Dec 24, 2019 3:59 PM
تحليل سياسي

أسئلة بالجملة تملأ الفضاء الحكومي و"التناقضات" لا توحي بـ"ولادة" سهلة
دياب الى بعبدا.. وفرنجية ينتقد "الطبخة": ظاهرها مستقل وباطنها مرتبط بباسيل!
الراعي يبارك الثورة ويصوب على "الحكّام" سبب "مآسينا"..ودعم اميركي للشعب اللبناني

المركزية- مع ان "الحل والربط" في أيديهم، لجأ السياسيون في عيد الميلاد، الى الدعاء لله، فتوالوا على اصدار المواقف والبيانات التي تتمنى ان تحمل ولادة "المخلّص"، الخلاصَ للبنان من ازماته ومعاناته التي لم يعرف مثلها في أحلك ايام الحرب. اما اللبنانيون الذين سُلبوا هذا العام، اكثر من اي عام، بهجة العيد وفرحته بعد ان بلغ "التنكيل" بهم، حد اذلالهم على ابواب المصارف والمخابز والمستشفيات ومحطات الوقود، فنظروا الى هذه "المفارقة" بدهشة، وتضرّعوا الى طفل المغارة بصلاة واحدة "أعنّا على تحمّل الطبقة السياسية هذه الفاسدة ممارسة وأخلاقا، وانصرنا لمواصلة ثورتنا على الظلم والقهر الذي نعيش، فتزهر انتفاضتنا، ولو بعد حين، ولادةً للبنان جديد نصبو ونتطلع اليه".

في القصر: على الخط السياسي - الحكومي، فرضت عطلة العيد ايقاعها، فغابت الاتصالات واللقاءات، اقله في العلن. وفي انتظار زيارة يفترض ان يقوم بها الرئيس المكلف حسان دياب الى بعبدا للتشاور مع سيّدها، في شؤون وشجون التأليف، بدا من المواقف التي أطلقت اليوم، ان مهمة التشكيل لن تكون سهلة. فرئيس مجلس النواب نبيه بري، ومعه حزب الله، يصران على اشراك سياسيين في الحكومة. وقد جدد "الاستيذ" اليوم في الصحف، تمسّكه بحكومة تضم "حزبيين" اختصاصيين، حتى انه لم يجد ضيرا في قيام حكومة من "لون واحد" اذا رفض "المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي" الدخول اليها "فهذا ما يحصل في كل دول العالم"، على حد تعبيره.

ما موقف دياب؟ فكيف سيرد دياب على هذا الشرط الذي يفرضه عليه مُكلّفوه، فيما هو لا ينفك يؤكد انه في صدد حكومة اختصاصيين مستقلين فقط؟ وما هو موقف قصر بعبدا من كل ما يجري؟ لا جواب بعد، والصورة لن تتضح الا بعد اجتماع دياب برئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وماذا عن موقف التيار الوطني الحر ايضا، الذي يبدو يطرح حكومة اختصاصيين لكن تختارهم القوى السياسية؟ وهل يوافق دياب على اقتراح كهذا، علما انه يعرّي الوزراء من صفة "الاستقلالية" التي يرفع هو لواءها؟

فرنجية وباسيل: على اي حال، لم يكن أدل الى الصعوبات والتعقيدات التي يبدو سترافق عملية التأليف في المرحلة المقبلة، من تغريدة لرئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، صوب فيها باكرا، على ما رشح من معلومات حول الحكومة المرتقبة. وقد قال فيها "حتى الآن طبخة الحكومة تُظهر أنها حكومة ظاهرها مستقلّ وباطنها مرتبط بباسيل، حكومة تضمّ مستقلّين تاريخهم تسويات مع أصحاب النفوذ والسلطة وسياسيين مشهود لهم بالتقلّب. إلا إذا الله ألهم الرئيس المكلّف"... اما مصادر متابعة فكشفت للـ"او تي في" أن من المبكر الدخول باسماء الوزراء إنما هناك كلام حول مواصفاتهم وعددهم والحقائب الاساسية والوازنة.

نداء الراعي: وسط هذه الاجواء غير المطمئنة سياسيا، رفع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في رسالة الميلاد، الصوت مجددا، واكد ان "شعب لبنان ينتظر من المسؤولين السياسيين هدية: حكومة جديدة تضم أشخاصا أصحاب اختصاص ونزاهة وكفاءة يضعون البلاد على طريق الخلاص الإقتصادي والمالي والإنمائي والإجتماعي"، مضيفا "لقد عبر الشعب، بشبابه وكباره، برجاله ونسائه عما يعاني من أوجاع، وما يتطلب من إصلاحات، وذلك في ثورة إيجابية لم تهدأ منذ سبعين يوما. ونرجو ان تظل كذلك ولا تصبح ثورة سلبية هدامة. الثورة الايجابية تتعاون مع الجيش والقوى الامنية وتحترمها، وتخفف من الاعباء والنتائج السلبية عن كاهل المواطنين في حق التنقل والعمل. لقد شكلت هذه الانتفاضة علامة رجاء مضيئة في الظلمة التي تكتنف وطننا، دولة وشعبا ومؤسسات. بوركت هذه الانتفاضة - الثورة الحرة وغير المرتهنة لأحد، فلا تهملوها أيها المسؤولون السياسيون، ولا تخيبوا آمالها. فإنها لا تسعى الى مصالح شخصية أو فئوية، بل إلى الصالح العام، والعودة إلى الجذور والأسس التي بني عليها لبنان وميزته عن كل دول المنطقة في تعدديته الثقافية والدينية ضمن إطار الوحدة الوطنية والانتماء بالمواطنة. واضاف "الرب يسوع بتجسده، وهو الإله الذي أخلى ذاته وافتدى البشرية بموته على الصليب وأحياها من جديد بروح قيامته، يعلمنا التجرد والتحرر من الذات، لكي نسود على مصالحنا الضيقة. إذا نظرنا من هذا المنظار إلى الجماعة السياسية عندنا، نجد أن مآسينا تأتي من أن حكامنا يرفضون تداول السلطة منذ عشرات السنين، بل يتحاصصونها ومال الشعب هدرا ونهبا مسرفين في الصرف ومراكمين الديون على الدولة بمختلف أنواعها. فأوصلوا الدولة إلى الانهيار الاقتصادي والمالي، وأوقعوا أكثر من ثلث الشعب اللبناني في حالة الفقر، ورموا 35 % من الخريجين الجامعيين في حالة البطالة، فضلا عن الوصول بعدد من المؤسسات الخاصة التجارية والصناعية والتربوية إلى إقفال أبوابها." واعتبر ان "المشروع اللبناني، الذي يشكل نموذجا ورسالة في هذا الشرق، نحن مدعوون لحمايته، من أجل كرامة شعبه وثقافته وحضارته. وهذا ما من أجله قامت الانتفاضة - الثورة التي جمعت تحت راية الوطن العائلة اللبنانية في كل المناطق، ومن كل المذاهب والأحزاب والأعمار".

دعم اميركي: في المواقف الدولية والاقليمية من التطورات اللبنانية، اكتفى مساعد وزير الخارجية الأميركية، ديفيد شنكر بالقول اليوم، إن وزارة الخارجية طالبت الحكومة اللبنانية بالالتزام بتحقيق مطالب وطموحات الشعب اللبناني من أجل إحداث تغيير حقيقي، حيث ترى الإدارة أن الوقت قد حان لوضع المصالح الحزبية الضيقة جانباً والعمل على إصلاحات وطنية وتشكيل حكومة لتحقيق تلك المطالب وعلى رأسها محاربة الفساد، مؤكداً على دعم الإدارة الأميركية للشعب اللبناني.

ولايتي والمشنوق: في المقابل، رحّب علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني ، بتكليف دياب، معتبرا أن تظاهرات لبنان تتم بتحريض من قبل اسرئيل والسعودية. وعبّر ولايتي عن قناعته بأن التظاهرات في لبنان ستتضاءل وتنتهي مع تشكيل الحكومة وتحقيق مطالب الشعب. وتعليقا، غرّد النائب نهاد المشنوق عبر "تويتر"، قائلاً: "نشكر السيد علي ولايتي على تبنّيه الرئيس المكلّف الدكتور حسّان دياب. لقد أزال عن ظهرنا حمل اتّهامه بأنّه مرشّح إيران. ودفاع مستشار المرشد الإيراني عن حسان دياب إعلان واضح وصريح بأنّه يمثّل من كلّفوه، ولا يمثّل اللبنانيين ولا أبناء بيروت ولا أهل السنّة".

ظريف في مسقط: اقليميا، غرد وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف عبر حسابه على تويتر قائلا:" کما جرت العادة، قمت أمس واليوم بزيارة مسقط للتباحث والتشاور مع كبار المسؤولين في سلطنة عمان بخصوص العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية. كانت ولاتزال ايران وعمان دولتين جارتين تربطهما علاقات حميمة جدا. سنبقى دائما الى جانب سلطنة عمان". وغالبا ما تلعب السلطنة دور الوسيط بين الدول المتنازعة في المنطقة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o