Jan 16, 2020 3:12 PM
خاص

دمشق تصر على استعادة ادلب: عشرات القتلى في القصف النظامي
موسكو تتخلى او تكاد عن اتفاق "وقف النار" في المحافظة.. وتركيا تحذّر!

المركزية- رغم سريان وقف لاطلاق النار بموجب اتفاق روسي- تركي، قتل عشرات المدنيين والمقاتلين منذ يوم الأربعاء في معارك عنيفة وغارات جوية مستمرة في محافظة إدلب السورية مع سعي قوات النظام للتقدم باتجاه مدينة استراتيجية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس عن "اشتباكات اندلعت قرابة منتصف ليل الأربعاء الخميس جنوب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، تزامنت مع غارات سورية وروسية كثيفة"، أسفرت عن مقتل "22 عنصراً من الفصائل، غالبيتهم من هيئة تحرير الشام مقابل 17 عنصراً من قوات النظام والمجموعات الموالية لها".

وجاءت حصيلة المعارك غداة مقتل 18 مدنياً على الأقل، بينهم طفلان وعنصر من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل)، جراء غارات شنّتها قوات النظام على مدينة إدلب، استهدفت المنطقة الصناعية وسوق الهال فيها خلال وقت الذروة، بحسب المرصد.

ورغم اتفاقات هدنة كثيرة تم التوصل اليها في السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان دمشق لا تزال تصر على استعادة ادلب ضاربة بعرض الحائط التفاهمات الدولية المذكورة.

وتشرح ان قوات النظام تمكّنت منذ ليل الأربعاء من السيطرة على قريتين على الأقل، بحسب المرصد، لتصبح على بعد نحو سبعة كيلومترات جنوب معرة النعمان، المدينة التي باتت وفق الأمم المتحدة شبه خالية من سكانها.

ويأتي تقدمها هذا بعد ان سيطرت، خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة أواخر آب الماضي، على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق. ويتركز التصعيد العسكري اليوم على مدينة معرة النعمان، الواقعة أيضاً على هذا الطريق الاستراتيجي. ما يعني وفق المصادر، ان دمشق تسعى خلال هجماتها الأخيرة على إدلب إلى استعادة السيطرة تدريجياً على جزء من هذا الطريق يمر في محافظة إدلب.

وهنا، تسأل المصادر، هل يوافق الروس على اداء النظام التصعيدي هذا؟ وهل سيتدخل الكرملين لدى الرئيس بشار الاسد، للجم اندفاعته العسكرية الميدانية نحو ادلب وحفظ وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان؟ على الارجح، هذا لن يحصل. فمشاركة القوات الروسية في قصف ادلب، تدل الى رضى ضمني بخطة دمشق للتخلص من المتشددين المنتشرين في المنطقة، وتعني ايضا ان موسكو ربما، بدورها، باتت في حل من اتفاق الهدنة، خاصة وان غاراتها تأتي غداة اللقاء الذي جمع في موسكو قبل أيام، رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان، برئيس استخبارات النظام السوري علي مملوك، والذي يبدو أنه لم يفض إلى تفاهمات واتفاقات واضحة.

وكان اردوغان حذر النظام السوري من خرق "التهدئة"، وقال في خطاب أمام حزب "العدالة والتنمية" الثلثاء الماضي، "إذا استدعت الضرورة فنحن نملك العزيمة على وقف خروقات النظام (السوري) لوقف إطلاق النار" في إدلب.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o