Jan 14, 2020 7:32 AM
صحف

كارثة ‏اقتصادية ومالية واجتماعية مكتملة العناصر..ومشاهد قاتمة ترتسم عند اللبنانيين

حجم الصورة المأساوية للواقع اللبناني، بات أكبر من أن يُحتوى، ‏المشهد الحياتي أقلّ ما يقال فيه أنّه لم يعد يطاق؛ صار المواطن ‏يشعر بثقل الايام المقبلة، وترتسم في مخيّلته، منذ الآن، المشاهد ‏القاتمة التي تنتظره. خصوصاً وان معالم الكارثة قد بدأت ترتسم من ‏خلال المؤشرات والحقائق التالية:‏
‏- أولاً، المواد الاستهلاكية تتضاءل، ولن يطول الامر اكثر من شهر أو ‏شهرين على الأكثر حتى تختفي من المتاجر لائحة طويلة من المواد ‏الحيوية، من ضمنها موادّ غذائية أساسية.‏
‏- ثانياً، سعر صرف الدولار يرتفع بشكل يومي، وهو يبدو بلا سقف. ‏وكذلك اسعار السلع، وتآكل القدرة الشرائية للمواطن.‏
‏- ثالثاً، المؤسسات تغلق تباعاً. وكما كان معروفاً قبل نهاية العام ‏‏2019، انّ قسماً كبيراً من المؤسسات تنتظر حتى مطلع 2020 لتتخذ ‏قرارها. وقد بدأت طلائع قرارات الإقفال في الظهور، وستكون اللائحة ‏طويلة وكارثية على الناس. وسيرتفع منسوب الفقر والعوز والبطالة.‏
‏- رابعاً، الكارثة الصحية حلّت تقريباً، وصار الدخول الى المستشفى ‏مغامرة غير محسوبة النتائج، لأنّ المستلزمات الطبية نفدت بقسم ‏كبير منها، وباتت المستشفيات عاجزة عن إجراء انواع كثيرة من ‏العمليات الجراحية.‏
‏- خامساً، الخدمات الأساسية وفي مقدمها الكهرباء تضمحلّ. وبدلاً من ‏الـ24 ساعة الموعودة، سيشهد البلد تقنيناً إضافياً قد يزداد في حال ‏ارتفع سعر النفط اكثر.‏
‏- سادساً، المدارس تعاني ضائقة مالية مرتبطة بعجز قسم كبير من ‏الأهل عن تسديد أقساط أولادهم. وهناك من يؤكد أنّ عدداً من ‏المدارس الخاصة ستُضطر الى إغلاق ابوابها في العام المقبل.‏
‏- سابعاً، الإجراءات الظالمة في البنوك مستمرة، وقلق الناس على ‏مدّخراتها مُبرّر، ولا تطمينات حقيقية تخفّف من المعاناة.‏
‏- ثامناً، كلّ يوم يسمع اللبناني مصيبة على وشك الحصول. مرة تظهر ‏مؤشرات أزمة محروقات، وغشّ في العدادات، ومرة أخرى أزمة رغيف، ‏وبعدها أزمة غاز، ومؤخراً أزمة انقطاع الانترنت...‏
‏- تاسعاً، الطرقات تطوف، حوادث الطرق بسبب إهمال البنية التحتية ‏ترتفع، جرائم السرقة والاعتداءات تتزايد، وكذلك حوادث الانتحار بسبب ‏الضائقة المالية.‏
‏- عاشراً، لا يشعر المواطن بوجود مسؤول مُدرك للمصيبة التي حلّت ‏بالبلد، ولا تزال الطبقة السياسية في معظمها تتصرّف وكأنّ البلد في ‏ألف خير.‏
في إطار هذه الصورة السوداء، يبدو الوضع مفتوحاً على كارثة ‏اقتصادية ومالية واجتماعية مكتملة العناصر، فيما السلطة غائبة ‏بشكل تام، وكأنّ لا سلطة، والدولة ماضية على طريقة "ماشية والرب ‏راعيها" .‏

"الجمهورية"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o