قاض يطرد محاميا ثمانينيا
وخلف يتدخّل ويقاطع جلساته

المركزية- عمد رئيس محكمة الجنايات في بيروت القاضي سامي صدقي الى طرد المحامي مالك عويدات الذي يبلغ من العمر 86 عاما من قاعة المحكمة، بذريعة أنه لا يتمكّن من سماعه ولأن صوته مرتفع (بفعل العمر)، الامر الذي استدعى نقيب المحامين ملحم خلف الى التدخّل مع مجموعة من المحامين بعدما اتصل به عويدات وحضر الى القاعة  برفقة كلّ من امين سر النقابة ومفوض قصر العدل ناضر كسبار لحل الاشكال واتخاذ موقف مساند.

وعمل خلف على اعادة ادخال المحامي عويدات ومساعدته على لبس ثوب المحاماة رافضاً ومستنكراً ما حصل قائلاً، "ما حدا بضهر محامي من المحكمة".وتوجه الى رئيس المحكمة قائلا:" ان محكمتك فيها هرج ومرج ولا يجوز لزميل لنا بهذا السن ان يتم  إخراجه من قاعة المحكمة  وسنقاطع كل جلساتك". 

ثم توجّه خلف مع عويدات الى رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود.

وروى شهود عيان تفاصيل الحادثة فقالوا:  دار حديث بين المحامي عويدات، البالغ من العمر 86 عاماً وسائقه، داخل قاعة المحكمة، إذ سأله الأخير عما إذا تناول الدواء ليرّد عويدات عليه رافعاً صوته بسبب ضعف في السمع. وهنا سأل القاضي عن المتكلم، ليأتيه الجواب، ويبادر بعدها بالقول، "يتفضل يطّلع لبرّا"، طارداً عويدات من القاعة.

https://youtu.be/U0XpIeczV0k

بناء على ما تقدّم، قرّر نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف وأعضاء مجلس النقابة والمحامون مقاطعة الجلسات التي يرأسها القاضي سامي صدقي في محكمة جنايات بيروت، إثر سجال حصل بين الطرفين، حتى إشعار آخر، على خلفية طلب صدقي من أحد المحامين المتواجدين في قاعة المحكمة وهو مالك عويدات بمغادرة القاعة لأنه كان يتحدث بصوت مرتفع.

وكان النقيب خلف حضر الى قاعة المحكمة برفقة أمين سر النقابة سعد الدين الخطيب ومفوض قصر العدل ناضر كسبار وعدد من المحامين لمعالجة الإشكال، وانتظروا نحو ربع ساعة حتى انتهاء الجلسة، قبل أن يخاطب النقيب خلف القاضي صدقي بالقول: "نرفض فكرة طرد محام من قاعة المحكمة"، فرد الأخير "ما بسمحلك تعمل هرج بالقاعة"، عندها غادر خلف والمحامون بعدما أعلن عن مقاطعة جلسات القاضي صدقي.

ولاحقا زار خلف مع عدد من المحامين رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود واضعين ما حصل بتصرفه، وقد أبدى "كل الحرص على حسن سير العمل بين جناحي العدالة أي القضاة والمحامين".

في السياق، صدر عن نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف تعميم جاء فيه: "على أثر تجاوز رئيس محكمة الجنايات في بيروت سامي صدقي أصول التعامل التي توجبها علاقة التكامل بين المحامي والقاضي في تحقيق العدالة، ووجوب احترام المحامي في تأدية رسالته داخل قاعات المحاكم، ولما كانت هذه الاعتبارات جميعها قد تم اسقاطها من قبل القاضي سامي صدقي، ولما كان نقيب المحامين في طرابلس قد أعلن دعمه وتأييده المطلق لموقف نقيب المحامين في بيروت خلال اتصال جرى في ما بينهما، لذلك، يعلن مجلس النقابة مقاطعة جلسات القاضي سامي صدقي، طالبا من الزملاء الالتزام بهذا التعميم، وعدم حضور الجلسات أمامه".

تغريدات وتعليقات:

الصايغ: وغرد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فيصل الصايغ على حسابه على "تويتر": "تحية تقدير لنقيب المحامين ملحم خلف الناشط والمسؤول والحاضر إلى جانب الناس وكل محتاج إلى دعم. وليت المسؤولين في كل النقابات المستقلة من الأطباء إلى الصيادلة إلى المهندسين إلى الأساتذة وغيرهم، يحذون حذوه في الأداء وتوجيه النخب في المجتمع، وليت الجمعيات والهيئات الاقتصادية وكذلك الاتحاد العمالي العام ينضمون إليهم لخلق حالة صحوة ونهضة تؤسس للبنان الذي يليق بشعبه".