Mar 19, 2018 2:56 PM
خاص

الكتائب والانتخابات: استثناء زحلة وبيروت القواتي قد يُحصر فيهما
الصيفي ماضية في حسـم الخيـارات المتنية ومصرّة على المبادئ

المركزية- على رغم ما يسميه مراقبون للمشهد الانتخابي عبر "المركزية" "تحالفات غريبة" ستخاض على أساسها الاننتخابات النيابية المقبلة، فإن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل لا يزال متمسكا بموقعه معارضا شرسا للسلطة السياسية الحالية. تبعا لهذه الصورة، تمضي الصيفي في التغريد وحيدة خارج سرب ما يسميها المقربون من الجميل "أحزاب السلطة"، وإن كان الحزب شذ عن هذه القاعدة، في زحلة وبيروت الأولى (الأشرفية- الرميل- الصيفي- المدور)، إنطلاقا مما يعتبر رمزية الرئيس الشهيد بشير الجميل في هاتين الدائرتين، نظرا إلى انطلاق مسيرته السياسية الزاخرة من الأشرفية، معطوفة على المعارك التاريخية الكبيرة التي خاضها في عروس البقاع.

وإنطلاقا من موقفه المبدئي هذا، يواصل رئيس الكتائب اتصالاته لاستكمال تأليف لائحته في معقله المتني. وقد بات معلوما أن هذه اللائحه، التي باتت شبه مكتملة، تجمع الجميل وعضو المكتب السياسي الكتائبي الياس حنكش إلى عدد من ممثلي "القوى التغييرية". وقد عرف من بين الأسماء مرشحان ارثوذكسيان اثنان (الزميلة فيوليت غزال، ومازن سكاف). وهو ما قد يقلل من فرص نسج الكتائب تحالفا مع النائب ميشال المر. علما أن هذا الخيار يأتي معطوفا على كلام يدور في الكواليس الانتخابية المتنية عن أن رجل الأعمال سركيس سركيس قد ينضم إلى اللائحة البرتقالية في المتن، ما قد يصعب على المر مهمة تأليف لائحة، وهو أمر قل نظيره  في الدائرة الضيقة المحيطة به، على مدى عقود.

وإذا كان حزب الكتائب يستبعد احتمال الالتقاء الانتخابي مع المر (وإن كان أي شيء لم يحسم حتى الساعة)، فإن الأمر نفسه ينطبق على القوات اللبنانية (التي أعلنت أمس لائحتها المتنية برئاسة القيادي إدي أبي اللمع، وهو مرشح عن أحد المقاعد المارونية الأربعة)، بفعل القانون النسبي الذي لم يفوت القيمون عليه فرصة تطعيمه بنكهة أكثرية فرضها الصوت التفضيلي. وفي هذا الاطار، يؤكد عارفون بالشؤون الانتخابية أن القانون الجديد يطيح فرص تحالف "القوى الكبرى" في المتن كما في سواه من الدوائر، لأن كل حزب يريد ضمان الحصول على الكم الأكبر من الأصوات التفضيلية لايصال مرشحيها إلى المجلس النيابي الجديد.      

غير أن هذه القاعدة لا تنفي أن الكتائب والقوات قفزا فوق هذه الحسابات الضيقة، وسجلا تقاربا انتخابيا في زحلة. وفي معرض شرح هذا الخيار وأسبابه للقاعدة الكتائبية يؤكد حنكش وسواه من المرشحين الكتائبيين، في خلال لقاءاتهم الشعبية،  أن استثناء سُجل في زحلة وفي بيروت الأولى، لكنه لن يتمدد إلى دوائر أخرى، بفعل طبيعة القانون الجديد، من جهة، ونظرا إلى أن بين الحزبين تموضعين سياسيين متناقضين منذ سنتين. وهو أمر إنطلق منذ ابرام تفاهم معراب، وهو ما عارضته الصيفي في المضمون، وأيدت المصالحة المسيحية- المسيحية في الشكل. ذلك أنه كان اتفاقا هشا بني على مصالح، ما لبثت أن فرقت أطرافه، بدليل ما نشهده اليوم من، تناقضات بين الطرفين. وكذلك في الاستحقاق الرئاسي، اختارت القوات انتخاب العماد ميشال عون، الذي حمل مشروعا مناقضا لذاك الذي تنادي به الكتائب وأرسته ثورة الأرز عام 2005، إضافة إلى المشاركة في حكومة غير متوازنة والموافقة على الرزمة الضرائبية التي أقرها مجلس النواب في تشرين الأول الماضي، وملف النفايات الذي وقفت الكتائب وحيدة في مواجهته على أرض مطمر برج حمود ولم يساندها فيه أي من حلفائها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o