Jan 20, 2020 3:39 PM
خاص

تطورات اقليمية تدفع المنطقة نحو التسوية الكبرى
سوريا تبتعد عن ايران واسرائيل تُبعِد نتنياهو

المركزية- جميع التحليلات التي تدفقت غداة الإعلان عن اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ورفاقه في بغداد منذ اسبوعين، تؤكد ان ما قبله ليس كما بعده، وان هذا العمل العسكري يُشكّل نقطة تحوّل استراتيجي في الصراع المُحتدم في المنطقة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران.

ومع ان القيادة الايرانية سارعت الى "استيعاب" الضربة الموجعة التي تلقتها باستهداف قواعد اميركية في العراق ابرزها "عين الاسد" بضربات صاروخية وصفها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "بأنها صفعة قوية على وجه الولايات المتحدة، لكنها غير كافية"، الا ان بوصلة وجه المنطقة تتجه الى الحلّ السياسي عبر تسوية بين الطرفين، ولو ان بعض "المناوشات العسكرية" ستحصل في ميادين عدة من اجل تحصيل المكاسب.

وفي السياق، تتحدث اوساط دبلوماسية غربية عبر "المركزية" عن تطورات ومستجدات في منطقة الشرق الاوسط قد تؤدي الى قلب الطاولة وتغيير في موازين القوى ودفع المنطقة الى التسويات الكبرى من خلال تنفيذ مشروع السلام الشامل للصراع الفلسطينيين الاسرائيلي على قاعدة حل الدولتين بعد فشل مشروع صفقة القرن الذي لم ينجح الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تسويقه، خصوصا لدى العرب عامةً والفلسطينيين خصوصا".

وعلى رغم التصعيد في المواقف بين المسؤولين في الادارة الاميركية والجمهورية الاسلامية، ستبقى قواعد اللعبة مضبوطة، كما تقول الاوساط، وان اي ردّ ايراني على اغتيال سليماني لن يخرج عن الاطار المُحدد والمرسوم تماماً كما حصل في عملية "الثأر" الايراني لاغتيال سليماني وسيبقى مدروسا من دون ان يتجاوز الخطوط الحمراء الموضوعة، اي التعرّض للجنود الاميركيين او تعريض منشآت اميركية لاضرار جسيمة".

وبناءً على الخطوط الحمراء هذه، توضح الاوساط الدبلوماسية "ان الردّ على المصالح الاميركية سيبقى محصوراً بالارض العراقية دون سواها، وسوريا ستبقى خارج هذه اللعبة وفقاً لاتّفاق اميركي-روسي بابعاد دمشق عن الصراع القائم وعدم تحويلها منصّة لبعث رسائل نارية".

وانطلاقاً من هذا الاتّفاق، تحدّثت الاوساط عن قرارات وخطوات سورية في الفترة المقبلة قد تُمهّد الطريق امام عودة سوريا الى الحضن العربي، باعتبار ان ابتعادها عن المحور الايراني يفتح باب عودتها الى المحور العربي واستعادة مقعدها في الجامعة العربية".

وتكشف الاوساط الدبلوماسية عن "ان الاتفاق الاميركي-الروسي يتضمّن في جانب منه التزام سوريا السلام مع اسرائيل وفق مشروع السلام الذي اقر في قمة بيروت في 2002، مع تجنّب التدخل في شؤون لبنان الداخلية، لان بيروت باتت تحت الرعاية الاميركية-الفرنسية-الفاتيكانية في حين ان روسيا ستحتفظ بالورقة السورية".

اما عن الهدف من اعادة سوريا الى الحضن العربي في هذا الوقت بالذات، توضح الاوساط الدبلوماسية "ان الرئيس بشار الاسد بحاجة الى دعم عربي واحتضان من قبل الجامعة العربية لمواجهة التطورات في المنطقة ومن اجل تحقيق خطوته سريعاً بالابتعاد عن ايران، خصوصاً ان ما يجري في ادلب من مواجهات ومعارك يستأثر بالاهتمام العربي نظراً لمشاركة تركيا فيه. من هنا، فان الدعم العربي للاسد بات ضرورة لابعاد بلاده عن "الاطماع" الخارجية، وهذا يُحتّم حضوراً عربياً في الاجتماعات والمؤتمرات التي تُعقد من اجل بلورة الحلّ في سوريا بما فيها منصة استانة التي تضم روسيا وتركيا وايران".

وتختم الاوساط الدبلوماسية بالاشارة الى "ان التطورات على الساحة العربية وفي المنطقة ككل مهمة، وقد تؤسس لمرحلة جديدة، معطوفا عليها ما ستُفزره صناديق الاقتراع في الانتخابات الاسرائيلية المُقررة في اذار المقبل، اذ ان التوقعات تشير الى صعوبة فوز بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة، لان مقتضيات المرحلة تتطلّب شخصية اسرائيلية تتماشى مع التطورات التي تقود الى حل للازمات وابرام تسويات، لاسيما التسوية الكبرى".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o