Jan 04, 2020 3:47 PM
تحليل سياسي

تأخير ولادة الحكومة: بين العقد العالقة وترقّب موقف نصـرالله..من "صيغتها"؟!
دياب يلتقي باسيل مجددا اليوم وحـــزب الله: اغتيال سليماني سيترك تداعيات
بومبيو: مسايرة الإرهابيين انتهت..والحرس الثوري: 35 موقعا أميركياً في مرمانا

المركزية- في الظاهر، يبدو ان كل شيء بات جاهزا لاعلان ولادة الحكومة الجديدة. لكن في الباطن، يبدو ان ثمة عقدا لا تزال عالقة، والا فلماذا التريث حتى مطلع الاسبوع المقبل، الى الثلثاء على الارجح، لرفع الستارة عنها؟ فالأجواء الداخلية التي تزداد تلبدا ساعة بعد ساعة معيشيا واقتصاديا وماليا و"مصرفيا"، لا تتيح المماطلة والتسويف، تماما كما المناخات الاقليمية الضاغطة، العابقة بروائح البارود والنار وبقرقرعة السلاح وطبول الحرب اثر تصفية القوات الاميركية بأمر مباشر من الرئيس دونالد ترامب، الرجل الأقوى عسكريا في ايران، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. امام هذه المعطيات المقلقة، يصبح السؤال عن سبب الانتظار أكثر، مشروعا. فهل توصّل طهاة الطبخة الوزارية، وهم كلّهم من البيت عينه، فعلا، الى تفاهم نهائي، بينهم والرئيس المكلف حسان دياب، على الحصص والحقائب والاسماء؟ أم لا؟ وهل تجاوزوا عقبات الميثاقية السنيّة والحصتين الدرزية والارمنية، وأيضا الحصة المسيحية الاوسع لناحية الجهة التي ستختار الوزراء المسيحيين (بعد ان تردد ان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل لا يزال يصر على تسميتهم بنفسه) ولناحية أسماء مَن سيتولّون الحقائب المسيحية من حصة التيار ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟

موقف حزب الله: وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" الاتصالات على الخط الحكومي ستستمر مكثفة في "الويك أند" (وقد التقى الرئيس عون اليوم، في هذا الاطار، في بعبدا، رجل الاعمال وديع العبسي المطروح اسمه لحقيبتي نيابة رئاسة مجلس الوزراء والدفاع) بين دياب من جهة، وبعبدا وباسيل (مساء اليوم) والثنائي الشيعي من جهة ثانية، لوضع اللمسات الاخيرة على التركيبة تمهيدا لزف بشراها الى اللبنانيين قبل الاربعاء المقبل. ويبقى رصد كيفية تلقفها من قبل الشارع المنتفض، بعد ان بات معلوما انها من تكنوقراط لكن من خيار القوى السياسية، ما يعني انهم ليسوا "مستقلين".الا ان المصادر لا تخفي خشيتها من ان يكون التريث الذي طرأ، سببه ترقّب ما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مناسبة تأبين يقام لسليماني في الضاحية الجنوبية، غدا. فرفعُه السقف سياسيا وعسكريا قد يُعيد خلط الاوراق على الطاولة الحكومية، اذ سيعني ان تركيبة "الاختصاصيين" التي وضعها دياب، لم تعد تفي بالغرض في نظر الحزب بعد ان تجاوزتها تطورات المنطقة، وقد باتت العودة الى حكومة سياسيين،او تكنو-سياسية بأفضل حال، ضرورية. وهنا، تحذّر المصادر من مغبة تطيير فرصة التأليف، ومن زجّه في "بازار" الصراع الاقليمي، مذكّرة في الوقت عينه، بضرورة تفيّؤ الحكومة العتيدة، الآن أكثر من أي وقت، مظلة الحياد والنأي بالنفس. فاذا كانت الدول "المانحة" غضّت النظر عن كونها حكومة لون واحد، فإنها بالتأكيد، لن تتساهل ازاء انحيازها لمحور "الممانعة" في المنطقة. في المقابل، تشير معطيات الى ان نصرالله لن يصعّد محليا بل سيسهّل عملية التشكيل للفوز بحكومة لـ8 آذار في بيروت.

الاغتيال سيترك تداعيات: وفي انتظار الغد "القريب لناظره"، برز موقف لافت لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله اليوم، تحدث فيه عن "تداعيات" لاغتيال سليماني، من دون ان يوضح طبيعتها او مكانها. وقد رأى أن "ما قامت به أميركا عدوان سافر على أمتنا وبلادنا ومقاومتنا في كل ميادينها وساحاتها، وهو لا شك أنه سيترك تداعيات وتأثيرات، وما قبله ليس كما بعده، وإن كان بالنسبة إلينا سيجعلنا أكثر إصراراً على المضي في هذه المعركة من أجل أن نحقق الانتصارات، فالحاج قاسم سليماني ربى أجيالاً من القادة الميدانيين والمقاومين والمجاهدين. وعليه، فإن كل هؤلاء يعتبرون أن من واجبهم ومسؤولياتهم أن يحملوا هذا الدم ليكون مشعلاً وراية، وأن يبقوا في هذه الساحات إلى أن يتحقق النصر الكامل، وتهزم أميركا وإسرائيل في منطقتنا" .

المصارف هدف: وفي واقع يؤكد ضرورة الاسراع في تأليف حكومة تنكب على انقاذ الوضع الاقتصادي – المالي، استمر اليوم الضغط الشعبي – الثوري على المصارف. ففضّلت بعض الادارات عدم فتح أبوابها في حين أقفل محتجون فروعا بشاحناتهم حتى استلام أموالهم، وتعرضت بنوك اخرى لرشق بالبيض. وفيما يلوّح موظفو المصارف بالعودة الى الاضراب اذا بقي الهرج والمرج على حاله، صدرت اليوم برقية من قائد سرية بيروت الاقليمية الاولى في قوى الامن الاخلي الى آمري القطعات حول تعزيز الاجراءات الامنية في المصارف. واشارت الى أن بنتيجة المتابعة، تبين ان بعض عناصر قوى الامن المولجين حماية المصارف لا يقومون باجراءات كافية عند حصول اي اعتداء على املاك المصارف او عند دخول مجموعة من المتظاهرين اليه. وطلب تشديد الاجراءات عبر اتخاذ خطوات كالاتصال برقم الطوارئ، وتنظيم محضر عدلي وغيرها".

الدولة والبنزين: على صعيد آخر، رعت وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ندى البستاني أول عملية تسليم لمادة البنزين التي استوردتها الدولة اللبنانية لأصحاب شركات التوزيع في منشآت النفط في الزهراني جنوب صيدا. وأكدت خلال عملية التسليم أنها "الخطوة الأولى"، وأعلنت "عدم فقدان مادة البنزين من الآن وصاعداً"، مشيرة إلى خطة في هذا الشأن بالاتفاق مع إدارة نفط الزهراني لإجراء المزيد من المناقصات في هذا القطاع. وعن الكمية المستوردة، أوضحت أن "باخرة النفط الأولى التي وصلت إلى لبنان حملت 32 مليون ليتر أي 24 ألف طن، والبواخر الأخرى ستصل إلى لبنان تباعًا وأكبر زبون سيكون الجيش اللبناني"، لافتة إلى أن "عملية البيع تتم بالليرة اللبنانية وبحسب سعر الدولار المنصوص عليه في الجداول الرسمية".

فرار غصن: في جديد ملف هروب كارلوس غصن الرئيس التنفيذي السابق لشركة نيسان، من اليابان، فذكرت 3 مصادر مطلعة لـ"رويترز" ان غصن فر من منزله في طوكيو بعدما أوقفت شركة أمن خاصة، استأجرتها "نيسان" مراقبته. وذكرت المصادر أن "نيسان" كلفت شركة أمن خاصة بمراقبة غصن، الذي أفرج عنه بكفالة لحين محاكمته، لمعرفة إن كان يجتمع مع أشخاص على صلة بالقضية. وأضافت ان محاميه طلبوا من شركة الأمن وقف مراقبته نظرا لأن ذلك سيعد انتهاكا لحقوق الإنسان، وذكروا أن غصن كان يعتزم تقديم شكوى ضد الشركة. وقالت المصادر إن الشركة أوقفت المراقبة بحلول 29 كانون الأول. الى ذلك، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن متعاقدين أمنيين أميركيين اثنين ساعدا في تهريب غصن من اليابان إلى تركيا ثم إلى لبنان. وذكرت أن مايكل تايلور وجورج زايك (لبناني-اميركي) رافقا غصن على متن الطائرة الخاصة التي أقلعت من أوساكا في اليابان إلى اسطنبول الأحد الماضي. وبينما صعد الأميركيان الطائرة "بشكل طبيعي"، وضع غصن داخل صندوق أسود كبير يستخدم للآلات الموسيقية، بحسب ما نقلته الصحيفة عن أشخاص قالت إنهم "على دراية" بالموضوع.

الحرس يتوعد: اقليميا، وبعد ان شُيع في بغداد اليوم الجنرال قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي أبو المهدي المهندس، يوارى سليماني الثرى الثلثاء في مسقط رأسه كرمان بوسط إيران بعد مراسم تكريم تستمر ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد، على ما أعلن الحرس الثوري. ويصل جثمان سليماني إلى طهران مساء السبت على أن ينقل الأحد إلى مدينة مشهد المقدسة حيث تجري مراسم تشييع بالقرب من مزار الإمام رضى. في الاثناء، قال القيادي في الحرس الثوري الإيراني، غلام علي أبو حمزة، إن 35 هدفًا أميركيًا حيويًا في المنطقة بالإضافة إلى تل أبيب، في مرمى القوات الإيرانية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تكونا في حالة ذعر دائمة بعد اغتيال سليماني. وقال إيران تحتفظ بحقها في الانتقام من الولايات المتحدة مضيفا "يعد مضيق هرمز طريقًا حيويًا (بحريًا) للغرب، حيث يعبر عدد كبير من المدمرات والسفن الحربية الأميركية مضيق هرمز وبحر عمان والخليج الفارسي". في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "ببساطة انتهى عصر مسايرة أميركا للإرهابيين"، لافتا الى ان واشنطن ستظل ملتزمة وقف التصعيد. وعن التظاهرات في العراق ولبنان، رأى ان "الشعبين اللبناني والعراقي لا يتظاهران ضد أميركا، وإنهما يريدان الحرية لمنع حكومتيهما من الفساد، هما يريدان أن يعيشا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o