ 2000 ليرة

المركزية- مع دخول الرئيس حسّان دياب السراي الحكومي اليوم للمرة الأولى رئيساً للوزراء إيذاناً بشروعه في ممارسة مهماته بعدما تمكن من القفز فوق كل المطبات وتجاوز الالغام التي زُرغت في طريقه، جمعت حكومته الحديثة الولادة، ما تيسّر من عناصر الدعم "المبدئي" والترحيب الدولي لانطلاقة يفترض ان تبدد مشهد "المعارك" السياسية القاسية التي خاضها اهل البيت الواحد طوال 34 يوما سبقت الولادة.

وعلى رغم ان الحكومة لم تراعِ مطالب الثورة بحكومة اختصاصيين مستقلين، اذ ان اختصاصييها غير مختصين بالحقائب المسندة اليهم وينتمون، اذا لم يكن بالبطاقات، فمعنويا على الاقل الى الاحزاب التي سمتهم، كما اثبتت مفاوضات التشكيل في ايام المخاض العسير، فإن السلطة لم تأبه لاحتجاجات الشارع الذي اشتعل فور اعلان مراسيم التشكيل ويعدّ على ما تفيد مصادر في الثورة "المركزية" لاجراءات تصعيدية جديدة نوعية، وبدت مصّرة على المضي قدماً في المشوار الحكومي وتعبيد طريق العمل لاخراج البلاد من الازمة التي تتخبط فيها. فساعات بعيد ابصاره النور ليل امس، عقد مجلس الوزراء الجديد اوّل جلسة في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون بعد ان التقط الصورة التذكارية في حديقة القصر. وعقد لقاء بين عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة قبيل بدء الجلسة. وقبل مغادرته قصر بعبدا، قال بري للصحافيين: "أنتو مش" متفائلين اما أنا متفائل".

عون يتمنى: وتوجه رئيس الجمهورية للوزراء بداية بالقول" مهمتكم دقيقة وعليكم اكتساب ثقة اللبنانيين والعمل لتحقيق الاهداف التي يتطلعون اليها سواء بالنسبة الى المطالب الحياتية التي تحتاج الى تحقيق، او الاوضاع الاقتصادية التي تردت نتيجة تراكمها على مدى سنوات طويلة". وشدد على ضرورة العمل لمعالجة الاوضاع الاقتصادية واستعادة ثقة المجتمع الدولي بالمؤسسات اللبنانية، والعمل على طمأنة اللبنانيين الى مستقبلهم. وقال:" سبق ان اعددنا خطة اقتصادية واصلاحات مالية سيقع على عاتق الحكومة تطبيقها او تعديلها عند الضرورة". ودعا الى عقد جلسات متتالية لمجلس الوزراء لانجاز جداول الاعمال وتعويض ما فاتنا خلال الاسابيع الماضية".

دياب: من جانبه، أعلن دياب "أننا امام مأزق مالي واقتصادي وعلينا تخفيف وطأة الكارثة على اللبنانيين وتأمين الاستقرار الذي يحفظ البلاد، لافتا الى أن الرهان هو على حماية ظهر الجيش وقوى الامن عبر تأمين المظلة السياسية. وشدد، في مستهل جلسة الحكومة الجديدة، على الحرص على التعبير الديمقراطي. وقال:"أشعر ان المرحلة لا تحتمل ترف التهاني وهناك تحديات هائلة تنتظرنا، وعلى الرغم من ان جلسة اليوم تحمل صفة بروتوكولية الا انني ارغب ان تكون صافرة انطلاق... آمال اللبنانيين تتآكل ومن حقهم ان يصرخوا ويطالبوا بوقف المسار الانحداري وعلينا التخفيف من وطأة الكارثة وعناونين المشاكل واضحة". وتمنى أن يتمكنوا من تقديم صورة مختلفة عن العمل الحكومي، قائلا:"علينا العمل ليلا نهارا من اجل تحقيق اهدافنا ونحن لسنا حكومة سياسية ويجب ان تكون استثنائية باداء وزرائها".

لجنة البيان: وشكل مجلس الوزراء لجنة اعداد البيان الوزاري برئاسة الرئيس حسان دياب وعضوية نائب رئيس الحكومة، ووزراء: المالية والخارجية والعدل والاقتصاد والبيئة والتنمية الادارية، والاعلام، الشباب والرياضة، والاتصالات والصناعة والشؤون الاجتماعية، ستعقد اجتماعها الاول الجمعة الساعة 11 في السراي.

في السراي: وفور انتقاله الى السراي حيث اقيمت له التشريفات، أكد دياب أن "ستكون هناك جلسات متتابعة لصوغ البيان الوزاري لانجازه في اسرع وقت لكن لن اضع سقفا زمنيا". وكشف دياب في دردشة مع الاعلام أنه التقى بعيدا من الاعلام عددا من السفراء الاجانب "الذين طلبوا موعدا اثناء فترة التأليف وجميعهم ابدوا استعدادا للتعاون". وشدد على أن نهج الحكومة المالي والاقتصادي سيكون مختلفا تماما عن الحكومات السابقة، وقال:"اقالة حاكم مصرف لبنان غير واردة حاليا ونريد ان نبني على الايجايية". دياب الذي أكد أنه سيزور دار الفتوى قريبا، قال "هناك بين ٤ و٦ وزراء يمثلون الحراك في الحكومة ولكن الحكومة كاملة بمنهجها تمثّل الحراك" مؤكدا أنه على تواصل دائم مع الحراك. وأضاف:" الحراك معه كل الحق في الشق المطلبي لانه وصل الى الذروة في ٣ عقود ولكن الشق السلبي من الحراك لا يخدم الحراك المطلبي السلمي". وتابع دياب: "مع صوتي ، يصبح للنساء ثلث معطل وانا اسميه ثلثا ضامنا".

بري: في الاثناء، شدد الرئيس بري على أن "المجلس وفور انتهائه من إقرار الموازنة ومنح الثقة للحكومة ستكون عيونه مفتوحة للمراقبة والمحاسبة في حال التقصير، وأولوية عمل اللجان إقرار كافة القوانين الإصلاحية". واشار برّي خلال لقاء الأربعاء، إلى أن المسؤولية تقتضي الترفّع عن السلبيات والحكومة قادرة على صياغة رؤى وبرامج للخروج من الأزمة شرط عدم إضاعة الوقت، لافتا الى ان يجب الإستفادة من حكومة الإنقاذ بعيدا من التشنجات بغية تحقيق الإستقرار الحياتي والإقتصادي. من جهة أخرى، لفت بري الى ان "كل ثروات المتوسط نفطاً وغازاً ومنها ثروات لبنان كانت حاضرة على بساط البحث في برلين وحذار ان يحجب دخان القنابل الرؤية لمحاولة السيطرة على ثروات المنطقة".

مواقف دولية: في المواقف الدولية من التأليف، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتشكيل حكومة جديدة في لبنان، مؤكدا العمل مع رئيس الوزراء الجديد حسان دياب من أجل دعم الإصلاحات في البلد المثقل بالديون والذي يصارع أزمة اقتصادية. وقال بيان أصدره المتحدث باسم غوتيريش أيضا: "إن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم لبنان في تعزيز سيادته واستقراره واستقلاله السياسي". من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال تواجده في القدس أن فرنسا ستفعل "كل شيء" لمساعدة لبنان على الخروج من "الأزمة العميقة" التي تعصف به. وأضاف ماكرون متحدثا إلى جانب نظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين "سنقوم بكل شيء لمساعدة أصدقائنا اللبنانيين في الأزمة العميقة التي يمرون بها". واعرب السفير الروسي الكسندر زاسبكين عن تمني بلاده النجاح للحكومة مؤيدا تأليفها.

وافادت مصادر دبلوماسية "المركزية" ان بيانا سيصدر عن مجموعة الدعم الدولية للبنان، تتمنى فيه على الحكومة الجديدة السير باجندة العمل للنهوض الاقتصادي واجراء الاصلاحات اللازمة.

ترددات مالية: اقتصاديا، افادت رويترز ان سندات لبنان الدولارية ارتفعت بمقدار سنت بعد تشكيل حكومة في البلاد. من جهته، قال وزير المال غازي وزني ان انخفاض سعر الدولار إلى 2000 هو بسبب عامل ثقة للحكومة الجديدة، ولكن من الصعب إن لم يكن مستحيلا أن يعود الى سعر الصرف الرسمي الحالي. في الموازاة، تلقّت جمعية مصارف لبنان خبر تشكيل الحكومة "بترقّب وأمل". وأملت في بيان، في أن "يكون لهذا التشكيل وقع إيجابي على الأوضاع العامة في البلاد تمهيداً لعودة الثقة والاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي على أسس صلبة". ولفتت إلى أنها تتوقّع من الحكومة الجديدة "برنامجاً اقتصادياً ومالياً واضحاً يأخذ في الاعتبار التحدّيات الجسام التي يواجهها لبنان في المرحلة الراهنة، كما تتوقّع أن تباشر الحكومة بدون تأخير، تنفيذ الإصلاحات التي أجمع عليها اللبنانيون والتي تترقّبها الدول الصديقة والشقيقة".

وليس بعيدا، اكدت مصادر مصرفية مطلعة لـ"المركزية"، أن المصارف ما زالت تسعّر الدولار الأميركي على أساس 1570,50 ليرة، وهي تتعامل وفق هذا السعر في التحويلات والقروض وغيرها من العمليات المصرفية، أما بالنسبة إلى "ما تم تداوله عن اتفاق بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونقابة الصرافين قضى بتثبيت سعر صرف الدولار على حدود 2000 ليرة، فهذا أمر لا يعني القطاع المصرفي" بحسب المصادر نفسها.

عثمان: أمنيا، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى في حضور أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي إمام مسجد محمد الأمين، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان (الذي زار دياب في السراي ايضا) الذي اطلع دريان على مجريات الأمور التي حصلت أمام مسجد محمد الأمين في وسط بيروت مساء يوم السبت الفائت. واكد اللواء عثمان للمفتي دريان أن ما يشاع من انتهاك لحرمة المسجد عار من الصحة والقوى الأمنية لم تدخل الى داخل المسجد وهي حريصة على دور العبادة وعلى أن لا تكون مكانا للاعتداء على قوى الأمن الداخلي، وشدد على أن خروج المتظاهرين من المسجد تم بمواكبة قوى الأمن بالتعاون مع المعنيين في دار الفتوى. واعلن إن المتظاهرين هم أبناؤنا ولو اخطأ البعض منهم.

روحاني: دوليا، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران لن تسعى أبدا الى امتلاك أسلحة نووية في وجود الاتفاق النووي أو بدونه، داعيا القوى الأوروبية إلى تفادي الخطأ الذي ارتكبته واشنطن بانتهاك الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى في 2015.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o