Jan 03, 2020 3:26 PM
خاص

مقتل سـليماني... ماذا ينتظر لبنان والمنطقـة؟
عبد القادر: قد يأخذ الرّد طابع مسلسل الاغتيالات

المركزية- في  تصعيد كبير ضد إيران، اغتالت الولايات المتّحدة الأميركية قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، فجر اليوم، من خلال قصف موكب كان يقّلهما في محيط مطار بغداد. وعلى الإثر توعّد أهم قادة إيران بالانتقام والرّد على واشنطن. فإلى أين يمكن أن تجّر الضربة الأميركية المنطقة ولبنان؟ وما هي السيناريوهات المحتملة؟

الخبير العسكري نزار عبد القادر رأى عبر "المركزية" أن "اغتيال سليماني يعيد المنطقة إلى ذكريات أليمة مرّت بها في فترة السبعينات والثمانينات، حيث شهدت عمليات اغتيال كبيرة، لا سيما تلك التي نفذتها اسرائيل ضد مقاومين فلسطينيين أو عرب، وتذكّرنا أيضاً بالمواجهة الأميركية – الإيرانية التي اتّخذت طابع خطف أميركيين وأخذهم رهائن".

وأضاف "كان سليماني العقل المدبّر والإرادة الصلبة في كلّ حروب إيران بالوكالة في المنطقة بما فيها الجناح العسكري لحزب الله في لبنان، لذلك رأينا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يسارع إلى كتابة المرثاة المؤثّرة، متوعّداً بالثّأر. بالإضافة إلى ما صدر من تهدديات عن أعلى سلطة في إيران وولي الفقيه وقادة الحرس الثوري، مؤكّدين أنهم سيردّون ويثأرون بشكل مزلزل".

وأوضح عبد القادر أن "الردود الممكنة هي حصول اغتيالات، لكن قد يأخذ الرّد أشكالاً عديدة وأتصوّر أنه سيأتي عبر هجمات متكرّرة ضد القواعد الأميركية في العراق أو في سوريا وهو ما يمكن أن نسمّيه بالرد المباشر أو التقليدي".

وأردف "بالإضافة إلى أخذ الرّد طابع مسلسل الاغتيالات، يمكن أن يشمل أيضاً لبنان، والأخطر هو احتمال استغلال اسرائيل لهذه الضبابية التي تلف الأوضاع في المنطقة لاغتيال قيادات من حزب الله أو معروفة بولائها لمحور المقاومة. لكن، اعتقد أن الرّد الإيراني سيأخذ بعداً أهم من كل ما نتصوّره ليتناسب مع أهمية خسارة سليماني، في المدى المنظور اعتقد أنه سيكون عملية تبهر الأنظار قد يكون مسرحها الدول الخليجية أو مياهها لضرب أهداف أميركية"، لافتاً إلى أنه "لا يجب استبعاد إعطاء الرد هذه الأهمية، لأن من وجهة نظر الإيرانيين وحزب الله يستأهل الرّد العسكري على قتل سليماني خروج العملية إلى مسرح عالمي سواء في أفريقيا أو أوروبا أو آسيا لإبهار الأنظار وزلزلة الأرض بخلق نوع من الحذر وإيذاء أميركا ليس على مستوى لبنان والعراق والخليج فقط إنما أيضاً على مستوى وجودها ومصالحها في العالم".

وتخوّف عبد القادر من "أن يتجاوز رد الفعل إدخال لبنان في موجة جديدة من عمليات الاغتيال والإرهاب والهجوم المفاجئ، ليخلق نوعاً من الرعب العالمي من موجة جديدة من الإرهاب الدولي القائمة على الفعل ورد الفعل بين أميركا وإيران".

وأشار إلى أن "على أميركا أن تكون حذرة في كلّ سفاراتها حول العالم. وفي أشكال الحرب الجديدة عندما يؤخذ القرار بالقيام بالخطوة الأولى لخوض حرب لا بدّ من احتساب الخطوة الأخيرة بنفس الدقة التي احتسبت فيها الأولى. من دون شكّ لدى واشنطن حساباتها الآن لكن ما هي تلك التي تتصوّرها عند بلوغ نهاية النفق المظلم الذي أدخلت فيه نفسها والعالم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o