ننتظر من الحريري موقفا ولا يمكنـه تحميلنا مسؤولية فشـله
ماريو عون: مرشحنا ليس جاهزا بعد ونعود إلى الحكومة إذا...

المركزية- لم يكن ينقص رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري إلا ضربة مسيحية مزدوجة كتلك التي تلقاها على حين غرة من الشريك السابق، التيار الوطني الحر، ومن الحليف السابق القوات اللبنانية. في عز عاصفة خلافاتهما المزمنة، التقى الحزبان المسيحيان الأكبران، من حيث لا يدريان... تعددت الأسباب والنتيجة واحدة: ميرنا الشالوحي كما معراب ترفضان عودة الحريري إلى السراي، وإن كان زعيم معراب  يلتقي مع زعيم "المستقبل" على ضرورة تشكيل حكومة من الاختصاصيين، وهو مطلب بات التيار الوطني الحر مؤيدا له... شرط ألا يكون الحريري على رأس حكومة من هذا النوع... على اعتبار أن شخصا سياسيا بامتياز لا يمكن أن يدير حكومة من الاختصاصيين... هذه الصورة التي أطاحت التفاؤل الذي اضمحل أمس بفعل تأجيل الاستشارات النيابية أكدت المؤكد: التسوية انتهت والعلاقة بين ركنيها في واحدة من أسوأ مراحلها. بدليل أن التيار العوني مصر على البقاء خارج الحكومة... إلا إذا لم يعد الحريري إلى السراي... علما أن البديل "البرتقالي" عن الحريري ليس جاهزا بعد..

وتعليقا على هذه الصورة، أكد عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون لـ "المركزية" أن " بعدما طلب الرئيس سعد الحريري تأجيل الاستشارات، فإنه يجري مشاوراته، ونحن جاهزون للخميس. لكننا ننتظر منه موقفا يفسر من خلاله أسباب طلب التأجيل، ويأخذ في الاعتبار مصلحة لبنان وضرورة الوصول سريعا إلى تكليف وتأليف سريعين لأننا لم نعد نملك ترف الانتظار"، معربا عن اعتقاده أن "الرئيس الحريري لن يعود إلى السراي إلا إذا قبل التكليف بأكثرية هزيلة، خصوصا بعد الموقف القواتي الأخير"، مشيرا إلى أن ليس لدينا مرشح معين لرئاسة الحكومة حتى اللحظة، ونحن لم نطرح اي اسم، لأننا ندعو الحريري نفسه إلى اختيار شخصية لتشكيل الحكومة العتيدة، وهو ما قد يدفعنا إلى العودة إلى المشاركة في الفريق الوزاري العتيد".

وفي تفسير لاحتمال التراجع هذا، أوضح عون أن "التيار لا يصفي حساباته مع الرئيس الحريري شخصياً، لكن عودته إلى رئاسة الحكومة تعني إعادة انتاج التركيبة التي سجلت فشلا ولا نريد تكرار هذه التجربة".

وتعليقا على الموقف القواتي الذي انتقده تيار المستقبل بعنف أمس مستنكرا ما سماه "تقاطع مصالح" بين الفريقين المسيحيين الأكبرين ضد عودة الحريري إلى السراي، أشار عون إلى "أننا نتلقفه ايجابا"، مشيرا إلى أن العلاقة بين "التيارين ليست في أسوأ أحوالها، لكن لنا موقف سياسي نعبر عنه، وهو يفيد بأن الرئيس الحريري فشل في مهمته ولا يمكنه أن يحمّلنا مسؤولية هذه النتيجة".