Jan 21, 2020 7:17 AM
صحف

اتصالات التشكيل تتكثّف: دياب لم يقتنع بتوسيع الحكومة ولقاء يجمع بري والحريري

 في ما يشبه "استراحة محارب" على أرض الحراك، ميدانياً، وانعدام أي تحرك، سواء في الحمراء، حيث ‏مصرف لبنان والمصارف، أو في وسط بيروت، حيث انصرفت فرق التنظيف إلى لملمة اثار التخريب والخسائر ‏والحجارة التي أصابت الجهات الخارجية لمبنى مجلس النواب في ساحة النجمة، مضت الاتصالات والمشاورات ‏للملمة الوضع السياسي، ليس داخل بيت الحلفاء، المعنيين بتأليف الحكومة، والانخراط فيها، بل باتجاه شركاء ‏التسوية التي تهاوت، تحت ضربات حراك 17ت1، والنتائج السلبية التي أسفرت عنها تجربة السنوات الثلاث ‏الماضية من عمر التسوية الرئاسية التي أدت إلى وصول الرئيس ميشال عون إلى الرئاسة الأولى.‎‎ ‎
وفي المعلومات ان خارطة طريق وضعت، وهي تقضي‎:‎
‎ 1-انهاء أعمال العنف في الشارع، قبل إعلان الحكومة، ومن الممكن ان تكون الإجراءات التي اتخذت في ‏اجتماع بعبدا الأمني "لحماية المتظاهرين السلميين، ومنع الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، وردع ‏المجموعات التخريبية، والتنسيق مع الأجهزة القضائية لتطبيق القوانين المرعية لاجراء، وذلك من أجل إنهاء ‏العنف أو تبريده تمهيداً لاعلان الحكومة ربما في الـ24 ساعة المقبلة، على رغم اتجاه النائب فرنجية إلى ‏التصعيد اليوم‎.‎
‎ ‎وذكرت "اللواء" ان 450 عنصراً من مكافحة الشغب اصحبوا خارج الخدمة من جرّاء تعرضهم للاصابات ‏في الاشتباكات‎.‎‎ ‎
وقالت المعلومات ان إجراءات جديدة اتخذت، ومنها قطع الطرقات عن بُعد، لا سيما الطرق المؤدية من وإلى ‏الضاحية، والشمال والجنوب.
2- اعادة ترطيب الأجواء بين الرئيس الحريري و"الثنائي الشيعي"، لا سيما مع الرئيس نبيه بري، بهدف عدم ‏ذهاب رئيس الحكومة المستقيلة إلى معارضة قوية، تمهيداً لإعادة وصل ما انقطع‎..‎ ‎
وافادت "اللواء" ان الرئيس الحريري سيزور عين التينة في الساعات القليلة المقبلة‎.‎
‎ وذكرت ايضاً ان زيارة النائب السابق وليد جنبلاط  "بيت الوسط" مساء أمس، واجتماعه مع الحريري ‏بحضور المستشارين لكلا الطرفين، تمت بالتنسيق مع الرئيس برّي، بهدف نقل رسالة إيجابية للرئيس الحريري، ‏لا سيما بعد التطورات الأخيرة.‎ ‎
وقالت مصادر سياسية ان احداث السبت الماضي وارتباك فريق 8 آذار بتأليف الحكومة، أعاد الحرارة إلى خط ‏المختارة - بيت الوسط، على خلفية التنسيق "اليومي" أو الأسبوعي إزاء الحكومة إذا شكّلت، والسعي لتجنيب ‏بيروت ويلات العنف، لا سيما تكسير ما تمّ بناؤه في مرحلة إعادة الاعمار.
ودعا جنبلاط إلى تنفيذ الورقة الإصلاحية التي اعدتها واقرتها حكومة الرئيس سعد الحريري المستقيلة‎.‎

3- ترضية الرئيس الحريري وفريقه السياسي باسناد وزارة الداخلية إلى شخصية سنية لا تشكّل استفزازاً له، ‏وهذا ما يفسّر إعلان العميد المتقاعد طلال اللاذقي إصدار بيان العزوف عن قبول أي منصب في الحكومة العتيدة، ‏لا سيما في الداخلية‎.‎
غداء دياب‎: وفيما استمر السباق بين مساعي تأليف الحكومة الجديدة، والحراك الشعبي الذي ارتدى مؤخراً طابعاً عنفياً، ‏تواصلت مساعي ثنائي حركة "أمل" و"حزب الله" من أجل معالجة آخر العقد امام تشكيل الحكومة، فعقد اجتماع ‏أمس، في منزل الرئيس المكلف حسان دياب تخللته مأدبة غداء، جمعت رئيس تيّار "المردة" الوزير السابق ‏سليمان فرنجية، والمعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، ووزير المال في حكومة ‏تصريف الاعمال علي حسن خليل. وتركز على توفير أوسع مشاركة في الحكومة من القوى التي سمّت الرئيس ‏دياب، عبر توسيع الحكومة من 18 الى عشرين وزيراً‎.‎‎ ‎
وتضاربت المعلومات حول نتائج اللقاء بين الايجابي والسلبي، لكن اغلب المعلومات اجمعت على حصول حلحلة ‏بقدرما، وان الرئيس دياب قد يوافق على توسيع الحكومة "اذا كان من مصلحة في ذلك"، وإن كان دياب لازال ‏يتمسك بصيغة 18وزيراً "لأن صيغة العشرين ستزيد المشكلة بزيادة وزيرين درزي ومسيحي، إذ قد يحصل ‏خلاف على التمثيل المسيحي هل يكون للكاثوليكي اوللأقليات، ثم من سيسمي الوزيرالدرزي الثاني"؟ علماً أن ‏هذه الصيغة، في نظر الرئيس نبيه بري هي الافضل لتفكيك عقد تمثيل الكاثوليك والدروز و"المردة" كما يحب، ‏فيعطى الكاثوليكي "للتيار الوطني الحر" ويتمثل الحزب السوري القومي الاجتماعي بدرزي، وتكون الحصة ‏الثانية "للمردة" لارثوذكسي‎.‎
‎ ‎وذكرت "اللواء" ان الرئيس دياب لم يقتنع بعد بفكرة توسيع الحكومة وقال انه سينتظر مزيدا من الاتصالات ليحدد ‏بموجبها ما اذا كان سيقبل لكنه لم يبلغ المجتمعين موافقة نهائية على العشرين وزيرا. بينما طلب فرنجية في حال ‏الموافقة على توسيع الحكومة بحقيبة اخرى الى جانب الاشغال هي البيئة او العمل، لكن دياب لم يعطِ جوابا.
ومن المفترض ان يعقد فرنجية ظهر اليوم مؤتمرا صحافياً يعلن فيه موقفه من المشاركة في الحكومة، وبالتالي ‏يتضح بدقة ما جرى خلال الاجتماع في منزل دياب. لكن حتى حصول المؤتمر الصحافي ستستمر الاتصالات ‏والمساعي مع دياب، خصوصاً ان الرئيس نبيه بري اخذ هذا الامر على عاتقه وهو يرى مصلحة في توسيع الحكومة ‏لضمان تحصينها سياسيا وشعبيا.‎
وقالت مصادر "المردة" لـ"اللواء" أن فرنجية سيكون ايجابياً سواء شارك في الحكومة أم لا‎.‎

بري: الحكومة اليوم: ‎وبدا رئيس مجلس ‏النواب نبيه بري مطمئناً اذ أظهر مسحة من التفاؤل بقوله امام زواره أمس: "الحكومة غدا(اليوم) اذا لم تطرأ ‏مفاجآت"، من غير ان يفصح عن تفاصيل ما تم توصل اليه في الغداء الذي اقامه دياب في حضور الوزيرعلي ‏حسن خليل والسيد حسين الخليل والوزير السابق سليمان فرنجيه الذي لن يغادر مركب الحكومة. وهذا ما يحرص ‏عليه بري و"حزب الله " بأنهما لن يدخلا الحكومة من دون "تيار المردة‎".‎‎ ‎
وعلم ان الطرح الذي نوقش في اجتماع دياب والخليلين بمشاركة فرنجيه هو صيغة العشرين وزيراً، بإضافة ‏وزير درزي يكون من حصة القومي ووزير كاثوليكي يكون من حصة الوزير جبران باسيل، على ان يكون ‏الارثوذكسي الثالث من حصة فرنجيه.

فرنجيه يطالب بـ"الدفاع"!: من جانبها، لفتت "الجمهورية" الى ان أجواء الاتصالات حول تأليف الحكومة، اشاعت ايجابيات توحي بتمكن ‏الاطراف السياسية من تذليل العقد التي كانت تعرض اعلان ولادة ‏الحكومة، الا ان هذه الايجابيات مُحيت ليلا، وتراجعت الى مربع ‏السلبية.‏‏ ‏
وفي هذا السياق، اشارت مصادر قريبة من التيار الوطني الحر الى ‏ان عقدا برزت من جديد في طريق التأليف، تمثلت بمطالبة رئيس تيار ‏المردة الوزير سليمان فرنجية بحقيبة سيادية (الدفاع)، إلى جانب ‏الأشغال، وكذلك مطالبة الحزب القومي بحقيبة يتولاها وزير مسيحي، ‏متجاوزا بذلك مبدأه العلماني، ما يعني ان استمر الاصرار على هذا ‏المنطق ان الامور عادت الى نقطة الصفر.‏‏
‏"التيار"‏: وجاء ذلك، بعد وقت قصير على ما قاله مصدر مسؤول في التيار ‏الوطني الحر لـ"الجمهورية"، حيث اشار الى انّ العقبات التي ظهرت ‏فجأة في اليومين الماضيين وُضعت لها الحلول المناسبة. وستبيّن ‏الوقائع أنّ التيار لم يدخل لا من قريب ولا من بعيد بازار الحصص ‏الوزارية، بل تمسّك بمبدأ احترام التوازنات الوطنية ووحدة المعايير.‏
واكد المصدر انه "لن يكون في الحكومة أي اسم محسوب على ‏التيار". وقال: معيارنا الوحيد هو أن يتولى الحقائب نساء ورجال ‏يتمتعون بالجدارة والخبرة والاختصاص في مجالهم، وألّا يكونوا ‏منتسبين لأي حزب ولا ملتزمين بأي جهة سياسية.‏
ولفت الى أنّ "التيار" قدّم كل التسهيلات لمختلف الصيغ الحكومية، ‏ولا يوجد بعد الآن ‏من مبرّر لعدم ولادة الحكومة، الا إذا كانت هناك نية ‏بالعرقلة ممّن يطالبون بالحصص ولا يأخذون في الاعتبار ما جرى منذ ‏‏17 تشرين الأول وعمق الأزمة والمخاطر المترتبة عليها.‏

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o