Dec 09, 2019 3:13 PM
خاص

التزام سوريا بمسلّمات ثلاث يعيدها الـــى حضن الشرعية
الموقف الاماراتي "اللافت" من قيادة الاسد يُمهّد لعودة العرب؟

المركزية- لم يُشبه الموقف الاماراتي من الحرب في سوريا التي اندلعت منتصف اذار 2011، مواقف اشقائه الخليجيين واكثرية العرب. فالضبابية كانت تلازمه منذ اندلاعها، حيث دعمت الامارات العربية المتحدة المعارضة السورية رسمياً، الا انها حافظت في الوقت نفسه على صلات عدة بنظام الأسد في دمشق إلى ان سَعَت بحلول العام 2018 إلى التقارب مع النظام السوري، فأعادت فتح سفارتها في كانون الأول من ذلك العام بعد سبعة اعوام على إقفالها. واعلن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد لاحقاً ان هذه الخطوة "من شأنها ان تساهم في ضمان استعادة سوريا مكانتها في العالم العربي". وأعقبتها زيارات ثنائية عدة لرجال اعمال ومسؤولين إماراتيين إلى سوريا، ولوفد سوري إلى الإمارات في كانون الثاني 2019.

غير ان هذه الضبابية التي خيّمت على الموقف الاماراتي من الملف السوري بدأت بالزوال لمصلحة دعم النظام السوري من خلال "اشادة" القائم بالأعمال الإماراتي في سوريا عبد الحكيم النعيمي خلال حفل بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات في الثاني من كانون الأول الجاري، بالرئيس بشار الأسد "لقيادته الحكيمة"، املاً في ان "يسود الأمن والأمان والاستقرار ربوع سوريا تحت قيادة الأسد".

"هذه الخطوة الاماراتية تجاه سوريا اشارة واضحة لما قد تكون عليه العلاقات العربية مع دمشق في المرحلة اللاحقة"، بحسب اوساط دبلوماسية غربية تحدّثت لـ"المركزية"، معتبرةً "ان تماهي مواقف دول عربية اخرى مع الاعلان الاماراتي لن يتأخّر وسيأتي تباعاً اذا ما التزمت القيادة السورية بمسلّمات ثلاث يجري العمل على تسويقها كشرط اساسي كي تعود سوريا الى حضن الشرعيتين العربية والدولية".  

واشارت الاوساط الى "ان اولى هذه المسلّمات المرتبط تنفيذها باستمرار الاسد في الحكم، فكّ ارتباطه بايران واخراج نفوذها من سوريا، حيث تتواجد عسكرياً من خلال المستشارين واذرعها العسكرية، او عبر عقود التلزيمات في مجال البنى التحتية وتشغيل مصافي النفط، كي يُصار بعدها الى تثبيت انتشار الجيش السوري في المناطق التي تسيطر عليها طهران، لاسيما في الجنوب السوري".

وتأتي هذه المسلمة في سياق الموقف العربي الرسمي الذي عبّرت عنه جامعة الدول العربية على لسان الأمين العام المساعد السفير حسام زكي منذ اشهر رداً على اسئلة الصحافيين، على هامش اجتماع تحضيري لاجتماع وزراء الخارجية العرب، "ان عودة نشاط سوريا للجامعة مرتبط بوجود توافق لدى الدول العربية الأعضاء بقبولها موقف النظام السوري في ما يتعلق بالتسوية السياسية والعلاقة مع إيران".

والمسلّمة الثانية، تقول الاوساط الدبلوماسية "هي مرتبطة بالشأن اللبناني بالكفّ عن التدخّل في شؤون لبنان كما كان يحصل سابقاً، والتعاطي معه بشكل رسمي من دولة الى دولة، خصوصاً ان العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قائمة ولم تنقطع على رغم الانقسام السياسي في لبنان حول العلاقة مع النظام السوري".      

اما المسلّمة، الثالثة فتلفت الاوساط الى "انها مرتبطة بانخراط سوريا مع العرب بعد العودة اليهم في مشروع السلام، خصوصاً ان ادارة الرئيس دونالد ترامب تعتبر ان توقيع اتّفاق السلام من ضمن شروط نجاح "صفقة القرن".

وتختم الاوساط الدبلوماسية بالتأكيد "ان التزام النظام السوري بهذه المسلّمات بمثابة "كفالة" للرئيس بشار الاسد ليستمر في الحكم الى الانتخابات المقبلة، ويمكنه في حال تنفيذها ان يترشّح لولاية جديدة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o