Dec 14, 2019 6:00 AM
صحف

نصيحة الى حزب الله: اقبلوا بشروط الحريري لتشكيل الحكومة... ونصرالله يدعو لأوسع مشاركة

لفتت مصادر سياسية لبنانية لـ"العرب اللندنية" إلى أهمية الخطوة التي اتخذها الوزير جبران باسيل بعدم مشاركة حزبه في الحكومة المقبلة، واعتبرت أن هذا التطور يعد انقلابا في مسيرة العهد، برئاسة ميشال عون، وفي مسيرة باسيل نفسه الذي كان يعبد الطريق لنفسه لوراثة عون في منصب رئاسة الجمهورية. ورأت المصادر أن تبدلا طرأ على المشهد السياسي على نحو لم تعد قواعد الصفقة الرئاسية بين الحريري وعون سارية وفق القواعد الأولى.

ولفت هؤلاء إلى أن قرار باسيل جاء انفعاليا وحاول من خلاله التلطي وراء الحزب الذي يرأسه، وتقديم الأمر بصفته قرارا سياسيا ضد المشاركة في حكومة يرأسها الحريري، على الرغم من أن الأمر يمثل إضعافا للرئيس عون داخل مشهد الحكم.

ويمثل قرار باسيل إخراج تياره من السلطة واجهة امتعاض من توجهات الثنائية الشيعية، ومحاولة لإحراج حزب الله والتلويح بسحب الغطاء المسيحي عن الحكومة التي يرضى عنها الحزب، وهو الغطاء الذي لطالما، من خلال باسيل وعون، انتهج سياسات مدافعة عن سلاح حزب الله لدى المنابر العربية والدولية.

وأكدت ، بعض المعلومات أن باسيل قد التقى حسن نصرالله، وأنه، على ما يبدو، قد فهم منه ما يتمناه الحزب. إلا أن باسيل ذهب أبعد من ذلك وأبلغ الثنائية الشيعية عزمه إخراج التيار الوطني من اللعبة المقبلة.

وأشار المراقبون إلى تسريب مقربين من حزب الله بأنهم نصحوا الحزب بالقبول بشروط الحريري لتشكيل حكومة من التكنوقراط دون أي حضور سياسي.

ويعتبر المقربون أن أمرا كهذا يخلص الحزب من وزر فشل تلك الحكومة، وينزع من الحريري أي حجة مستقبلا في التذرع بأن السياسيين يقيدون عمل الحكومة.

وفيما توقعت بعض الأوساط أن يصار إلى تسمية الحريري في أعقاب الاستشارات الملزمة التي يفترض أن تجري، إذا لم يصار إلى تأجيلها، يوم الاثنين المقبل، ذهبت نفس الأوساط إلى توقع تأخر تشكيل الحكومة بسبب سلبية محتملة قد يعبر عنها رئيس الجمهورية بسبب موقف صهره، باسيل، أو بسبب عدم نضج الطبخة الكاملة، خصوصا في ما يتعلق بالطابع التكنوقراطي أو السياسي للحكومة.

وتوقف مراقبون عند أجواء عون في هذا الصدد من خلال تصريح عن النائب طلال إرسلان بعد لقائه رئيس الجمهورية قال فيه إن “الميثاقية تعطي الشرعية المذهبية للشخص المكلّف، إنّما لا تعطيه تحت هذا الشعار حق تأليف الحكومة سواء كانت من 10، أم 14، أم 24، أم 30 وزيرا”.

وتتوقع بعض المصادر إن تم الذهاب في الخيار الثالث أن يحظى الحريري بتصويت يمنحه أغلبية ضعيفة بما يمثل رسالة من المنظومة السياسية ضد موقف الحريري سواء لجهة تفرده بالاستقالة أو لجهة الشروط التي تمسك بها للعودة إلى منصبه.

واعتبرت المصادر أنه سيكون منطقيا عدم تصويت كتلة التيار الوطني الحر للحريري بعد الموقف الذي عبر عنه رئيسه، باسيل، الخميس. كما أنه من المتوقع أن لا تصوت كتلة حزب الله البرلمانية لصالح الحريري تاركة أمر ذلك للرئيس عون، بما يمكن اعتباره استرضاء له بعد غياب التيار العوني عن الحكومة.

وتتوقع الأوساط السياسية أن تصوت كتلة حركة أمل لصالح الحريري، فيما ترجح المصادر أن يصوت حزب القوات اللبنانية لصالح الحريري في حال تأكد تشكيله حكومة تكنوقراط أو ترك الحرية لنواب الكتلة في الاختيار إذا لم يحسم أمر طبيعة الحكومة. ومن المرجح تصويت كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي لنفس حكومة الحريري.

نصرالله: أوسع مشاركة

برز امس، موقف وُصف بالهادئ داخلياً، للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، رفض فيه تشكيل حكومة في غياب "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، بحسب ما أفادت "الجمهورية".

وأمل نصرالله "ان تحصل استشارات يوم الاثنين المقبل، وأن يحصل تكليف لأي شخصية تحظى بأكثرية الأصوات أو بالأصوات اللازمة، وبعد التكليف نتحدث عن تأليف الحكومة وشكلها"، مؤكّداً أنّ عملية التأليف لن تكون عملية سهلة. وكشف في إطلالة متلفزة عصر امس، أنّه "حتى الآن لا اتفاق على اسم معين، وكتلة "الوفاء للمقاومة" ستحدّد موقفها الاثنين".

وإذ دعا الى حكومة إنقاذ تضمّ أوسع مشاركة من القوى السياسية، أوضح أنّ تأليف أي حكومة يحتاج الى موافقة الأغلبية النيابية ونحن جزء من هذه الغالبية، كما انّ رئيس الجمهورية والعهد اساسي في هذه الغالبية. وقال: "كما رفضنا غياب "المستقبل" عن الحكومة، لا نقبل أيضا بألّا يشارك "التيار الوطني الحر"، مشيراً الى انّ خيار ترؤس الحريري للحكومة لا يزال مطروحاً انما عليه ان يحلحل الامور قليلاً. وخيار تسمية الحريري لرئيس حكومة ما زال مطروحاً أيضاً".

وتحدّث نصرالله عن أربعة خيارات كانت مطروحة، الأول والثاني يتمحوران حول خيار حكومة اللون الواحد التي رفضها "حزب الله" لفريقه السياسي وللفريق الآخر. ثم الخيار الثالث والرابع، ويتمحوران حول "حكومة الشراكة"، وفق اوسع تمثيل ممكن، مشيراً الى انّ الفرق بين الخيار الثالث والرابع له علاقة برئيس الحكومة. فالخيار الثالث كان يتمحور حول حكومة يرأسها سعد الحريري، لكنّ الأخير طرح مجموعة من الشروط وجدها فريقنا السياسي غير مناسبة، وبعضها "الغائي"، ما ادّى الى الانتقال الى الخيار الرابع، وهو الموافقة على اسم يقترحه الرئيس الحريري وتيار "المستقبل" وتوافق عليه الأغلبية النيابية، لكنه أيضاً لم يتحقق.

من جهة ثانية، وفي موقف لافت، تناول نصرالله الموقف الايراني والوضع العدائي بين إيران والولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، وقال: "انّ من يعتدي على ايران، فإنّ ايران هي التي ستردّ عليه وليس عبر حلفائها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o