Jan 17, 2020 3:18 PM
خاص

تداعيات تصنيف بريطانيا "حزب الله" بالكامل إرهابياً...
حمدان: على لبنان إعادة النظر في سياسته الخارجية وأولوياته

المركزية - أعلنت وزارة الخزانة البريطانية، أنها أدرجت "حزب الله" اللبناني بالكامل تحت قانون تجميد أصول الجماعات الإرهابية لعام 2010، مشددة على أنها صنفت منظمة "حزب الله" برمتها على أنها جماعة إرهابية بموجب قواعد الإرهاب وتمويل الإرهاب، وبالتالي سيتم تجميد أصولها. في حين كان الجناح العسكري للحزب في السابق، هو الوحيد الخاضع لتجميد الأصول بموجب قواعد حكومة المملكة المتحدة. فما هي تداعيات هذا التصنيف على لبنان؟

القائم بأعمال السفارة في لندن سابقاً هشام حمدان أكد لـ"المركزية" "أن هذا التصنيف سيزيد من الصعوبات التي تواجه لبنان. وعلى رغم أنه لا يُلزِم أياً من دول المجتمع الدولي، لأنه غير صادر عن مجلس الأمن، لكنه في الحقائق العلمية، يأخذ مدىً واقعياً وتتعامل معظم الدول مع لبنان مع أخذه بعين الاعتبار، بما أنه صدر عن مؤسسة وقوة عالمية كالخزانة البريطانية".

وأضاف: "التجربة بهذا الامر ليست جديدة. عندما قامت الولايات المتحدة الاميركية بتصنيف "حزب الله" بأنه منظمة إرهابية وأدخلت لبنان ضمن مجموعة من الدول الـ32 في العالم التي اعتبرتها من الدول الراعية للارهاب او التي لديها مجموعات موصوفة بالارهاب او انها تحبذ الارهاب، أخذ هذا القرار الاميركي، بعداً كبيراً وأصبح ضاغطاً على لبنان بشكل لا يُخفى. وعانى اللبنانيون في الماضي، الأمرّين عند دخولهم وخروجهم من أي مرفأ الى أي بلد في العالم، ومن ثم حرِصت معظم شعوب هذه الدول على أن توصي أبناءها ومواطنيها بعدم السفر الى لبنان، ما أثّر أثراً سلباً على السياحة وحركة الاستثمار الاقتصادي في لبنان".

وتابع: "كذلك، لدينا تجرية مريرة في هذا الصدد، في بلد يُعتَبر من أكثر البلدان الصديقة للبنان وهو المكسيك، الذي اختار بلداً عربياً آخر ليكون مدخله الى الشرق الاوسط بدل لبنان، هذا البلد لم يكن لديه حتى سفارة هناك، بينما كان لبنان يحتفل بالذكرى السبعين لعلاقاته الدبلوماسية، ولم يكن لديه اي مغترب هناك، فيما لبنان لديه مجموعة مهمة من الاغتراب تملك ما لا يقل عن 10 في المئة من الناتج القومي للمكسيك، وعلى رغم كل هذا التاريخ الوطيد من العلاقة الانسانية والصداقة بين البلدين، الا ان المكسيك اختار بلداً آخر. كل ذلك، بسبب هذا التصنيف وبسبب الصعوبات التي تواجهها الدول اذا اختارت ان تتعامل مع لبنان غصباً عن القرار الاميركي".

وختم: " يجب ان نكون واقعيين وان نفهم ان اذا أردنا ان نواجه مثل هذه الدول، علينا ان نتحمّل العواقب، فهل يستطيع لبنان ان يتحمّل مثل هذه التداعيات؟ ان الامور تفترض وتحتاج الى إعادة نظر في سياستنا الخارجية وفي الاولويات، وعلينا قبل كل شيء ان نعود إلى وطننا والى حماية انفسنا وحماية بيتنا، وان نجمّع انفسنا مجدداً ونكوّن وحدتنا الوطنية لنستطيع مواجهة هذه المرحلة الجديدة من العولمة وهذا التاريخ المتسارع من الحركة العالمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o