Dec 18, 2019 4:41 PM
تحليل سياسي

استشارات الغد على موعدها والخبر اليقين في جيب رئيس المجلس
بري يسمّي الحريري او من يختاره... ولا فيتو علـــــى احد
اتصـالات تهدئة بين القيادات الروحية وكفررمــــان "تنتـفض"

المركزية- حتى العاشرة والنصف من قبل ظهر غد، يخلق الله ما لا تعلمون. الساعات الفاصلة عن الموعد المؤجل للاستشارات النيابية قد يحمل الكثير في السياسة وفي الشارع، كما في كل جولة استشارية، بما تفترض من عدة عمل متخصصة في فن الارجاءات. في النهار، لقاءات واتصالات بين الطاقم الحاكم بحثا عن مخرج يقيهم "هزلية" المشهد المتكرر، وفي الليل حسابات يصفّونها بين بعضهم البعض على حساب الشعب الثائر فتتطاير الرسائل العابقة بالافلام المفبركة والترهيب بالفتنة التي يعدون جيدا سيناريوهاتها ويطلقونها في الشوارع ليحذروا بعدها من فخ الوقوع فيها.

قبل ساعات على انطلاق الاستشارات، اذا لم يطرأ ثمة ما يحول دون تأجيلها، يبقى الوضع على حاله: ضياع وغموض وترقب لما سيكون عليه المشهد غدا، والامور مفتوحة على كافة الاحتمالات: الارجاء، تكليف الحريري بعدد قليل من الاصوات النيابية ما دام شيئا لم يتغير في خارطة مواقف الكتل وتسهيل خطوات التأليف، او تكليف من دون تأليف لاعادة الكرة الى ملعبه. الجواب رهن رد الحريري على ما طرحه الرئيس نبيه بري وما اذا كان الحريري في وارد تقديم التنازلات المطلوبة للاقلاع بحكومة الانقاذ، بعيدا من الميثاقية وتأثيراتها.

لقاء مسائي: ووسط توقعات بلقاء رئاسي- وزاري قد يعقد مساء في عين التينه من شان نتائجه ان تحمل الخبر اليقين، افادت مصادر مطلعة "المركزية"  ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على حصيلة المحادثات التي اجراها أمس مع رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري والتي تناولت الوضع الامني وخطورة انجراره الى عدم الاستقرار وتاليا الفتنة، سيما وان بعض المندسين بدأوا يستغلون الوضع. وافادت ان الرئيس بري اعلم رئيس الجمهورية انه طرح على الحريري صيغتين حكوميتين، الاولى من 18 وزيرا تضم 6 سياسيين والباقي من الاختصاصيين، والثانية من 14وزيرا وتضم 4 سياسيين فقط، وان تطلق يده في تسمية المستقلين او من يعتبرهم تكنوقراطا وان بري لا يزال حتى الساعة ينتظر ردا من الحريري الذي استمهله بعض الوقت للاجابة على هذا الطرح. وتؤكد ان احدى ابرز النقاط العالقة تتمحور حول اصرار فريق العهد على ان تسمي الاحزاب من تريد من السياسيين على ان يُترك له حرية اختيار التكنوقراط الذين يمكن ان يرضوا الحراك، مقابل اصرار الحريري على حكومة محض تكنوقراط على ان تسمي الاحزاب حصتها منهم. وتوضح ان هذه النقطة اذا لم تجد لها حلا خلال الساعات المقبلة فقد يرفض الرئيس الحريري تسميته يطرح بديلا، علما ان اسم السفير نواف سلام عاد ليتردد في الاروقة السياسية.

بري.. لا فيتو: من جهتها افادت محطة ام.تي.في "ان الرئيس الحريري سيُكلّف غداً بما مجموعه 57 صوتاً ومسألة الميثاقية تم تخطّيها بدعم فرنجية ومستقلّين بينهم الحزب القومي"، مشيرة الى "ان حتى الساعة لا تزال المواقف متباعدة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري". واكدت مصادر الرئيس بري "ان كتلة "التنمية والتحرير" ستُسمّي اما الحريري واما اي شخصية يُسمّيها الحريري ولا فيتو على اي اسم". وفي هذا المجال سألت اوساط متابعة عبر "المركزية" هل يقبل الرئيس بري بالسفير سلام مثلا اذا اقترحه الحريري وماذا عن موقف حزب الله الرافض لنواف سلام؟ فهل يفترق بري عن الحزب؟

وعلّقت مصادر معنية على ما تم تسريبه عن اوساط الرئيس بري بالقول انه ربما حصل على جواب ايجابي من الرئيس الحريري في شان طرحه، ما دفعه الى الاعلان انه سيسميه غدا. واذا ما صح هذا التوجه فهذا يعني ان الحريري بات المرشح الاول في السباق الى رئاسة الحكومة ولو بعدد ضئيل من الاصوات قاطعا الطريق على السفير سلام.

لا نعطي اوامر بالفتنة: على خط آخر، وبعد موجة "الجنون" التي ضربت الشارع عبر المندسين في الحراك والذين يبثون الفتنة ما ادى الى احراق خيم المتظاهرين في اكثر المناطق حساسية وتحديدا في كفررمان، وقد اعاد الثوار نصب خيم جديدة، وخرجوا بتظاهرات منددة بهذه الممارسات، اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري كما نقل عنه النائب علي بزي خلال لقاء الاربعاء النيابي "ان لا غطاء سياسياً لكل من يُسيء للوحدة والسلم الأهلي ونحن لا نعطي اوامر للفتنة"، وشدد على "ان الاستشارات النيابية مكانها الطبيعي عبر المؤسسات وليس عبر تفجير الساحات"، مناشداً الجميع الاقلاع عن سياسة الانكار والهوبرة والعمل بمسؤولية وطنية وعدم التقليل من خطورة الوضع إذا بقي على حاله"، وحذّر "من الواقع المرير والمشاهد المُخيفة والمندسين".

اتصالات تهدئة: وليس بعيداً، اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال اتصالاته بالرئيس بري وبرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على "وحدة الصف وجمع الكلمة والوعي الكامل والحذر مما يخطط له لتمزيق وحدة المسلمين واللبنانيين والعمل على حماية الوطن انطلاقا من اتفاق الطائف الذي هو دستور لبنان".

دار الفتوى: وفي السياق، اكد المكتب الإعلامي في دار الفتوى "ان الدار لا تسمح وما تمثل بالمس بموقع مفتي الجمهورية اللبنانية الحريص على وحدة اللبنانيين والمسلمين"، وشددت على "رفضها كل ابواق الفتنة وكل معاني التحريض الطائفي والمذهبي الذي يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من سفاهة لا طائفة ولا دين لها، وإذ تشدد على وحدة ابناء الشعب اللبناني بمسلميه ومسيحييه لينعم لبنان بالاستقرار والازدهار وبمستقبل زاهر.

الشعّار: وفي السياق، اعلن مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار انه عفا عن الشبان الذين احرقوا غرفة الحرس في منزله على ان يتم اطلاقهم مساء. واوضح ان ما حدث في طرابلس ومناطق متعددة هو نتيجة توتر وردّات فعل غاضبة لان المسؤولين ليسوا واعون لمطاليبهم، مؤكدا رفض اهالي طرابلس احراق شجرة الميلاد "فهو تعبير خاطئ عن الغضب"، مبديا خشيته من ان يفقد الحراك مضمونه وسلميته ومن طابور خامس يأتي الى الساحات لتشويهه.

الجميل... انكشفت الاعيبكم: وفي سياق متصل، غرد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل عبر حسابه الخاص على تويتر كاتباً ، "يخوفون الناس من "فتنة طائفية"، يروجون لها، ينفذونها ثم يحذرون من تكرارها، فقط ليقولوا: "خافوا من الآخر ونحن نحميكم منه. انكشفت الاعيبكم، ولن ينجر إليها من اختار أن يتحرّر ويبني مستقبلاً أفضل مبنياً على ثقافة الحياة والسلام، حيث الدولة تحمي الجميع".

اعتصامات امام مؤسسات الرقابة: وفي اليوم الـ63 للانتفاضة، كانت وجهة الثوّار نحو مؤسسات الرقابة، حيث نفذت مجموعات اعتصامات امام التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية في محلة فردان - بيروت وديوان المحاسبة في القنطاري، منتقدين "النقص في الطاقم البشري في تلك المؤسسات". وطالبوا "بتفعيل تلك الإدارات" مركزين على "ضرورة تعيين كفوئين وتعزيز الإدارة". وتحدث إليهم المدير العام للمناقصات جورج العلية الذي قال: "رغم النقص في عديدنا، فإن الهيئة تقوم بالتحقيق في كل الملفات التي تحول اليها".

لم نعتقل شبّاناً: الى ذلك، نفت قيادة شرطة مجلس النواب ما اورده الناشط عضو مجلس بلدية طرابلس شادي نشابة عن ان شرطة المجلس تعتقل عدداً من الشبان. واكدت في بيان، ان كل ما ورد على لسان نشابة غير صحيح وان الشرطة ليست ضابطة عدلية ولا تقوم بأي توقيفات ومهامها حفظ الأمن في مقر المجلس حصراً".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o