Dec 30, 2019 3:54 PM
متفرقات

رسالة البابا لليوم العالمي 53 للسلام: حوار ومصالحة وتوبة بيئية

المركزية - عقد رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية ورئيس اللجنة الأسقفية عدالة وسلام المطران شكرالله نبيل الحاج، مؤتمراً صحافياً بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في المركز الكاثوليكي للإعلام، قدّم فيه رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي الثالث والخمسين للسلام، تحت عنوان"السلام مسيرة رجاء: حوار ومصالحة وتوبة بيئية". ويحتفل بهذه المناسبة بالذبيحة الإلهية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في العاشرة قبل ظهر الاحد 5 كانون الثاني المقبل، في الصرح البطريركي في بكركي. حيث سيتمّ في نهاية الذبيحة الإلهية، تكريم بعض من رموز العدالة والسلام وهي المؤسسات التي تعنى بذوي الإحتياجات الخاصة.

شارك فيه مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم والأب اندريه فرح، وعن لجنة عدالة وسلام المسؤولة الإعلامية سوزي الحاج وشارل سركيس وعماد شمعون، وعدد من أعضاء اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ومن الإعلاميين.

 أبو كسم: ورحب أبو كسم بالحضور وقال: "تطل علينا هذه السنة الجديدة بأنوار خافتة، في ظل أزمةٍ اقتصادية ومالية تنهك البلاد والعباد. وكأن هذه الرسالة موّجهة إلينا نحن اللبنانيين في هذا الزمن الصعب، الممزوج بالأمل، حيث اللبنانيون ينتفضون ويثورون على الفساد والمفسدين في محاولةٍ لبناء لبنان جديد يليق بهم، من خلال ضرب منظومة الفساد في إدارات الدولة، ووقف الهدر والسمسرات، واسترداد المال المنهوب وترسيخ مفهوم الدولة العادلة الحاضنة لكل أبنائها، عندها يعّم السلام أرجاء لبنان وهو يطوي المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير."

أضاف "إنها سنة التحوّلات، إنها مسيرة رجاء ومصالحة مع الذات ومصارحة بين الشركاء في الوطن، الذين شبكوا ايديهم في يدٍ واحدةٍ اتخذوها شعاراً لثورتهم ورمزا لوحدتهم"، متمنياً "أن تكون سنة 2020 في حلاوتها ومرارتها سنة خير لكل اللبنانيين رغم ضبابية الرؤية، وسنة تحمل أملاً بلبنان الجديد وكل عام وأنتم بخير".

 الحاج: وقدّم المطران الحاج رسالة البابا فرنسيس ليوم السلام 2020 وقال :"تُعنى لجنتنا "عدالة وسلام" المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، بنشر رسالة السلام هذه وتسليط الضوء على أهمية العمل بها، خصوصاً في ظلّ ما يعانيه وطننا الحبيب لبنان، والتحدّيات التي يواجهها العالم بأسره... كفانا حروباً وانقسامات! وليجمعنا الحوار والمصالحة والتوبة البيئية التي تحدّث عنها قداسة البابا في رسالته للعام الجديد 2020".

وأضاف: "تتمحور الرسالة حول خمسة عناوين فرعية: أولًا، السلام، طريق رجاء إزاء العقبات والمحن: يستهلّ البابا فرنسيس كلامه بالقول "أن الرجاء هو الفضيلة التي تجعلنا ننطلق، وتعطينا أجنحة للمضيّ قدمًا، حتى عندما تبدو العقبات صعبة التخطّي." ثانيًا، السلام، مسيرة إصغاء مبنيّة على الذاكرة، والتضامن والأخوّة، ويحتاج العالم برأي البابا إلى "صانعي سلام منفتحين على الحوار دون استثناء أو تلاعب... فالسلام ينبغي أن يبنى باستمرار، لأنه مسيرة نقوم بها معًا، ساعين دائمًا إلى الخير العام، وعاملين على الوفاء بالكلمة التي نعطيها وعلى احترام القانون. فمعرفة الآخرين وتقديرهم ينموان أيضًا عبر الاصغاء المتبادل، لدرجة أن نرى في العدو وجهَ أخٍ." ثالثًا، السلام، مسيرة مصالحة في الشركة الأخوية: يرتكز قداسة البابا على الكتاب المقدّس وأنبيائه، وعلى الإنجيل الذي يرشدنا إلى طريق المصالحة والغفران، مؤكّدًا أن العيش في المغفرة يجب أن ينطبق على كل المجالات: الاجتماعي منها والسياسي والاقتصادي. رابعًا، السلام، مسيرة توبة بيئية: يدعونا البابا فرنسيس إلى توبة بيئية للحفاظ على البيت المشترك بين كل الناس، أي كوكب الأرض. وذلك من أجل الخير العام والطبيعة الأم. وبالتالي فإن هذه التوبة هي: "تحوّلٌ في علاقاتنا مع أخواتنا وإخوتنا، ومع الكائنات الحيّة الأخرى، ومع الخلق بتنوّعه الغنيّ للغاية، ومع الخالق الذي هو مصدر كلّ حياة.  وهذا يتطلّب من المسيحيّ أن "يُظهِر ثمرات لقائه بيسوع في علاقاته مع العالم". خامسًا، ننال الكثير عندما نرجو: رائع هو قول البابا فرنسيس "إن طريق المصالحة يتطلّب الصبر والثقة! والسلام لا يتحقّق ما لم نرجوه." وهنا نستذكر الأسلحة الثلاثة التي نادى بها مار بولس الرسول وهي الإيمان والرجاء والمحبة. فلا يكفي أن نرجو السلام، بل علينا أن نؤمن به، و"يمكننا الاستلهام من محبّة الله لكلّ واحد منّا، فهي محبّة تحرّر، وغير محدودة، ومجّانية، ولا تكلّ".

وتابع: "من أهمّ النقاط اللافتة في رسالة قداسته في اليوم العالمي للسلام، هي دعوته إلى عدم الخوف الذي غالبًا ما يكون مصدرًا للصراع... "فثقافة التهديد لا علاقة لها بثقافة اللقاء بين الإخوة والأخوات، التي تجعل من كلّ لقاء فرصةً وهبةً من محبّة الله السخية، وتقودنا إلى تجاوز حدود آفاقنا الضيّقة، حتى نتوق دومًا إلى عيش أخوّةٍ عالميّة، كأبناء للآب السماوي الأوحد".

ويختم البابا فرنسيس رسالته بالاتّكال على نعمة الآب ومغفرة الابن وإلهام الروح القدس، طالبًا من مريم العذراء "أمّ سيّد السلام وأمّ جميع شعوب الأرض"، أن ترافقنا وتعضدنا على درب مسيرة السلام".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o