Jan 02, 2020 4:05 PM
تحليل سياسي

التشكيل ينتظر حل العقدة المارونية في لقاء دياب- باسيل
لبنان يتسلم من الإنتربول النشرة الحمراء لكارلوس غصن
ايران: لا نقود البلاد الــى الحرب لكننا لا نخشـــاها

المركزية- في يوم العمل الرسمي الاول من العام 2020، سجل الحدث السياسي ثلاث محطات اساسية، الحكومة العيدية لم تولد والرئيس المكلف حسّان دياب يواصل مساعيه لتذليل ما تبقى من عقبات في طريق ابصارها النور. الثورة استعادت زخمها، قطع طرق ووقفات احتجاجية امام مرافق عامة، متحدية الطقس البارد والعاصف بعد استكانة فرضتها عطلة الاعياد، وقضية فرار كارلوس غصن الى لبنان تفتح باب ازمة جديدة مع استلام لبنان اليوم طلباً من الانتربول لتوقيفه، بعدما اوقفت تركيا 7 أشخاص بينهم 4 طيارين على صلة بمرور غصن عبر اراضيها خلال عودته الى لبنان.

عام مفتوح على مزيد من الازمات التي يتفنن اهل السلطة في استيلادها، ستستكمل فيه ثورة 17 تشرين نضالها لبلوغ الجمهورية الثالثة، والسياسيون مشوار محاولة تنظيف سجلاتهم هربا من العقاب المُستحق، والرئيس دياب مهمته البالغة الصعوبة في انقاذ البلاد من الانهيار الذي تتخبط فيه اذا ما تستنى له تشكيل الحكومة التي ستوضع تحت مجهر المعاينتين المحلية والدولية.

دياب –باسيل؟ :على الخط الحكومي، أفيد ان لقاء سيعقد بين الرئيس المكلف حسان دياب ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل للبت في نقاط عالقة تمهيداً لاعلان الحكومة قبل نهاية الاسبوع. في المقابل، نفت مصادر باسيل امكانية حصول هذا اللقاء.

حلحلة في العقد؟: واشارت معلومات اخرى الى ان اي لقاء لم يسجل اليوم يتناول الشأن الحكومي في قصر بعبدا وان الأنظار تتّجه إلى لقاء سيجمع دياب مع باسيل من شأنه أن يحسم مسألة الحصة المسيحية وسط حديث عن أن الأخير يصر على ابقاء بعض الحقائب الاساسية من حصة تياره، لافتة الى ان اسم الوزير السابق دميانوس قطار يبدو استبعد لاصرار التيار على ابقاء الخارجية من ضمن حصته. ولفتت الى  حسم الحقائب التي ستنسد للثنائي الشيعي كما ان العقدة الدرزية يتم تذليلها بإسم يرضى به الاشتراكي وإرسلان. ونقلت معلوماتٍ اخرى أن دياب وجد حلاً لعقدة وزارة الداخلية من خلال شخص سني هو قاضٍ أو محامٍ.

الى ذلك، قالت مصادر متابعة لاتصالات تأليف الحكومة ان العقدة الدرزية حلّت بإعطاء الوزير الدرزي حقيبتين هما على الأرجح البيئة والمهجرين. وأفيد ايضا ان "حزب الله" و"أمل" لن يُعيدا تسمية جميل جبق وحسن اللقيس، بل سيسمّيان أشخاصاً جددًا لن يُعلنا عنهم بعد، فيما المحسوم من هذه الحصّة حتى الآن هي وزارة المال لغازي وزني.

العقدة المسيحية: من جهتها قالت مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية" ان أحد المعنيين المسيحيين في عملية التأليف يرفض كل ما يقترحه الرئيس المكلف من أسماء ويصر على تسمية الوزراء المسيحيين وحتى غير المسيحيين في حين ان الرئيس المكلف يرفض مثل هذه المواقف وينطلق من معايير واضحة ومحددة كان انطلق على اساسها في عملية التشكيل وعرضها على كل من التقاهم من رؤساء وقيادات وكتل نيابية ولقي منهم التأييد المطلوب لانطلاقته هذه.  واعتبرت ان من الضروري الحديث عن العقدة المسيحية قبل الكلام عن العقدتين السنية والدرزية والتزام الجميع بالمعايير التي حددها الرئيس المكلف الذي يصر على اعتمادها وتطبيقها على الجميع.

عون – فوشيه: في الاثناء، اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل الظهر في قصر بعبدا، مع سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة في لبنان والاتصالات الجارية لتشكيل حكومة جديدة. وخلال اللقاء، الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والسكرتيرة الاولى في السفارة الفرنسية في بيروت ستيفاني صالحة، نقل السفير فوشيه رغبة بلاده في تشكيل حكومة جديدة تتجاوب مع تطلعات اللبنانيين في هذه المرحلة.

تحركات من جديد: في المقابل، بدا ان فرصة السماح التي اعطاها الثوار للسلطة انتهت. ففي اليوم الـ 78 للانتفاضة الشعبية، عادت التحركات الى الارض. فنفّذ عدد من المتظاهرين وقفة احتجاجية أمام مدخل مرفأ بيروت، معتبرين أنه من أبرز بؤر الهدر والفساد. وتجمع عدد من المتظاهرين صباحا أمام مدخل مرفأ طرابلس، مرددين هتافات تطالب بـ"وقف الفساد وتطهير المرفأ من الفاسدين". كما أقدم عدد آخر من المتظاهرين على أقفال مداخل مؤسسات عامة من طرابلس الى حلبا وصولا الى زحلة. الى ذلك، تم قطع شوارع العاصمة في قصقص وكورنيش المزرعة وفي البقاع أيضا، وهي المناطق التي غالبا ما يتحرك فيها مناصرو الرئيس سعد الحريري، رافضين تكليف حسان دياب.

اضراب المصارف؟: وليس بعيدا، وفي وقت استمرت التحركات الاجتجاجية التي قام بها الثوار في المصارف من جهة، وفي حين يشهد بعضها توترات بين الزبائن والموظفين، أعلن اتحاد نقابات موظفي المصارف أنه سيُضطر "في حال لم تردع القوى الأمنية المشاغبين، إلى اتخاذ القرار بإعلان الإضراب العام مُجدداً في القطاع المصرفي، إلى حين عودة الاستقرار وأجواء الهدوء إلى أماكن العمل في كل فروع المصارف على مساحة الوطن". وقال في بيان "يَعتبر مجلس الاتحاد أن ما حصل في عدد من فروع المصارف اعتداء مُباشر على القطاع المصرفي بما يمثّل من قيمة وطنية، وهو أيضاً تعدٍ على هيبة الدولة التي من واجباتها حماية كل المواطنين من كل متطاول على أمنهم وسلامتهم .إن حال الفوضى التي أحدثتها هذه الهجمات المُنظمة على فروع المصارف لن تُخفف من معاناة المودعين الذين من حقّهم الاعتراض حسب القوانين المرعية الاجراء، على هذه التدابير الاستثنائية التي اتخذتها إدارات المصارف مؤقتاً حفاظاً على استمرارية عمل القطاع المصرفي وتفادياً من السقوط في المحظور". وجدد مجلس الاتحاد التأكيد على ضرورة أن يتولى القضاء التحقيق في كل الإخبارات التي لها علاقة بعمل القطاع المصرفي والإسراع في إصدار الاحكام على كل من تعدّى على المال العام وأموال المودعين، كما يدعو القضاء الى ملاحقة مروّجي الشائعات المُغرضة التي تطال عمل المصارف والتي ألحقت ضرراً مباشراً بسُمعة القطاع المصرفي لدى المؤسسات المالية الدولية والعربية.

غصن والنشرة الحمراء: من جهة أخرى، أعلن وزير العدل البرت سرحان ان "النيابة العامة التمييزية تسلمت ما يعرف "بالنشرة الحمراء" من الإنتربول الدولي حول ملف كارلوس غصن". واشار الى أن "وزارتي الخارجية والعدل واكبتا ملف غصن منذ بداياته، وفي غياب وجود اتفاقية استرداد بين الدولتين اللبنانية واليابانية، وفي إطار مبدأ المعاملة بالمثل وهو مبدأ قانوني سوف نطبق إجراءات القوانين الداخلية اللبنانية". الى ذلك، اشارت رويترز الى ان الشرطة التركية اعتقلت 7 أشخاص بينهم 4 طيارين في ما يتصل بمرور غصن عبر تركيا خلال عودته من اليابان الى لبنان. ونقلت ا.ف .ب عن  مصدر في القصر الجمهوري نفيه حصول لقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون وغصن بعد وصوله إلى بيروت. وكان أفيد أن عناصر من مكتب الادعاء العام الياباني يداهمون منزل رجل الأعمال كارلوس غصن الذي هرب إلى لبنان.

لا حرب ولكن: اقليميا، نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي قوله إن إيران لا تتجه للحرب لكنها لا تخشى أي صراع وذلك بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن طهران تقف وراء احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة في العراق. ونسبت تسنيم إلى سلامي قوله "لا نقود البلاد إلى الحرب لكننا لا نخشى أي حرب، ونقول لأميركا أن تحسن الحديث عند مخاطبة الأمة الإيرانية. لدينا القوة لتحطيمهم عدة مرات ولا يساورنا القلق". واتهم ترامب إيران بتدبير مظاهرات عند السفارة الأميركية في العراق يوم الثلاثاء وقال إن طهران ستتحمل المسؤولية. ورفضت إيران الاتهامات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o