Dec 13, 2019 2:59 PM
خاص

ثلاثية التسوية الى ثنائية ...فهل يتخلى حزب الله عن التيار؟
الحاجة الى الغطاء السنيّ بعد المسيحي يوجب التمسك بالحريري

المركزية- بين اثنيني الاستشارات، تبدّلت اوراق اللعبة وانقلبت المقاييس. طبخات حرق اسماء المرشحين غابت عن واجهة المشهد الحكومي، ليتصدرها مرشح الطائفة السنيّة الرئيس سعد الحريري من دون منازع ما دامت الميثاقية تفعل فعلها في ميدان رئاسة الحكومة بإقرار الخصوم قبل الحلفاء، الا اذا كان خلف الستارة الاستشارية مفاجأة ما قد يحملها ربع الساعة الاخير.

في المبدأ، وبحسب المجمّع من معطيات، ستخلص جولة الاستشارات بعد 72 ساعة الى تكليف الحريري تأليف حكومة تكنوقراط انقاذية، لن تكون طريق ابصارها النور معبّدة بالورود حكماً، لكنها كما تتوقع مصادر سياسية مواكبة عبر "المركزية"، ولئن شهدت بعض المناكفات السياسية، ستولد في وقت غير بعيد نظرا للضرورات القصوى ومقتضيات المرحلة التي ما عادت تحتمل المزيد من الانزلاق في وحول الانهيارات المتتالية، لان خلاف ذلك سيجعل الخروج منها تعجيزياً.

هذا الواقع بأبعاده الداخلية والخارجية، أسهم، وفق المصادر، بتغيير قواعد اللعبة، من تمسك الثنائي الشيعي بمرشح اوحد للرئاسة خلافا لارادة حليفه التيار الوطني الحر، الى التخلي "الناعم" عن هذا الحليف من خلال كسر معادلة" الحريري وباسيل معا داخل الحكومة او معاً خارجها"، ومن موقف رئيس التيار جبران باسيل عدم المشاركة في الحكومة، بعيدا من الاهداف الحقيقية الكامنة خلف هذا الاعلان، الى انهيار احد اعمدة سيبة التسوية الرئاسية بحيث اذا ما تشكلت الحكومة على غرار ما يريدها الحريري تكنوقراط مستقلة، يصطفّ التيار البرتقالي خارجها، فيما يكمل الثنائي الشيعي ولو عن بعد فيها ، فتتحول من ثلاثية سنية- شيعية- مسيحية الى ثنائية سنية- شيعية، فهل يفعلها الحزب؟ وما هو حجم الدوافع التي تجعل تمسكه بالحريري اقوى من البقاء الى جانب حليفه الاستراتيجي؟

فيما تؤكد اوساط قريبة من العهد استمرار تمسك الرئيس ميشال عون بحكومة تكنوسياسية، تعتبر المصادر، ان مصلحة حزب الله راهنا تخطت مجمل هذه الاعتبارات، ولئن كانت تحرص على مراعاتها، وفي انتظار ما سيقوله امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بعد ساعات، والمتوقع ان يرفع مستوى الدعم خطابيا للحليف البرتقالي ليغطي التمايز التكتي حكوميا، فإن المصادر ترى في الافق المحلي والخارجي اكثر من اعتبار يجعل الحزب يسلك هذا النهج المتجدد، حيث المصلحة العليا تفرض خيارات مخالفة لتلك التي حكمت المرحلة السابقة حيث كان الغطاء المسيحي الذي يوفره التيار الوطني الحر اولوية، فبعدما بات هذا الغطاء غير قابل للعزل، يتطلع الحزب الى غطاء من نوع آخر يتواءم وما توجبه المرحلة الجديدة من متغيرات في المنطقة، غطاء على الارجح سنيّ عربي لا يمكن ان يشكل مدخله الا الرئيس الحريري بشبكة علاقاته الممتدة من لبنان الى داخل العمق العربي، فمتى انجزت التسويات الاقليمية والدولية سيتقدم الغطاء السني على المسيحي او على الاقل يتوازيان لتأمين انتقال سلس للحزب الى داخل الدولة ولبننته، وما صفقة تبادل السجينين بين واشنطن وطهران سوى المؤشر الى المرحلة الجديدة.

وفي اعتبارات الحزب ايضا مصلحة داخلية بحتة، فهو يدرك تماما ان الانقاذ الاقتصادي، وهو المتضرر الاكبر من عدم بلوغه بعدما انتفض شارعه وبيئته عليه، وشحّت موارده المالية، لا يمكن لاي شخصية سنية غير الحريري ان تنفذه، اضف ان الحريري بحكومة التكنوقراط قد يسحب فتيل التشنج من الشارع. وتعتبر المصادر ان عراب المرحلة او التسوية الجديدة قد يكون رئيس مجلس  النواب نبيه بري بما له من قدرة على التواصل مع الداخل والخارج في آن، فهل تنجح ثنائية التسوية حيث اخفقت ثلاثيتها؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o