Jan 21, 2020 2:16 PM
خاص

هل تنفض الثورة غبار المشاغبين والمتلاعبين بالأمن؟

المركزية- كما في كل ثورات العالم، لم يتمكن الثوار الذين غزوا الساحات العامة منذ 17 تشرين الأول الفائت بحراك سلمي، من إبعاد تحركهم ومطالبه المحقة عن دوامة العنف الذي تجلى في واحدة من أبشع صوره في وسط بيروت يومي السبت والأحد الفائتين، في أعمال شغب بدت تكملة للهجمة التي تعرضت لها فروع بعض المصارف في الحمرا، في وقت يرتفع منسوب الغضب الشعبي إزاء بعض الاجراءات التي تتخذها البنوك لتمرير مرحلة الأزمة الراهنة بأقل الأضرار الممكنة.

وإذا كان أحد لا يشك في أن المشهد العنيف الذي ساد وسط بيروت في عطلة نهاية الأسبوع يؤشر بوضوح إلى أن المواجهة بين السلطة والثوار انتقلت إلى مرحلة أقسى، محيية مخاوف إزاء احتمالات الغرق في دوامة العنف، والقلق على مصير حراك انطلق سلميا ورافعا شعارات تلتقي عليها الغالبية الساحقة من اللبنانيين، فإن ما تنبه إليه مصادر مراقبة عبر "المركزية" يكمن في ما يمكن اعتباره "انتشار الأسلحة وقنابل المولوتوف بين أيدي بعض المشاركين في تظاهرة يوم السبت التي كان الهدف الأساس من ورائها إيصال غضب الناس إلى ممثليهم من جوار مبنى مجلس النواب".

وتعتبر المصادر أن مشاهد السلاح والخوذ بين أيدي بعض المشاغبين، تتيح طرح تساؤلات مشروعة عن مصادر حصولهم على هذه المعدات، وما إذا كانوا يعدون العدة سلفا لفتح المواجهة مع عناصر مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي، لافتة إلى أن علامات استفهام أكبر وأهم تطرح حول الأطراف التي قد تجد لنفسها مصلحة في وضع الناس الثائرين على واقع مر في مواجهة مفتوحة مع قوى السلطة، علما أن بعضا منها لم يخف يوما امتعاضه من بلوغ الثورة معاقله الأهم، التي لطالما اعتبرت قلاعاً محصنة لا تخترقها الأصوات "المعارضة"، وهي حال الثنائي الشيعي، على سبيل المثال لا الحصر، بدليل أن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله سارع إلى رسم ضوابط لتحركات الثوار، الذين تجاوزوها سريعا.

أمام هذه الصورة، لا تخفي المصادر مخاوفها إزاء احتمال أن تكون بعض القوى دفعت بعدد من أنصارها و"دستهم" في صفوف المحتجين لنقل التحرك إلى دوامة العنف، مشددة على أن أمام هذا المنعطف الكبير في مسار الحراك، ما عادت المواقف والاستنكارات التقليدية كافية، بل إن على حزب الله وحركة أمل وسواهما من الأحزاب إصدار المواقف الواضحة الرافضة للعنف. تماما كما يفترض بالثوار إعلان "نفض أيديهم" من مسببي أعمال العنف والشغب.

وتشير المصادر في السياق إلى أن أهمية موقف من هذا النوع، إذا ما بادر الثوار إلى إطلاقه، من شأنه أن يعيد الزخم إلى التحركات الشعبية، ويؤكد أحقية مطلبهم في المساءلة والمحاسبة، ويضع حدا للاتهامات المكالة في حقهم زورا لجهة تخريب لبنان، فيما يعرف القاصي والداني أن هدف الثورة الأول تحسين الواقع اللبناني، في مواجهة محاولات إغراقه في تصفية الحسابات السياسية والطائفية على... حساب العاصمة بيروت، في ما اعتبر محاولة لتوجيه الرسائل إلى الحريرية السياسية، التي يجسد الوسط التجاري صورتها الأبرز.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o