Jan 17, 2020 1:42 PM
خاص

"غزوة الحمرا": ماذا خلف الحقد تجاه العاصمة؟

المركزية- اذا كان من وصف يُطلق على شارع الحمرا الذي شهد منذ يومين اشتباكات بين القوى الامنية والمتظاهرين، فـ"ساحة الحرب" افضل تعبير بالاستناد الى حجم الاضرار واعمال الشغب التي طالت املاكاً عامة وخاصة تعكس "حقداً دفيناً" تجاه هذا الشارع الذي يُشكّل بتنوّع سكانه واجهة اساسية للعاصمة بيروت.

فعلى احقية "غضب" اللبنانيين تجاه الاجراءات المتشددة التي تُطبّقها المصارف، باعتبار ان شارع الحمرا يعجّ بفروع معظمها، والتقنين الذي تفرضه على عمليات السحب النقدي، الا ان ما حصل في وسط العاصمة منذ ايام وما خلّفه من اضرار جسيمة بواجهات المصارف والمحال التجارية فضلاً عن العدد الكبير في جرحى القوى الامنية لا يُبرّر ما حصل مهما كانت دوافعه ومسبّباته.

وانطلاقاً من قول الرئيس سعد الحريري في معرض ادانته لاعمال الشغب في شارع الحمرا "ان "الأمر يتعلق بهجمة تستهدف بيروت ودورها كعاصمة ومركز اقتصادى معنى بأرزاق جميع اللبنانيين"، سألت اوساط سياسية مراقبة عبر "المركزية" "عن الهدف وراء ما جرى وهل من خطة وضعتها جهات معيّنة ارادت توجيه رسائل سياسية من خلال شارع الحمرا بالذات في اتّجاه قوى سياسية واشخاص محددين مضمونها "اننا قادرون على حرق الاخضر واليابس اذا لم تسيروا بما نريد ولم تُنفّذوا ما نطلب منكم"؟ 

فاذا كانت بيروت عاصمتنا جميعاً كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في سياق ادانته لاعمال الشغب والتكسير، لماذا هذا "الحقد" تجاهها؟ تضيف الاوساط "وهل من مخطط لاستغلال مطالب الثوّار المحقّة لغايات في نفس جهات تريد ارسال اشارة "نارية" الى الخصوم في السياسة بان "الامر لي" وان بوصلة وجهة الشارع في يدي". 

وفي معرض التساؤل عن معاقبة مثيري الشغب او من يوصفون بـ"المندسين"، تسأل الاوساط السياسية "لماذا هذا الكمّ من الرغبة في التخريب والتكسير في شارع الحمرا في وقت ان الثورة في مناطق أخرى  كطرابلس وعكار وصيدا وبعلبك تحافظ على سلميتها وحضارتها ولا تزال مطالبها نفسها منذ اليوم الاوّل على انطلاقتها وتُنظّم فيها وقفات احتجاجية سلمية امام المصارف ومحال الصيرفة والمؤسسات العامة"؟

وعلى قول الرئيس بري ايضاً "اذا كان الحراك بهذا الشكل فهو لا حراك ولا ثورة"، اشارت الاوساط الى "ان هناك فريقين في الشارع، واحد يُمثّل الصورة الحقيقية للثورة ويُعبّر بطريقة حضارية وسلمية عن مطالبه المحقّة ويوجّه بوصلة تحرّكاته السلمية في اتّجاه الاماكن التي يعتبرها "بؤر فساد"، في مقابل فريق اخر لا يفهم من الثورة سوى اعمال الشغب والتكسير والاعتداء على الاماكن العامة والخاصة ضد مناطق دون سواها لها رمزيتها، وابطاله معروفون بالهوية السياسية مهما حاولوا الاختباء خلف بيانات الاستنكار".

اما القوى الامنية التي كان لها نصيبها من "غزوة الحمرا" بسقوط عشرات الجرحى في صفوفها، فذكّرت الاوساط بقول المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عثمان في المؤتمر الصحافي الذي عقده امس لشرح ملابسات ما حصل "بأن القوى الامنية لكل المواطنين ومهمتها الاساسية حمايتهم"، فلماذا الاعتداء على عناصر امنية دورها منع التعدّي على الاملاك العامة والخاصة"؟

على اي حال، اذا كان الموقوفون في حادثة "غزوة الحمرا" قد اُطلق سراحهم تباعاً، يبقى السؤال المشروع بحسب الاوساط المراقبة "من يعّوض الخسائر التي لحقت باصحاب المحال التجارية والمصارف التي تلقت في نصيبها "وعالتقيل"؟ ولمَ لا تتم محاسبة هؤلاء المشاغبين-المخرّبين وانزال اشدّ العقوبات بهم كي يكونوا عبرة لغيرهم ممن "يدّعون" انهم يدافعون عن حقوقهم المسلوبة من المصارف في حين انهم يسرقون العناوين والشعارت النبيلة لثوّار انتفاضة 17 تشرين" ويشوّهون صورتها"؟ وماذا عن المندسين من غير اللبنانيين الذين شاركوا في ما حصل في شارع الحمرا كما تردد. هل سيتم الكشف عنهم وتوقيفهم"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o