ترامب يلتـقي صالح في دافوس ومسـتقبل علاقات واشـنطن – بغداد ثالثـهما
الملف النووي حاضر في المحادثات..عشية انطلاق محاكمة الرئيس الاميركي لعزله

المركزية- قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن اقتصاد الولايات المتحدة هو الأقوى عالميا. وأضاف في كلمة له خلال مؤتمر دافوس المنعقد في سويسرا، ان "أداء الولايات المتحدة لم يكن جيدا حين استلمت منصبي، وبالرغم من كل شيء، تمكنا من إنتاج واستحداث استثمارات كبيرة". وأوضح ترامب أن إدارته استطاعت توفير أكثر من سبعة ملايين فرصة عمل، كما أن نسبة البطالة وصلت لمستوى هو الأدنى في تاريخ الولايات المتحدة.

وأردف قائلا: "ارتفعت الأجور خلال إدارتي.. وكانت الاستفادة الأكثر للفقراء". واشار الى أنه يقترب من مرحلة الاستقلال عن الآخرين في مجال الطاقة، مؤكدا "لن أسمح للأشرار في أي مكان بتهديد حريتنا".

ومن المقرر أن يلتقي ترامب اليوم، على هامش مشاركته في منتدى دافوس، نظيره العراقي برهم صالح، ورئيس إقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فان مشاوراته مع الطرفين، على قدر من الاهمية. فهي تأتي على وقع توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق، في أعقاب اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني في الثالث من كانون الثاني الجاري، قرب مطار بغداد. فعلى اثر هذه العملية، تكثفت الحملات في العراق ضد الولايات المتحدة، وطالب البرلمان العراقي الحكومة بأن تقر سحب 5200 جندي أميركي ينتشرون في البلاد في إطار التصدي لتنظيم داعش.

وستكون محادثات ترامب – صالح، مناسبة لعرض مسار الامور بين الدولتين ومستقبل علاقاتهما السياسية والعسكرية... أما مشاوراته مع بارزاني، فستتطرق بلا شك، الى العلاقات بين الاكراد وواشنطن، حيث يخشى هؤلاء اي حلول او تسويات قد يبرمها الاميركيون في العراق او سوريا، مع الروس او الاتراك في شكل خاص، تأتي على حساب مصالح الاكراد وكيانهم المستقل الذين يطالبون به تاريخيا ويتمسّكون به.

الى ذلك، يجري ترامب أيضا محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والرئيسة السويسرية سيمونيتا سوماروغا، وفق ما أفاد البيت الأبيض، الاثنين. وسيبحث ترامب مع خان إمكانات وقف إطلاق النار وتوقيع اتفاق سلام مع متمردي حركة طالبان، التي عرضت أخيرا على الأميركيين وقفا موقتا لإطلاق النار، ما قد يؤدي إلى إحراز تقدم في المفاوضات.

الجدير ذكره، بحسب المصادر، ان الملف النووي الايراني سيكون بلا شك حاضرا في لقاءات ترامب المذكورة، كون الاتحاد الاوروبي وباكستان، ينشطان منذ مدة على خط التهدئة بين الاميركيين والايرانيين، لمحاولة التوصل الى ارضية تفاهم بين الدولتين تعيدهما الى طاولة المفاوضات.

كل ذلك يحصل، قبل ساعات على انطلاق جلسات محاكمة ترامب الرامية إلى عزله في واشنطن. ويواجه الرئيس الاميركي اتهاما بإساءة استغلال سلطاته الرئاسية، وذلك بالضغط على أوكرانيا لفتح تحقيقات بشأن خصمه السياسي جو بايدن الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي. كما يواجه اتهاما بعرقلة عمل الكونغرس أثناء بحث الاتهام الأول. ومن المقرر، خلال المساءلة، أن يستمع أعضاء مجلس الشيوخ إلى مرافعات تستغرق ست ساعات يوميا، لستة أيام في الأسبوع. قد تؤدي هذه المساءلة، من الناحية النظرية، إلى عزل ترامب من منصبه. وتحتاج ادانته وعزله إلى تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو (أي 67 عضوا). لكن بالنظر إلى أن عدد الديمقراطيين في المجلس 47 عضوا فقط، فإن من المتوقع على نطاق واسع تبرئة ترامب.