Jan 08, 2020 4:11 PM
تحليل سياسي

الثنائي الشيعي يعيد حساباته التشكيلية: حكومة لمّ شمل جامعـة
بعبدا لا تمانع...وكوبيش: ابقاء لبنان دون حكومة عمل غير مسؤول
رد ايراني يحفظ ماء الوجه: استهداف قاعدتين اميركيتين ولا ضحايا

المركزية- ما كان سارياً على واقع التشكيل الحكومي قبل اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني لم يعد كذلك بعده. حكومة الاختصاصيين التي ما زال يسعى لدفعها الى النور الرئيس المُكلف حسّان دياب، لم تعد تبدو عملة رائجة ولا تفصيلا صغيرا في فريق محور الممانعة اللبناني. رئيس مجلس النواب نبيه بري ابلغ اليوم الرسالة "الى من يعنيهم الامر"، "المرحلة تستدعي حكومة لمّ شمل جامعة" ونقطة عالسطر. فهل ان حسان دياب المنتمي الى مرحلة ما قبل سليماني لم يعد صالحاً للحقبة المستجدة التي قد تتطلب حكومة تواكب خطورة الاوضاع من رأسها حتى اخمص القدم؟ حكومة يرأسها من هو ملم بالواقع السياسي الطارئ وما تستوجبه مقتضيات الصراع الاقليمي المفتوح على كل الاحتمالات بما فيها الحرب الشاملة، يملك من القدرة ما يمكنه من تحمل الضغوط الهائلة التي قد يتعرض لها؟

حتى الساعة لا يمكن الجزم. فباستثناء موقف بري، على اهميته، وما تسرب من اوساط حزب الله عن ان الثنائي الشيعي لم يرفع بعد اسماء وزرائه رسميا الى الرئيس المكلف، لم يصدر ما يؤكد هذا التوجه، ولو ان الطبخة الحكومية لم تنضج بالكامل اذ تبقى بعض الوزارات عالقة لا سيما الطاقة، بعدما تردد ان اشكالية الخارجية حُلت.

ايران ترد...ولكن: هذا في الشأن اللبناني، اما في الاقليمي الساخن، الذي يجتذب انظار العالم، فرد ايراني محدود او بالاحرى "رد حفظ ماء الوجه" ولو ان الجمهورية الاسلامية تعتبره اوليا وغيره الكثير المرتقب. فقد شنت طهران، فجرا هجوما صاروخيا باليستيا على قاعدتين تتمركز فيهما قوات تابعة للجيش الأميركي، وللتحالف الدولي في العراق، استهدف قاعدة عين الأسد الجوية، التي تقع في محافظة الأنبار غربي العراق. وطال القصف أيضا قاعدة عسكرية في مطار أربيل في إقليم كردستان شمالي العراق، حيث تتمركز أيضا قوات التحالف الدولي، ومن ضمنها قوات أميركية. وفي حين افاد "الحرس الثوري الإيراني" ان هجماته على القواعد الأميركية أسفرت عن وقوع 80 قتيلا على الأقل ونحو 200 جريح في صفوف الجيش الأميركي، اعلن مسؤولون أميركيون بأن خسائر قليلة جداً نتجت عن الهجوم الإيراني. وقال جوناثان هوفمان المتحدث باسم البنتاغون في بيان "أن لا معلومات حتى الآن عن أي أضرار أو إصابات نتيجة الهجوم".

تغريدة اممية: وفي انتظار الجديد الايراني او الاميركي او العراقي الموعود في اطار حرب الردود المفتوحة، بدا الابرز في ملف التشكيل اليوم دخول اممي على الخط الحكومي من خلال تغريدة للمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش عبر حسابه على "تويتر"  قال فيها: "إن إبقاء لبنان من دون حكومة تتسم بالكفاية والصدقية عمل غير مسؤول في ضوء التطورات في البلد والمنطقة"، مضيفاً "أحض الزعماء على التحرك دون مزيد من التأخير".

حكومة لم الشمل: ومع ان مصادر سياسية اعربت عن اعتقادها بأن من مصلحة حزب الله "تهريب" حكومة الرئيس دياب لمواجهة الازمة الداخلية، قائلة لـ"المركزية" بأن الحزب هو اكثر من يدرك ان حكومة المواجهة محكومة بالاعدام والفشل، وأهون الشرور ولادة حكومة دياب القادرة على استجلاب المساعدات للنهوض بالوضع الداخلي المأزوم، فينصرف انذاك الى الشأن الاقليمي الاهم بالنسبة اليه، توقفت المصادر عند الموقف اللافت للرئيس بري في لقاء الاربعاء، اذ نقل عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي، عن بري أن "المرحلة الحالية تستدعي حكومة لمّ شمل جامعة، وأن الوقت ليس وقت التلهي بشكل الحكومة على حساب جوهرها وبرنامجها". وأشار بزي إلى أن الرئيس بري “سيحدد جلسة لإقرار موازنة العام 2020 قبل نهاية الشهر الجاري". وافادت المعلومات ان الرئيس بري اتصل بالرئيس سعد الحريري ودعاه لحضور الجلسة التشريعية التي ستناقش وتقرّ موازنة ٢٠٢٠

وبعبدا لا تمانع: وليس بعيداً، افاد زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "المركزية" انه يترقب ابعاد موقف الرئيس بري وهو لا مانع لديه في توسيع الحكومة والعودة الى صيغة الـ24 وزيرا لتمثيل المكونات السياسية والنيابية كافة، كما يطرح رئيس المجلس خصوصا ان الاوضاع في البلاد تتطلب تعاون الجميع والمهم العمل سريعا لوضع حد للازمة. وافاد هؤلاء ان عدم تسليم الثنائي الشيعي اسماء وزرائه للرئيس دياب لا يعني تراجعهما فقد درجت العادة ان يسلمانها قبل اعلان التشكيلة .

لا تشكيل: وغداة اللقاء الذي عقد امس بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف، أفادت المعطيات بأنّ القرار الكبير بولادة الحكومة ليس متوفرا، وقد تكون واردة العودة  إلى البحث بحكومة تكنوسياسية أو سياسية جامعة. وفي حين أفيد أنّ مسوّدة الحكومة أصبحت شبه منجزة واتُفق على ملء الفراغات فيها وعلى الحقائب السياديّة، قالت مصادر مطلعة على تشكيل الحكومة ان حظوظ ولادة الحكومة تراجعت والاجواء سلبية، وان "الحكومة "معربسة" وللأسف الأمور تغيّرت كثيراً".

نقل معدات؟: وليس بعيدا، برز اليوم، اعلان وكالة انباء الحرس الثوري الإيراني، بأن "حزب الله" اللبناني ينقل معدات عسكرية نحو الحدود اللبنانية مع إسرائيل. في الموازاة، شدد المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي على "ان اميركا تحاول إزاحة حزب الله من لبنان لمصلحة إسرائيل، لكن الحزب يصبح أقوى كل يوم، وبات يد لبنان وعينه"، لافتا الى "ان قاسم سليماني أحبط مخططات الأميركيين في العراق وسوريا ولبنان". في المقابل، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى التحذير من أن بلاده سترد بقوة على أي هجوم، وأكد تأييده لمقتل سليماني. وقال "كل من يحاول مهاجمتنا سيواجه أقوى ضربة". من جانبه، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، "ان الوضع في جنوب لبنان يحافظ على هدوئه، وان اليونيفيل تنفذ أكثر من 450 نشاطا يوميا بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، وأولويتنا تتمثل في الحفاظ على الأمن على طول الخط الأزرق". وقال: "بالطبع، نحن نتابع الوضع في المنطقة، ولكن أنشطتنا لم تتغير وكذلك اجراءاتنا الأمنية. كما أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو دل كول يواصل التنسيق مع كلا الطرفين لمنع أي سوء فهم وتقليل التوتر والحفاظ على الاستقرار على طول خط الأزرق".

غصن: على صعيد آخر، في مؤتمر صحافي هو الاول له منذ بدء ملاحقاته في اليابان، أعلن رجل الاعمال كارلوس غصن، من نقابة الصحافة في بيروت اليوم، انه فخور بكونه لبنانيا، معتبرا ان "لبنان هو البلد الوحيد الذي وقف معي في الصعوبات". وقال: "انها اللحظات الأولى للحرية ومن المستحيل ان أعبر عن عمق الحزن الذي شعرت به". واضاف: "ان الطريقة الوحيدة التي كنت اتواصل فيها مع عائلتي عبر الزجاج ومن قبل المحامي. لقد كانت مدة استجوابي تطول لمدة ثماني ساعات يوميا ومن دون ان افهم التهم الموجهة الي". وتابع: "أنا لست هنا كضحية، أنا هنا لأسلط الضوء على قضيتي وعلى القانون الياباني الذي ينتهك ادنى معايير حقوق الإنسان. لقد قالوا لي خلال اعتقالي ان الامور سوف تسوء اذا لم اعترف وسننتقم من عائلتك". وقال: "توقيفي في الأيام الماضية نتيجة خطة وضعها مسؤولون في نيسان وأنا لم أهرب من العدالة وإنما هربت من الـ"لا عدالة""، مؤكدا "ان التهم ضده لا اساس لها. لقد افترض الجميع انني مذنب نتيحة للتسريب الخاطئ للمعلومات، وقد عرفت ان ما حصل معي هو نتيجة لعمل اشخاص يريدون الانتقام مني في شركة "نيسان"، وبدعم من المدعي العام في طوكيو. انا لم اهرب من القضاء الياباني بل هربت من الاضطهاد السياسي. واكد ان "قرار الرحيل كان الأصعب الذي اتخذته في حياتي". وتابع: "هناك سببان اساسيان وراء ما حصل معي، كون اداء نيسان بات يتدهور في بداية عام 2016 ووقعت اتفاقية مع شركة ميتسوبتشي واصبحت أملك 44 % من الشركة. وتمت تسمية مدير جديد لشركة نيسان لقد تركت بعد ان حققت عشرين مليار دولار لشركة مزدهرة بعد ان كانت مجهولة ولا احد يعرف بها، لقد تركت ارثا للمدير الجديد. والبقاء في هذه الشركة كمدير تنفيذي لمدة سبعة عشر عاما يعني انني كنت ناجحا".

استدعاء: الى ذلك، استدعى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، غصن الى جلسة تحقيق يعقدها غدا الخميس في مكتبه في قصر العدل في بيروت، للاستماع إلى إفادته حول مضمون النشرة الحمراء الصادرة عن القضاء الياباني والتي تتهمه بارتكاب جرائم على الأراضي اليابانية وتطالب بتوقيفه. كما يجري الاستماع إلى إفادة غصن حول الاخبار المقدم في حقه من عدد من المحامين اللبنانيين، عن دخوله بلاد العدو والاجتماع مع عدد من القيادات الاسرائيلية.

رد ايراني: اقليميا، وبعدما أطلقت إيران صواريخ بالستية على أهداف أميركية في العراق أعلن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي في خطاب بث بشكل مباشر على التلفزيون الرسمي أنه تم توجيه "صفعة" للولايات المتحدة. ونقلت وكالة أنباء فارس عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله إن الولايات المتحدة ربما "قطعت ذراع" الجنرال قاسم سليماني لكن إيران سترد بقطع "رجل" الولايات المتحدة في المنطقة. من جانبه، غرد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قائلا "إنّ الضربة الصاروخية إجراء انتقامي "متكافئ" مع اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، مشيراً إلى أن طهران ستكتفي بهذا الرد ولا تسعى لتصعيد. وقال ظريف في تغريدة على تويتر "لقد اتّخذت إيران واستكملت إجراءات متكافئة في إطار الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة من خلال استهداف القاعدة التي شنّت منها هجمات جبانة ضدّ مواطنينا وضباطنا الرفيعي المستوى". وأضاف "نحن لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب، لكنّنا سندافع عن أنفسنا ضدّ أيّ عدوان".

* * *

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o