Jan 10, 2020 4:30 PM
تحليل سياسي

التأليف بين غياب مؤشرات الولادة وتفاؤل حزب الله المُفرِط
الدولار يلامس الـ2500 ليرة وسـلامة عند عون والراعي
السيستاني: لعدم السماح للقوى الخارجية بتحديد مصير البلد

المركزية- الى عتبة الـ2500 ليرة قفز سعر الدولار اليوم... والآتي اعظم. كل التحذيرات الداخلية والخارجية للرؤساء والمسؤولين السياسيين منذ اشهر، لا بل سنوات، من مغبة ترك البلاد لمصيرها الاسود الذي خطتّه اناملهم بحبر تسوياتهم المشبوهة وصفقاتهم ومحاصصاتهم، لم تلقَ اذانا صاغية، ولا تُرِك المجال لها حتى "لحفظ خط الرجعة". وكل تخفيضات تصنيفات المؤسسات الائتمانية المتتالية التي بلغت الحضيض لم تحرك الحسّ الوطني لدى اي مسؤول لوقف التدحرج الدراماتيكي السريع نحو الانهيار الحتمي ولسان حال المسؤولين ازاءها جرعات طمأنة ثبُت انها غير واقعية ولا تستند الى اي معطى حسّي.

ولا يقتصر التدهور على الوضع المالي، اذ ان السياسي في اسوأ حال ومثله الاجتماعي مع استمرار دوران جهود تشكيل الحكومة في حلقة مفرغة وارتفاع منسوب معاناة المواطنين على كل الاصعدة الى الحد الاقصى وقد اضيف اليه التقنين الكهربائي الحاد  الذي اججّ الثوار ودفع المزيد منهم الى التظاهر امام شركات الكهرباء.

ومع بلوغ سعر صرف الدولار ارتفاعه حيث سجل اليوم ٢٤٥٠ ليرة لبنانية لدى الصرافين، عزت مصادر مالية الامر الى غياب التفاؤل بتشكيل الحكومة قريبا والأوضاع غير المستقرة في المنطقة.

سلامة عند عون والراعي: هذا الواقع حمل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على زيارة  قصر بعبدا، حيث اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الأوضاع المالية والنقدية في البلاد وعمل البنك المركزي في هذا الصدد. وحضر اللقاء وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي. كما زار الحاكم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للغاية نفسها.

جمود حكومي: اما في المقلب الحكومي فلم يُسجل أي تقدم في الساعات الأخيرة في ما يخص المشاورات لتأليف الحكومة، وعلم ان الامور تتسم بالجمود منذ 48 ساعة. وبحسب mtv فإن "الجميع ينتظر الجميع أي انّ قصر بعبدا بانتظار دياب والأخير بانتظار أسماء من قصر بعبدا والتيار الوطني الحر"، في وقت اكدت مصادر الرئيس المكلف انه "متمسك بحكومة من 18 وزيراً من الاختصاصيين وأنه لن يعتذر"، وبالتالي فإن ما تقدّم لا يشير إلى بوادر إيجابية بشأن موعد محدد مرتقب لولادة الحكومة. من جهتها، أشارت مصادر مطلعة للـOTV الى ان رئيس الجمهورية ينتظر رد دياب على ملاحظاته الجوهرية التي اعطاها على التشكيلة الاخيرة.

ولادة في الساعات المقبلة! هذه الاجواء خالفتها مناخات التشكيل لدى حزب الله الذي اكدت مصادر مقرّبة منه لـ"المركزية" "ان الاجواء ايجابية والدخان الابيض قد يتصاعد في الساعات القليلة المقبلة وفق صيغة الثمانية عشر وزيراً التي اتّفق عليها الرئيسان عون ودياب وثبّتاها في لقائهما الاخير في قصر بعبدا". ولفتت الى "ان اتّفاق الرئيسين عون ودياب كرّس وزارتي الاقتصاد لدميانوس قطّار الذي رشّحه الرئيس المكلّف والخارجية للسفير ناصيف حتّي، وبذلك تُصبح مراسيم صدور الحكومة قاب قوسين او ادنى". ولفتت المصادر المقرّبة من حزب الله الى "ان الثنائي الشيعي سيُسلّم اسماء وزرائه في الساعات المقبلة". واشارت الى "ان الرئيس المكلّف لن يتراجع ولن يعتذر عن مهمة التشكيل كما يشتهي البعض، اما الكلام عن عودة الرئيس سعد الحريري الى المشهد الحكومي غير وارد وهو اصلاً اعلن انه لن يعود الى السراي الحكومي الا اذا تحققت مطالبه المعروفة منذ استقالته. واوضحت "ان لا تباين في وجهات النظر بين الثنائي الشيعي في مسألة اعتذار دياب واعادة تكليف الحريري كما يصوّر، وانما نظرية التكامل مئة بالمئة غير واردة وهو ما ظهر في استحقاقات عديدة".

الحريري راجع: وليس بعيدا، افادت مصادر مطلعة "المركزية" ان الرئيس الحريري الذي امضى عطلة الاعياد في الخارج مع عائلته سيعود الى بيروت نهاية الاسبوع.

التقنين والاعتصامات: ميدانيا، اعتصم محتجون امام محال الصيارفة في الحمرا. كما واصل آخرون التحرك امام مؤسسات الكهرباء في المناطق احتجاجا على انقطاع التيار. فاعتصم اهالي عاليه وناشطون من الجوار أمام مركز كهرباء عاليه احتجاجا على الانقطاع القاسي في التيار الكهربائي والذي وصل الى قرابة الـ 18 ساعة. وتجمّع عدد من الشبان أيضا أمام وزارة الطاقة اعتراضا على الواقع العام للكهرباء. كذلك الأمر في حلبا- عكار، حيث انتشرت دعوات للاعتصام امام شركة كهرباء لبنان احتجاجا على التقنين. وفي مدينة بعلبك، انتقل المحتجون من مبنى مؤسسة الكهرباء في دورس، إلى مبنى المالية الاقليمية في المحافظة، وأقفلوا الباب الخارجي للمبنى، مرددين شعارات منددة بسلطة المال. وفي طرابلس، اعتصم محتجون أمام الدائرة المالية، ومنعوا الموظفين والمواطنين من دخولها، وسط إجراءات لعناصر امنية أمام المدخل الخارجي.

الجيش والبداوي: من جانبها، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان ان "في تاريخ 9 / 1 / 2020، أقدم عدد من الشبان على قطع الطريق العام في منطقة البداوي بواسطة الحجارة الاسمنتية، وعلى الفور تدخلت الوحدات المنتشرة في المنطقة لفتح الطريق، فأقدم هؤلاء على رشق عناصر الجيش بالحجارة وقنابل المولوتوف، ما أدى إلى إصابة 14 عسكرياً بجروح مختلفة، وقد تمّ توقيف 8 أشخاص لارتكابهم أعمال شغب والتسبب بإصابة العسكريين أثناء قطع الطرقات في المحلة. وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص".

بلدية بيروت: الى ذلك، نفّذ اعتصامان أمام بلدية بيروت، الأول لمطالبة رئيس البلدية والمحافظ بالاستقالة، احتجاجا على الفساد و"التلزيمات بالتراضي"  والثاني للتضامن. وحصل إشكال بين الطرفين عملت عناصر قوى الأمن الداخلي على تفريق المتظاهرين. وتم قطع السير عند تقاطع جريدة النهار وتحويله الى الطرق الفرعية.

بين سرحان واليابان: على صعيد آخر، استقبل وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ألبرت سرحان سفير اليابان في لبنان تاكيشي أوكوبو الذي أكد حرص دولته على حسن العلاقة بين لبنان واليابان "بحيث لا تؤثر قضية غصن على العلاقات الثنائية". كما شدد على "استقلالية القضاء اللبناني في معالجة كل القضايا ومنها الملف القضائي لغصن". الى ذلك، أعلن محامي كارلوس غصن الياباني فرانسوا زيمراي أن السلطات اليابانية تقاعست عن ترتيب محاكمة عادلة تحترم الحقوق العالمية. وقال في بيان: "كان يتعين على المدعين اليابانيين إثبات إدانة غصن لا أن يثبت هو براءته ومن المفترض أن يثبت الادعاء الذنب لا أن يثبت المتهم البراءة". في المقابل، أرسل المحققون اليابانيون طلبًا إلى الانتربول لوضع زوجة الرئيس السابق لـ "نيسان" كارول غصن، على قائمة المطلوبين الدولية، وذلك بعدما أصدرت النيابة العامة في اليابان في حقها مذكرة توقيف بشبهة الإدلاء بشهادة زائفة، خلال التحقيق بشأن زوجها.

السيستاني: اقليميا، ندد آية الله علي السيستاني المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق بالهجمات التي تبادلتها الولايات المتحدة وإيران على أرض العراق وحذر من تدهور الأمن في البلد والمنطقة على نحو أشمل نتيجة المواجهة بين واشنطن وطهران. وقال السيستاني إن هذه الهجمات تنتهك سيادة العراق ولا ينبغي السماح للقوى الخارجية بتحديد مصير البلد. وأضاف: يجب أن يحكم العراق أبناؤه ولا دور للغرباء للتحكم في مصيره. الطائرة المنكوبة: من جهة ثانية، صرحت إيران اليوم أنها تستطيع التأكيد بأن طائرة البوينغ الأوكرانية التي تحطمت الأربعاء بالقرب من طهران "لم تصب بصاروخ". في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لا يستبعد احتمال سقوط طائرة شركة الخطوط الدولية الأوكرانية في إيران هذا الأسبوع نتيجة إصابتها بصاروخ مما أدى لمقتل جميع من كانوا على متنها لكن ذلك لم يتأكد حتى الآن. ولفت الى أنه سيتناقش مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن التحقيق في وقت لاحق اليوم. وليس بعيدا، سلّم مسؤولون أميركيون "معلومات مهمة" لكييف تتعلق بالطائرة التي تحطّمت في إيران، وفق ما أفاد وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو. وقال بريستايكو عبر تويتر "التقينا أنا والرئيس فولوديمير زيلينسكي بممثلين عن الولايات المتحدة. حصلنا على معلومات مهمة سيحللها خبراؤنا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o