Mar 19, 2018 2:09 PM
خاص

اتصال تهنئة مرتقب بين ترامب وبوتين: يُحيي مسارَ التسوية السورية؟
العالم أمام مرحلة جديدة بعد انتخابات روسيا..وتطويقُ ايران نقطة "التقاء"

المركزية- لم يشكّل خروج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتصرا من الانتخابات الرئاسية التي شهدتها روسيا أمس، مفاجأة لأحد. فالنتيجة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية"، كانت محسومة سلفا لصالح "القيصر" في ظل غياب أو "تغييب" اي منافس جدي له. فعاد أمس الى الكرملين، للمرة الرابعة، من الباب العريض، بعد ان فاز بـ76.66% من أصوات الناخبين، في "سكور" يعتبر الأفضل في تاريخ روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي. وبعد ان ارتاح الى انتصاره، تنتظر بوتين اليوم، "كومةُ" ملفات اقليمية ودولية شائكة، سيتعين عليه الانكباب على معالجتها مجددا، بعد ان وُضعت على الرف في فترة تحضيره للاستحقاق الرئاسي، وقد شهد بعضا منها تصعيدا غير مسبوق، لم "تكترث" اليه موسكو كثيرا، حتى انها قد تكون اعتبرته مفيدا ومن "العدة" الضرورية لشد عصب الناخبين.أبرز هذه القضايا الملتهبة، الازمة السورية. ففيما الميدان يغلي بالمعارك والمواجهات، من الغوطة الشرقية لدمشق، الى عفرين على الجبهة الشمالية مع تركيا، وصولا الى الجنوب السوري، وقطارُ التسويات يتعثّر وعجلاته شبه متوقّفة، يحول الكباش الاميركي – الروسي وتبادل الاتهامات بين الجبارين بدعم الارهاب تارة وبالتعاطي بـ"لا مسؤولية" مع الملف السوري طورا، دون تحقيق اي خرق ايجابي في جدار الحرب المستمرة منذ سبع سنوات. غير ان هذا المسار السلبي يفترض ان يطوّق في المرحلة المقبلة، مع انتهاء فصول الرئاسيات الروسية. وفي السياق، تقول المصادر، لا بد من حصول اتصال بين الرئيس دونالد ترامب وبوتين، يهنّئ الاول فيه نظيره بفوزه في الانتخابات، وقد تشكّل المكالمة المنتظرة، مناسبةً للاتفاق على عقد لقاء مباشر بين الرجلين.

وعلى الخط عينه ايضا، من غير المستبعد، بحسب المصادر، ان يُجري وزير الخارجية الاميركي الجديد مايكل بومبيو، بعد تثبيت تعيينه في الكونغرس، اتصالا بنظيره الروسي سيرغي لافروف، يتفقان خلاله على عقد اجتماع، في خطوة تمهّد لصفحة جديدة اقليميا ودوليا، ولا سيما سوريّاً، عنوانها أوّلا ضرورة انعاش قرار وقف النار، في كل المناطق السورية وفي مناطق خفض التوتر في شكل خاص (وعلى رأسها الجنوب السوري)، وثانيا، تزخيم اتصالات الحل السياسي الموعود للازمة.

وليس بعيدا، تتوقع المصادر ان ينتهج "سيّد" الكرملين خطا جديدا في مقاربة الازمة السورية. فبعد "الفشل" شبه التام لمؤتمر سوتشي، من المرجّح ان ينعطف بوتين بـ"نعومة" نحو خيار مفاوضات جنيف مجددا، الذي أثبت أنه وحده صالح كإطار للحل في سوريا، على ان ينشط لاقناع شركائه في أستانة ولا سيما طهران، بضرورة وقف التصعيد على الارض افساحا في المجال امام جلوس الجميع الى الطاولة، وإطلاق مسار الحل السياسي.

واذا كان تقليم اظافر ايران في المنطقة، يحتل أولوية في الأجندة الاقليمية لترامب والاوروبيين والخليجيين، فإن هذه القضية لا بد ان تفرض نفسها على اهتمامات الرئيس الروسي في قابل الايام. وبحسب المصادر، ليست توجّهات الكرملين بعيدة من تلك التي سيعتمدها الاطراف الدوليون. فثمة توتر يسود العلاقات الروسية - الايرانية على الساحة السورية، لم يعد خافيا وقد خرج الى العلن في الاعلام الايراني وفق المصادر التي تشير ايضا الى انه تجلى من  خلال احجام روسيا عن مساعدة قوات النظام وحلفائه الايرانيين في اكثر من منطقة كالغوطة الشرقية، ومن خلال عدم حماسة موسكو لاشراك الجانب الايراني وإطلاعه على تفاصيل الاتصالات بشأن التسوية السورية وصيغة الحل التي يعمل الكرملين لانضاجها.. "المنطقة والعالم، دخلا مرحلة جديدة"، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o