Jan 15, 2020 3:15 PM
خاص

اقتراح بريطاني لابرام تفاهم نووي جديد: "اتفاق ترامب"
رفضّ ايراني "مُتوقَّع"..هل يعكس حقيقة موقف طهران؟

المركزية- رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني اقتراحا لإبرام اتفاق جديد أُطلق عليه اسم "اتفاق ترامب" بهدف حل النزاع النووي قائلا إنه عرض "غريب". وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنكوثه دوما بتعهداته. وقال روحاني إنه يجب على الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية مضيفا أن إيران يمكنها العدول عن الخطوات التي اتخذتها لتقليص التزامها بالاتفاق.

كما انتقد روحاني الأطراف الأوروبية التي فعّلت آلية فض النزاع التي يشملها الاتفاق قائلا إنها فشلت في الوفاء بتعهداتها.

من جانبه، رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أي مفاوضات نووية مباشرة مع الولايات المتحدة قائلا إنه ليس واثقا إلى أي مدى يمكن أن يستمر أي اتفاق يبرمه الرئيس ترامب. وقال ظريف في مؤتمر أمني في نيودلهي "لدينا اتفاق أميركي انتهكته الولايات المتحدة. إذا أصبح لدينا اتفاق يبرمه ترامب، إلى أي مدى يمكن أن يستمر، عشرة شهور أخرى"؟ وأشار ظريف الى أن الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية في 2015 "من أفضل الاتفاقات".

هذه المواقف الايرانية تأتي غداة دعوة اطلقها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس للرئيس الأميركي، إلى إبرام اتفاق جديد يحل محل الاتفاق النووي الإيراني، لضمان ألا تحصل الجمهورية الإسلامية على سلاح نووي. وقد أشاد ترامب بمقترح جونسون وكتب عبر "تويتر" أنه يؤيد ما ذهب إليه رئيس الحكومة البريطانية بشأن استبدال الاتفاق النووي الذي كانت واشنطن انسحبت منه عام 2018.

وكان جونسون قال خلال مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "من وجهة النظر الأميركية يعد الاتفاق معيبا... فضلا عن أن الرئيس أوباما هو من تفاوض عليه". وتابع "لنستبدله باتفاق ترامب. هذا ما نحتاج أن نراه. الرئيس ترامب رجل صفقات بارع، بشهادته، وشهادة كثيرين غيره". وأضاف "لنتعاون من أجل استبدال خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) ونصل إلى اتفاق ترامب بدلا منها".

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن التصلب الايراني ازاء الطرح البريطاني، طبيعي وغير مفاجئ. فهل يتوقّع محلل او خبير ان تسارع ايران الى الترحيب، بفكرة ابرام تفاهم جديد مع ترامب؟! قطعا لا. الا ان موقفها العلني هذا، لا يعكس في الضرورة حقيقة ما تريد. فالجمهورية الاسلامية- وبعد بلوغ الاتفاق النووي منعطفا جديدا بإعلان فرنسا وبريطانيا وألمانيا أمس، تفعيل آلية فض المنازعات في إطار الاتفاق، ردا على الإجراءات التي اتخذتها طهران لتخفيف التزاماتها – باتت تدرك جيدا ان الاتفاق يلفظ أنفاسه الاخيرة وان انتهاكاتها له، كان لها الدور الأبرز في ايصاله الى هذه الخواتيم "غير السعيدة".

وهي تقف اليوم امام خيارين، الصبر على العقوبات الاميركية والرهان على سقوط ترامب في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، فتبرم اتفاقا جديدا مع خلفه على امل ان يكون أكثر ليونة منه. أو أن "تصرخ" من الم الحصار التجاري الاقتصادي المفروض عليها، وتذهب في أقرب فرصة الى الجلوس الى طاولة المفاوضات مع الادارة الاميركية الترامبية لايجاد ارضية تفاهم "نووية- سياسية- عسكرية" شاملة بينهما.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o