Jan 18, 2020 3:34 PM
خاص

حكومة ديــاب في الكبــــاش الإقليـــمي
الثنائي الشيعي على الخط والعين على "الوزير الملك"

المركزية- لا تزال حكومة الرئيس المكلف حسان دياب أسيرة التناقضات المطلبية والوزارية في أوساط الفريق عينه الذي يقف وراء نقله إلى نادي رؤساء الحكومات، بدليل أن التشكيلة الموعودة لا تزال عالقة على حبال الكباش المسيحي- المسيحي البعيد المدى بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وزعيم تيار المردة سليمان فرنجية، والصراع على الثلث المعطل الذي يبدو أن باسيل، ومن ورائه الفريق الرئاسي بطبيعة الحال، يخوضه في مواجهة جميع الغارقين في مستنقع المفاوضات الحكومية، وفق ما تقول أوساط سياسية في الشارع المسيحي.

غير أن مصادر مراقبة لفتت عبر "المركزية" إلى أن التعقيدات التي تطبع الصورة الحكومية لا تمنع بعض القيمين على مطبخ التشكيل، من الاستمرار في ضخ الأجواء الايجابية  في فضاء التأليف. ولا يخفى أن بين سطور خطوات من هذا النوع محاولات لاستيعاب غضب الشارع المحتقن الذي قد ينفجر في وجه السلطة عصر اليوم في محيط مجلس النواب تحديدا.

وأكدت المصادر أن من بين هذه الاشارات الايجابية إقدام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على إلغاء مؤتمر صحافي كان مقرراً الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في بنشعي، كان يفترض أن يخصصه لضخ جرعة من التصعيد السياسي في الميدان الحكومي، مطالبا بوزير آخر، إلى جانب لميا يمين الذي كان سماها لوزارة الأشغال، وهي الوزارة الخدماتية الأهم والتي نجح فرنجية في الاحتفاظ بها للمرة الثالثة على التوالي.

وإذا كان مراقبون يرجحون أن يكون "حزب الله" قد طلب من حليفه التاريخي إرجاء تصعيده إلى أجل غير مسمى في محاولة لإبعاد التوليفة الحكومية الموعودة عن خطر الانفجار بفعل برميل البارود السياسي الذي تتحرك فوقه السجالات الحكومية، فإن المصادر تبدو أكيدة من أمرين: أولهما أن الزعيم الشمالي، ذو الاسم الحاضر دائما على لائحة المرشحين الرئاسيين، لا يريد من تصعيده الحكومي فتح الجبهة ضد الرئيس المكلف، بقدر محاولة قطع الطريق على إعطاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الثلث المعطل، علما أن البعض يعتبر أن الجميع متفقون على عدم إعطاء أحد امتياز الثلث المعطل، لأن الوقت ليس لتصفية الحسابات، بل لتأليف حكومة تضع نصب أعينها حل أزمات الناس ومشكلاتهم.

أما الأمر الثاني الذي تيدو المصادر أكيدة منه فيكمن في عودة الرئيس نبيه بري إلى لعب دوره في ابتكار المخارج والحلول، معتبرة أن في ذلك مؤشرا إلى أن الحكومة في "العناية الفائقة"، في انتظار تذليل ما بقي من عقبات، أبرزها عقدة وزارة الاقتصاد التي يعمل "طباخو التشكيل" على إسنادها إلى شخصية مقربة من ثلاثي عون-دياب- التيار الوطني  الحر، في استعادة لتجرية "الوزير الملك" التي كانت أطاحت حكومة الرئيس الحريري الأولى بعد انتخابات 2009.

وفي موازاة هذه الصورة المحلية، لم تسقط المصادر من حساباتها أن تكون وراء العقد "المحلية الصنع" مطبات إقليمية تزرع الألغام على طريق الحكومة المنتظرة، ويدل إليها بوضوح توتر العلاقات السورية- الايرانية، بعد الدخول الروسي إلى سوريا، معطوفا على الاحتجاجات التي تهز ايران والعراق منذ شهور.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o