Jan 14, 2020 2:33 PM
خاص

لبنان ينتظر جوابا اميركيا على نقطة انطلاق ترسيم الحدود
وقبرص مستعدة لحسم الخلاف البحري بعد تشكيل الحكومة

المركزية- فيما كان ينتظر ان يبدأ مسار التنقيب عن الغاز مطلع العام انطلاقا من البلوك رقم 4 مع وصول باخرة الحفر التابعة لشركة توتال الى بيروت بين 2 و3 كانون الثاني، على ان يبدأ الاستكشاف ميدانيا منتصف الجاري، ليليها الحفر في البلوك "9" جنوباً، طرأ تأخير في التحضيرات للبدء بالاستكشاف، دفع إلى إرجاء انطلاق هذا المسار الى شهر شباط المقبل، اذ افادت المعلومات أن فريق "توتال" سيصل إلى لبنان في 28 الجاري، اثر إنجاز الشركة "مهام في مصر حيث تستخدم حفارة ضخمة لاستخراج الغاز ستستقدمها نفسها الى لبنان لبدء اعمالها رسمياً.

لكنّ السلاسة المتوافرة للتنقيب مقابل شاطئ جبيل لا تنسحب على سائر البلوكات النفطية حيث ثمة اشكاليات جدية لا سيما جنوبا في ضوء عدم انجاز ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل بعد تعثر مهمة الوسيط الاميركي ديفيد شينكر عند نقطة اساسية، من اين يبدأ الترسيم.

تقول مصادر معنية بالملف لـ"المركزية" ان لبنان ينتظر الجواب الاميركي على الموقف اللبناني بشأن ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، بعدما تم التوصل من خلال المفاوضات الاميركية الى اتفاق من 6 بنود بتّت جولات اللقاءات المكوكية خمسة منها وبقي واحد يتصل بتزامن الترسيم البحري والبري. ذلك ان الوسيط الاميركي يصر، بناء للرغبة الاسرائيلية، على البدء بالترسيم البري على ان يليه البحري في مرحلة لاحقة، باعتبار ان بت الترسيم البري ينهي الخلاف البحري بعد الاتفاق على نقطة الناقورة.

وتشير المصادر الى ان استنادا الى تقرير دبلوماسي، فإن النقطة الأولى في رأس الناقورة هي منطقة مهمّة للغاية، أوّلاً لتأثيرها على مجرى ترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، ولأنها تملك امتيازاً جغرافيّاً، يسمح لمن يسيطر عليها بالإشراف النظري على مساحة هائلة من البحر والبرّ الفلسطينيين، بدءاً من شاطئ مستوطنة "روش هانيكرا" الملاصق لرأس الناقورة وصولاً إلى رأس مدينة حيفا المحتلّة. ولا يوفّر ضبّاط العدوّ الإسرائيلي اجتماعاً من اجتماعات اللجنة الثلاثية مع الأمم المتحدة والجيش اللبناني، إلا ويكرّرون مطالبتهم بهذه البقعة، فيما يؤكّد الجانب اللبناني لبنانيتها والتمسّك بها، ذلك أن أي تراجع عن هذه النقطة ولو حتى أمتاراً قليلة، يعطي أفضليّة للعدو، جغرافية وحقوقية متعلّقة بالحدود البحرية وترسيم حدود المنطقة الخالصة، التي تشترك في رسمها عوامل أخرى حكما.

وتوضح المصادر ان لبنان يتمسك بالبدء بالترسيم من البحر على ان يستكمل في البر، خشية ان تنجز واشنطن الترسيم البري بهدف انهاء دورالمقاومة وتتوقف عن اكمال الترسيم البحري لجملة اسباب، كطرح توقيع معاهدة عدم اعتداء مع اسرائيل بانتظار السلام الشامل وغيرها من الاقتراحات. وتؤكد ان الطروحات الاميركية لوكانت سليمة لتابعت المهمة وما اوقفت وساطتها واعادت البحث في مواضيع تم الاتفاق عليها وبتها، مع تعاقب خمسة مسؤولين على الملف من فريديرك هوف الى اموس هولشتاين الى ديفيد ساترفيد وديفيد هيل الى ديفيد شنكر.

وتنقل المصادر عن مسؤول لبناني رفيع قوله ان الولايات المتحدة الاميركية وبعد ان تنهي الترسيم البري وتسحب ذريعة المقاومة ليصبح الجنوب بعهدة الجيش، قد تعمد الى المماطلة بترسيم البحر وتترك لاسرائيل مهمة العرقلة الامر الذي يضع لبنان في وضع معقد، بحيث لا يمكن والحال هذه، ان يرفع شكوى دولية على اسرائيل لانها لم توقع على اتفاقية البحار ويصبح مضطرا لتقديم تنازلات في البحر.

وفيما يترقب لبنان عودة شينكر لمعرفة موقف بلاده،لا تتوقع المصادر ان يكون هذا الموعد قريبا نسبة لجملة تطورات مؤثرة طرأت على الملف من شأنها على الارجح استعجال حسم الخلاف الحدودي البحري والبري اللبناني – الاسرائيلي، لعل ابرزها الخلاف الاقليمي على خطوط نقل النفط عبر الاتفاق الاخير الاسرائيلي- القبرصي- اليوناني الذي تعترض عليه تركيا وتطالب ان تكون من ضمن خطوط النقل والمحطة لديها لا في قبرص. وتفيد ايضا، ان قبرص ابلغت لبنان استعدادها لحسم خلافها الحدودي البحري مع لبنان الا انها تنتظر تشكيل الحكومة لانطلاق المفاوضات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o