Dec 12, 2019 6:29 PM
أخبار محلية

"لا نشارك ولا نمنع التشكيل".. باسيل: باب الحل واضح وهو حكومة اخصائيين رئيسا واعضاء
"اذا اصر الحريري على أنا أو لا أحد وأصر حزب الله وامل على حكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري فلا يهمنا ان نشارك بهكذا حكومة"

 أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع استثنائي ل"تكتل لبنان القوي" في المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي، "عدم مشاركة التيار والتكتل في الحكومة العتيدة، إذا أصر الرئيس سعد الحريري على "أنا أو لا أحد" وأصر حزب الله وأمل على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري"، وقال: "نحن مجتمعون اليوم في لحظة استثنائية من تاريخ لبنان، وواجباتنا كلنا تحمل مسؤوليتنا، "وكلنا يعني كلنا" القوى السياسية والناس، كي ننقذ لبنان من أصعب أزمة سياسية إقتصادية مالية في تاريخه".

أضاف: "في هذه اللحظة الاستثنائية، ينبغي أن نصارح اللبنانيين بأنه بعد مرور 58 يوما على انتفاضة الناس، و46 يوما على استقالة الحكومة، لم تتمكن القوى السياسية من تشكيل حكومة تواجه التحديات وتنتج حلولا للأزمة الخطيرة. ومع كل يوم يمر، فإن خسارة اللبنانيين تزيد: شركات تقفل، الناس يفقرون، يفقدون أعمالهم ولا يستطيعون الوصول الى أموالهم".

وتابع: "إن باب الحل واضح، فينبغي أن تتشكل حكومة، عنوانها واحد هو حكومة الحل، ومسارها واحد هو النجاح، لا مراكمة المزيد من الفشل. نحن في التيار الوطني الحر نسجنا سنة 2016 تفاهما وطنيا أدى الى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية على قاعدة الميثاق وعلى قاعدة أن كل مكون أساسي يتمثل بالأقوى في طائفته، أي الذي يملك أكبر تمثيل شعبي. هذا التفاهم الوطني قام على تقوية الدولة، وليس على تسوية وصفقة، وحقق إنجازات. ثبت التوازن بالشراكة الوطنية، حرر البلد من الإرهاب، ثبت الأمن والاستقرار، أنتج قانون انتخاب وأنجز انتخابات عكست التمثيل الفعلي، وأشرك المنتشرين وشكل حكومات متوازنة وسمح بإقرار موازنات بعد فلتان بالإنفاق العام لأكثر من 12 سنة وأطلق مشاريع عديدة، على رأسها النفط والغاز في البحر".

وأردف: "مقابل الإنجازات، فشل هذا التفاهم في محاربة فعلية للفساد وفي بناء دولة حديثة، بتصحيح السياسات المالية والنقدية والاقتصادية، بتأمين أبسط الحقوق للناس: البنية التحتية، الكهرباء، النفايات، البطاقة الصحية وضمان الشيخوخة. كما فشل بالإتفاق على خطة وطنية لإعادة النازحين".

وأشار إلى أن "الشعب اللبناني والدولة والعهد والقوى السياسية، من ضمنها التيار الوطني الحر يدفعون ثمن هذا الفشل اليوم"، وقال: "ندفع الثمن لأن الناس نظروا الى التفاهم على أنه تسوية صفقات ومصالح بيني وبين الرئيس الحريري". ووصف ذلك بأنه "ظلم".

وإذ أشار الى أنه "يدرك تماما أن هذا المؤتمر، ليس مناسبة لتبرير الذات"، سأل: "لو كنت فعلا شريكا في منظومة الفساد القائمة منذ 30 سنة حتى اليوم، فهل كنت تعرضت للاغتيال السياسي الذي أتعرض له اليوم من أركان هذه المنظومة؟"، وقال: "إن الفشل المالي والاقتصادي أدى إلى الانهيار، والفشل في مكافحة الفساد أدى الى اعتبار التفاهم صفقة، وليس تفاهما وطنيا".

أضاف: "إن صرختنا ليست جديدة، فنحن تحدثنا عن ذلك في الحكومة الأولى للعهد، وأعطينا أنفسنا 100 يوم في الحكومة الثانية، وجددناها بمهلة 100 يوم إضافية. وبعدها، عبرنا عن رفضنا الاستمرار في الحكومة إذا استمر الفساد واستمرت معه السياسات المالية والنقدية والاقتصادية المتبعة منذ 30 سنة".

وكشف باسيل أنه تم "إبلاغ الشركاء بهذا الموقف"، وقال: "بعد ذلك، قلنا علنا إننا سنقلب الطاولة، بمعنى أننا سنخرج من الحكومة كي نعود الى المعارضة والناس".

أضاف: "لقد سبقنا الناس لأنهم لم يعودوا قادرين على التحمل ولديهم الحق في ذلك، فنحن ما عدنا قادرين على التحمل، فكيف نطلب منهم ذلك؟".

وتناول تجربة السنوات الثلاث، وقال: "نحن غير مستعدين لتكرارها، فذلك يعني الفشل من جديد لأن معيارنا للحكومة هو النجاح. وإذا لعبنا اللعبة التقيلدية، كما في السابق، نربح كما ربحنا من قبل في الحكومات والرئاسة، لكن البلد يخسر وقتا ثمينا، والانهيار يكبر من أجل الوصول إلى أي نتيجة؟ إلى حكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري؟ أي على مثال الحكومة الماضية؟ نكون ربحنا في السياسة، لكن وصلنا إلى نتيجة لا نريدها لأنها ستبوء بالفشل".

أضاف: "إن الموازين واضحة في اللعبة التقليدية، فلا نحن قادرون ولا راغبون في أن نتخطى الموقع الميثاقي للرئيس الحريري الذي ثبته في الانتخابات، لا بل نحن حرصاء عليه من منطلق حرصنا على الشراكة الوطنية وتوازناتها".

وتابع: "لا لزوم لا ل46 يوما ولا لحرق أسماء ولا لتدخل صرح ديني ووطني كبير مثل دار الفتوى لتثبيت المعادلة الميثاقية التي ناضلنا لاستردادها. وفي الوقت نفسه، إن الرئيس الحريري أيضا غير قادر، حتى ولو حاول، على اعتماد معادلة الميثاقية بالتكليف، وتجاوزها بالتأليف".

وأبدى أسفه "لأن الرئيس الحريري يحاول طرح معادلة: أنا من موقعي كرئيس كتلة المستقبل وبقوة الميثاقية أترأس الحكومة أولا: بإلغاء الآخرين، لكن مرحلة 1990 - 2005 والغاء الآخر ولت إلى غير رجعة. ونحن لا يمكن أن نقبل بأن يركب أحد موجة الانتفاضة المحقة ضد الفساد ويضرب الميثاقية، يعني التوازن بالشراكة المسيحية الاسلامية والمناصفة الفعلية"، وقال: "هذه المعادلة صارت واضحة وثابتة إلى حين إقرار الدولة المدنية، خصوصا أن التجربة اللبنانية برهنت أن أحدا لا يمكن أن يلغي احدا، وعلى اللبنانيين أن يحموا بعضهم لحماية لبنان من الانهيار والفوضى".

وعن حكومة التكنوقراط، قال: "إن المقصود أن كل الأحزاب متهمة بالأزمة، ورئيس الحكومة المستقيل بريء من تراكم الأزمات على مدة 30 سنة. فإما حكومة اختصاصيين من رأس الحكومة الى كل اعضائها أو حكومة سياسيين واختصاصين برأس الحكومة واعضائها، ولكن من دون استنسابية وانتقائية تهدف الى الالغاء. أما تغيير هذه المعادلة فهو مضيعة للوقت".

أضاف: "إذا اصر الرئيس الحريري على "أنا أو لا أحد"، وأصر حزب الله وأمل على مقاربتهما في مواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، فإن التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي - مع ترك الحرية لمن يريد من الحلفاء - غير مهتمين بالمشاركة في حكومة كهذه، لأن مصيرها الفشل حتما، لكن من دون التهرب من المسؤولية، التي لن تكون مفروضة عليهما، لانهما لن يسمحا بضرب الميثاقية وتخطي التمثيل الفعلي، على أن يعطيا مقاعدهما للحراك او لأشخاص جديرين بالثقة إذا ما رغبوا".

وتابع: "إن التيار والتكتل لن يحرضا، لكنهما سيقومان بمعارضة وممانعة بناءة للسياسات المالية والاقتصادية والنقدية القائمة. وكذلك، بمقاومة لمنظومة الفساد القائمة منذ 30 سنة، والتي يريد البعض الاستمرار فيها من خلال استنساخ الحكومة نفسها".


وإذ شدد باسيل على أنهم "لا يشاركون ولا يمنعون تشكيل الحكومة ولا يطالبون ولا يضغطون على أحد لعدم السير بها"، خاطب "الشركاء الحرصاء على وجود التيار والتكتل في الحكومة لأنهم مقتنعون بأنها تفقد التوازن الوطني بغيابهما"، مطالبا ب"العودة الى الطرح الأساسي الذي رفض وضرورة إعادة النظر به، الا وهو تشكيل حكومة إنقاذ فاعلة، تشكل من اختصاصيين من رئيسها واعضائها على أن يكونوا من اصحاب الكفاءة والكف النظيف، لأن هؤلاء سيكونون قادرين على استعادة ثقة الناس ومعالجة الملفات الاقتصادية والمالية. وفي الوقت نفسه، يكونون مدعومين من القوى السياسية والكتل البرلمانية على قاعدة احترام التوازنات الوطنية الناتجة من الانتخابات النيابية... يعني توازنات الحكومة الأخيرة".

وقال: "بناء على هذا المنطق، يختار الرئيس الحريري، رئيس حكومة يحظى بثقة الناس ويتوافق عليه الجميع. وعندها، تحترم الميثاقية بعدم تخطي ارادة الاكثرية السنية، ويشكل رئيس الحكومة المكلف الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وتكون هذه الحكومة قادرة على أن تصالح الناس مع الدولة وتنفذ الاصلاحات المطلوبة وتحافظ على التوازنات السياسية وتحصل على ثقة الكتل البرلمانية وتسترجع ثقة المنتشرين الذين لديهم أفضل الطاقات لمساعدة لبنان وتحسين صورته امام المجتمعين العربي والدولي".

وأشار إلى أن "هذه الحكومة تشكل الفرصة الجدية والوحيدة للخلاص ومنع الانهيار"، لافتا إلى أن "القضية تستحق التضحية، خصوصا أن الهدف الأساسي هو البرنامج الذي ستنفذه هذه الحكومة، وليس المشاركة فيها".

وكشف باسيل أنه "أبلغ سمير الخطيب عدم رغبته في المشاركة بالحكومة، إلا اذا توافرت عناصر نجاحها، وكانت لديها القدرة على القيام بإصلاحات ومحاربة الفساد"، وقال: "نحن مستعدون للتضحية لدرجة إلغاء الذات، وليس بمقعد وزاري واحد، بل بكل مقاعدنا لإنقاذ البلد من الانهيار والفوضى".

أضاف: "لقد قلنا خذوا مقاعدنا، لكن أعطونا سياسة مالية صحيحة واقتصادا منتجا ونفذوا خطة الكهرباء وأوقفوا الهدر في مؤسسات الدولة، فضلا عن قانون كشف الحسابات والممتلكات".

وسأل: "ماذا نستطيع أن نفعل أكثر أو نضحي أكثر لننقذ البلد؟، فإن لم يسيروا مجددا بهذا الطرح الذي يريده الناس، عندها نحن كتيار نناضل من مكاننا الطبيعي من حيث نشأنا ونحارب الفساد من أي موقع كنا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o